حديث: قال رسول الله ﷺ: إني لو لا حداثة عهد قومي بالشرك أعدت بنيان

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نقض الكعبة وبنائها على قواعد إبراهيم

عن عبد الله بن عبيدٍ قال: وَفَدَ الْحَارِثُ بْنُ عبد الله عَلَى عبد الملك بْنِ مَرْوَانَ فِي خِلافَتِهِ، فَقَالَ عبد الملك: ما أَظُنُّ أَبَا خُبَيْبٍ -يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ- سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ مَا كَانَ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهَا! قَالَ الْحَارِثُ: بَلَى أَنَا سَمْعْتُهُ مِنْهَا.
قَال: سَمْعْتَهَا تَقُولُ مَاذَا؟ قَال: قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ قَوْمَكِ اسْتَقْصَرُوا مِنْ بُنْيَانِ الْبَيْتِ وَلَوْلا حَدَاثَةُ عَهْدِهِمْ بِالشِّرْكِ أَعَدْتُ مَا تَرَكُوا مِنْهُ، فَإِنْ بَدَا لِقَوْمِكِ مِنْ بَعْدِي أَنْ يَبْنُوهُ فَهَلُمِّي لأُرِيَكِ مَا تَرَكُوا مِنْهُ». فَأَرَاهَا قَرِيبًا مِنْ سَبْعَةِ أَذْرُعٍ.
هَذَا حَدِيثُ عبد الله بْنِ عُبَيْدٍ، وَزَادَ عَلَيْهِ الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «وَلَجَعَلْتُ
لَهَا بَابَيْنِ مَوْضُوعَيْنِ فِي الأَرْضِ شَرْقِيًّا وَغَرْبِيًّا. وَهَلْ تَدْرِينَ لِمَ كَانَ قَوْمُكِ رَفَعُوا بَابَهَا؟». قَالَتْ: قُلْتُ: لا، قَال: «تَعَزُّزًا أَنْ لا يَدْخُلَهَا إِلا مَنْ أَرَادُوا، فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا هُوَ أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَهَا يَدَعُونَهُ يَرْتَقِي حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَدْخُلَ دَفَعُوهُ فَسَقَطَ». قَالَ عبد الملك لِلْحَارِثِ: «أَنْتَ سَمِعْتَهَا تَقُولُ هَذَا؟». قَال: نَعَمْ قَالَ: فَنَكَتَ سَاعَةً بِعَصَاهُ ثُمَّ قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي تَرَكْتُهُ وَمَا تَحَمَّلَ».

صحيح: رواه مسلم في الحج (١٣٣٣: ٤٠٣) عن محمد بن حاتم، حدّثنا محمد بن بكر، أخبرنا ابن جريج، قال: سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير، والوليد بن عطاء يحدّثان عن الحارث ابن عبد الله بن أبي ربيعة، قال عبد الله بن عبيد: «وفد الحارث بن عبد الله على عبد الملك بن مروان في خلافته» فذكر بقية الحديث.

عن عبد الله بن عبيدٍ قال: وَفَدَ الْحَارِثُ بْنُ عبد الله عَلَى عبد الملك بْنِ مَرْوَانَ فِي خِلافَتِهِ، فَقَالَ عبد الملك: ما أَظُنُّ أَبَا خُبَيْبٍ -يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ- سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ مَا كَانَ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهَا! قَالَ الْحَارِثُ: بَلَى أَنَا سَمْعْتُهُ مِنْهَا.
قَال: سَمْعْتَهَا تَقُولُ مَاذَا؟ قَال: قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ قَوْمَكِ اسْتَقْصَرُوا مِنْ بُنْيَانِ الْبَيْتِ وَلَوْلا حَدَاثَةُ عَهْدِهِمْ بِالشِّرْكِ أَعَدْتُ مَا تَرَكُوا مِنْهُ، فَإِنْ بَدَا لِقَوْمِكِ مِنْ بَعْدِي أَنْ يَبْنُوهُ فَهَلُمِّي لأُرِيَكِ مَا تَرَكُوا مِنْهُ». فَأَرَاهَا قَرِيبًا مِنْ سَبْعَةِ أَذْرُعٍ.
هَذَا حَدِيثُ عبد الله بْنِ عُبَيْدٍ، وَزَادَ عَلَيْهِ الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «وَلَجَعَلْتُ
لَهَا بَابَيْنِ مَوْضُوعَيْنِ فِي الأَرْضِ شَرْقِيًّا وَغَرْبِيًّا. وَهَلْ تَدْرِينَ لِمَ كَانَ قَوْمُكِ رَفَعُوا بَابَهَا؟». قَالَتْ: قُلْتُ: لا، قَال: «تَعَزُّزًا أَنْ لا يَدْخُلَهَا إِلا مَنْ أَرَادُوا، فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا هُوَ أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَهَا يَدَعُونَهُ يَرْتَقِي حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَدْخُلَ دَفَعُوهُ فَسَقَطَ». قَالَ عبد الملك لِلْحَارِثِ: «أَنْتَ سَمِعْتَهَا تَقُولُ هَذَا؟». قَال: نَعَمْ قَالَ: فَنَكَتَ سَاعَةً بِعَصَاهُ ثُمَّ قَالَ: وَدِدْتُ أَنِّي تَرَكْتُهُ وَمَا تَحَمَّلَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كتب أهل السنة والجماعة:
### أولاً. ترجمة الرواة والسياق التاريخي
● الحارث بن عبد الله: هو الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، ثقة من كبار التابعين.
● عبد الملك بن مروان: الخليفة الأموي المعروف.
● عبد الله بن عبيد: راوي الحديث، وهو ثقة.
● الوليد بن عطاء: راوي الزيادة في الحديث، وهو مقبول.
حدث هذا الحوار في خلافة عبد الملك بن مروان، وكانت بينه وبين عبد الله بن الزبير (المكنى بأبي خبيب) منافسة سياسية على الخلافة، مما قد يفسر تشكك عبد الملك في رواية ابن الزبير عن عائشة رضي الله عنها.

### ثانياً. شرح المفردات
● اسْتَقْصَرُوا: نقصوا في بنيانه ولم يكمّلوه على ما كان عليه في الأصل.
● حَدَاثَةُ عَهْدِهِمْ بِالشِّرْكِ: قرب عهدهم بالشرك وخوف النبي ﷺ من أن يتهمه الناس بأنه يهدم بناء آبائهم.
● بَدَا لِقَوْمِكِ: أراد قومك وظهر لهم ذلك.
● تَعَزُّزاً: تكرماً وتشريفاً لأنفسهم ومنعاً لغيرهم.
● نَكَتَ سَاعَةً بِعَصَاهُ: فكّر ملياً وهو يحرك عصاه على الأرض.
● وَدِدْتُ أَنِّي تَرَكْتُهُ: أي تمنى عبد الملك أنه لم يبن الكعبة كما بنى ابن الزبير.

### ثالثاً. شرح الحديث

# المعنى الإجمالي:


يخبر النبي ﷺ السيدة عائشة أن قريشاً عندما أعادت بناء الكعبة بعد سيل جارف أضر بها، لم تبنها على قواعد إبراهيم الخليل عليه السلام كاملة، بل نقصوا منها جزءاً (قرابة سبعة أذرع) ورفعوا بابها عالياً ليمنعوا من يشاؤون من الدخول. ويبين النبي ﷺ أنه كان سيعيد البناء على قواعد إبراهيم لولا خوفه من فتنة المشركين حديثي العهد بالإسلام.

# الشرح التفصيلي:


1- قوله ﷺ: «إِنَّ قَوْمَكِ اسْتَقْصَرُوا مِنْ بُنْيَانِ الْبَيْتِ»:
- أي أن قريشاً عندما أعادت بناء الكعبة في الجاهلية (قبل البعثة) لم تبنها على الأساس الأصلي الذي وضعه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، بل تركت جزءاً منه خارج البناء.
2- قوله ﷺ: «وَلَوْلا حَدَاثَةُ عَهْدِهِمْ بِالشِّرْكِ أَعَدْتُ مَا تَرَكُوا مِنْهُ»:
- لولا أن قريشاً كانت حديثة العهد بالشرك والإسلام لم ينتشر بعد، وخشي النبي ﷺ أن ينفر الناس منه إذا غيّر بناء آبائهم، لأعاد البناء على قواعد إبراهيم.
3- قوله ﷺ: «فَأَرَاهَا قَرِيبًا مِنْ سَبْعَةِ أَذْرُعٍ»:
- بين النبي ﷺ لعائشة مكان الجزء الذي تركته قريش من الكعبة، وهو حوالي سبعة أذرع (ما يعادل approx. 3.5 متر).
4- الزيادة عن الوليد بن عطاء: «وَلَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ مَوْضُوعَيْنِ فِي الأَرْضِ»:
- لو أعاد النبي ﷺ البناء لجعل للكعبة بابين شرقياً وغربياً يسهل الدخول والخروج منهما، وليس باباً واحداً مرتفعاً.
5- قوله ﷺ: «تَعَزُّزًا أَنْ لا يَدْخُلَهَا إِلا مَنْ أَرَادُوا»:
- يبين سبب رفع قريش للباب: تكبراً ومنعاً لعموم الناس من الدخول، وكانوا يخدعون من يدخل ويدفعونه ليسقط.
6- قولة عبد الملك: «وَدِدْتُ أَنِّي تَرَكْتُهُ وَمَا تَحَمَّلَ»:
- ندم عبد الملك بن مروان على بنائه للكعبة على غير قواعد إبراهيم (حين أعاد بناءها بعد ما حدث فيها في عهد ابن الزبير)، وتمنى أنه تركها على بناء ابن الزبير الذي أعاد فيها ما تركته قريش.

### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- الحكمة في الدعوة ومراعاة أحوال الناس: ترك النبي ﷺ إعادة بناء الكعبة على قواعد إبراهيم حكمةً ودرءاً للفتنة، مع بيانه للحقيقة لأم المؤمنين عائشة.
2- ذم الكبر والاستعلاء على الناس: ذم النبي ﷺ فعل قريش في رفع باب الكعبة لمنع الناس، وهو درس في ذم الكبر ومنع الحقوق.
3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة: بيان الخطأ مع عدم إزالته لوجود المانع الشرعي (خوف الفتنة).
4- الندم على ترك السنة: ندم عبد الملك على مخالفته للسنة في بناء الكعبة، وهو درس في وجوب التثبت في الأمور الشرعية.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحج (١٣٣٣: ٤٠٣) عن محمد بن حاتم، حدّثنا محمد بن بكر، أخبرنا ابن جريج، قال: سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير، والوليد بن عطاء يحدّثان عن الحارث ابن عبد الله بن أبي ربيعة، قال عبد الله بن عبيد: «وفد الحارث بن عبد الله على عبد الملك بن مروان في خلافته» فذكر بقية الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 281 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قال رسول الله ﷺ: إني لو لا حداثة عهد قومي بالشرك أعدت بنيان

  • 📜 حديث: قال رسول الله ﷺ: إني لو لا حداثة عهد قومي بالشرك أعدت بنيان

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قال رسول الله ﷺ: إني لو لا حداثة عهد قومي بالشرك أعدت بنيان

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قال رسول الله ﷺ: إني لو لا حداثة عهد قومي بالشرك أعدت بنيان

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قال رسول الله ﷺ: إني لو لا حداثة عهد قومي بالشرك أعدت بنيان

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب