حديث: المرأة كانت تطوف بالبيت وهي عريانة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب ستر العورة في الطّواف

عن ابن عباس، قال: كَانَت الْمَرْأَةُ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهِيَ عُرْيَانَةٌ فَتَقُول: مَنْ يُعِيرُنِي تِطْوَافًا، تَجْعَلُهُ عَلَى فَرْجِهَا، وَتَقُولُ:
الْيَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ ... فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلا أُحِلُّهُ
نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [سورة الأعراف: ٣١].

صحيح: رواه مسلم في التفسير (٣٠٢٨) من طرق عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، قال: كَانَت الْمَرْأَةُ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهِيَ عُرْيَانَةٌ فَتَقُول: مَنْ يُعِيرُنِي تِطْوَافًا، تَجْعَلُهُ عَلَى فَرْجِهَا، وَتَقُولُ:
الْيَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ ... فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلا أُحِلُّهُ
نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [سورة الأعراف: ٣١].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يروي لنا قصة من قصص الجاهلية الأولى، ويبين كيف جاء الإسلام ليهذب الأخلاق ويشرع الأحكام التي تحفظ كرامة الإنسان وتصون عفته.

أولاً. شرح المفردات:


● تَطُوفُ بِالْبَيْتِ: أي تؤدي مناسك الطواف حول الكعبة المشرفة.
● عُرْيَانَةٌ: بدون ملابس ساترة للعورة.
● تَقُول: مَنْ يُعِيرُنِي تِطْوَافًا: تطلب من يعيرها ثوبًا لتغطي به عورتها أثناء الطواف.
● تَجْعَلُهُ عَلَى فَرْجِهَا: تضع الثوب على عورتها.
● الْيَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ ... فَمَا بَدَا مِنْهُ فَلا أُحِلُّهُ: هذا شعر كانت تنشده، معناه: اليوم يظهر بعض عورتي أو كلها، وما ظهر منها فلا أحله لأحد (أي لا أبيح النظر إليه).
● نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: أي أن هذا الحادثة كانت سببًا لنزول الآية الكريمة.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما أن النساء في الجاهلية كن يطفن حول الكعبة وهن عاريات، وكانت إحداهن تطلب من الناس أن يعيرها ثوبًا لتغطي به عورتها فقط، وتنشد تلك الأبيات التي تعبر عن حياءها، ولكنها في نفس الوقت تشارك في هذا الفعل المنكر. فلما جاء الإسلام، ونزلت الآية الكريمة: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾ [الأعراف: 31]، أمر الله تعالى المؤمنين بلبس الملابس الساترة عند الصلاة والطواف وفي كل مسجد، مما ينهي هذه العادة الجاهلية ويؤكد على ضرورة ستر العورة واحترام أماكن العبادة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- تحريم الطواف عاريًا: الإسلام يحرم كشف العورة في الطواف والصلاة وغيرها من العبادات.
2- التدرج في التشريع: الإسلام جاء لينهي العادات السيئة بالتدريج، ويضع التشريعات التي تراعي تغيير النفوس.
3- الحياء من الله: الحديث يذكرنا بضرورة الاستحياء من الله، خاصة في أماكن العبادة.
4- فضل الإسلام: يقارن بين الجاهلية التي كانت فيها هذه الممارسات، وبين الإسلام الذي جاء بالستر والاحتشام.
5- سبب النزول: فهم أسباب نزول الآيات يساعد في استيعاب مقاصد الشريعة.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- الآية الكريمة: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31]، والزينة هنا تعني الملابس الساترة.
- العورة في الطواف: يجب على المرأة أن تستر جميع بدنها إلا الوجه والكفين، وعلى الرجل أن يستر من السرة إلى الركبة.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا من المستترين العافين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في التفسير (٣٠٢٨) من طرق عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وقوله: «تِطواف» هو ثوب تلبسه المرأة تطوف به، وكان أهل الجاهلية يطوفون عراة ويرمون ثيابهم ويتركونها ملقاة على الأرض ولا يأخذونها أبدًا، ويتركونها تداس بالأرجل حتى تبلى ويسمى اللقاء.
وقوله: تقول ... إلخ«أي تطوف عريانة وتنشد هذا الشعر، وحاصله اليوم -أي يوم الطواف-. إما أن ينكشف كل الفرج أو بعضه، وعلى التقديرين فلا أحل لأحد أن ينظر إليه قصدًا، تريد أنها كشفت الفرج لضرورة الطواف لا لإباحة النظر إليه والاستمتاع به. فليس لأحد أن يفعل ذلك. قاله السيوطي في شرح النسائي.
فجاء الإسلام وأمر الله بستر العورة، فقال تعالي: ﴿يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِد﴾، وقال النبيّ ﷺ: «لا يطوف بالبيت عريان».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 244 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المرأة كانت تطوف بالبيت وهي عريانة

  • 📜 حديث: المرأة كانت تطوف بالبيت وهي عريانة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المرأة كانت تطوف بالبيت وهي عريانة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المرأة كانت تطوف بالبيت وهي عريانة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المرأة كانت تطوف بالبيت وهي عريانة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب