حديث: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي ﷺ استلمك ما استلمتك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب تقبيل الحجر الأسود أو استلامه بشيء وتقبيله، أو الإشارة إليه عند كلّ شوط في الطواف مع التكبير

عن عمر بن الخطاب، قال لِلرُّكْنِ: أَمَا وَاللهِ! إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ وَلَولا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ اسْتَلَمَكَ مَا اسْتَلَمْتُكَ، فَاسْتَلَمَه. ثُمَّ قَال: فَمَا لَنَا وَلِلرَّمَلِ إِنَّمَا كُنَّا رَاءَيْنَا بِهِ الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ أَهْلَكَهُم اللهُ. ثُمَّ قَال: شَيْءٌ صَنَعَهُ النَّبِيُّ ﷺ فَلا نُحِبُّ أَنْ نَتْرُكَهُ.

صحيح: رواه البخاريّ في الحج (١٦٠٥) عن سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرني زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب قال فذكره.

عن عمر بن الخطاب، قال لِلرُّكْنِ: أَمَا وَاللهِ! إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ وَلَولا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ اسْتَلَمَكَ مَا اسْتَلَمْتُكَ، فَاسْتَلَمَه. ثُمَّ قَال: فَمَا لَنَا وَلِلرَّمَلِ إِنَّمَا كُنَّا رَاءَيْنَا بِهِ الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ أَهْلَكَهُم اللهُ. ثُمَّ قَال: شَيْءٌ صَنَعَهُ النَّبِيُّ ﷺ فَلا نُحِبُّ أَنْ نَتْرُكَهُ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من كلمات الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، التي تدل على فقهه العميق وفهمه السليم لعقيدة التوحيد. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● الرُّكْنِ: المقصود هنا الحجر الأسود، وهو جزء من أركان الكعبة المشرفة.
● اسْتَلَمَكَ: لمسك أو قبَّلك بيده الشريفة، وهي سنة عند الطواف.
● الرَّمَلِ: هو الإسراع في المشي مع مقاربة الخطوات في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف.
● رَاءَيْنَا بِهِ: أي أريناهم أو قاومناهم به، من المراءاة والمقاومة.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا سيدنا عمر رضي الله عنه عن موقفين عظيمين يدلان على عقيدته السليمة وفقهه الدقيق:
1- موقفه مع الحجر الأسود: وقف أمير المؤمنين أمام الحجر الأسود وهو يخاطبه قائلاً: «أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع». في هذا التصريح العقدي البليغ، يؤصل عمر رضي الله عنه لأعظم أساس في الإسلام، وهو توحيد الألوهية، حيث أن النفع والضرر بيد الله وحده، ولا يملكهما أي مخلوق، حتى لو كان أشرف حجر على وجه الأرض. ثم يبين سبب تقبيله له، فيقول: «ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استلمك ما استلمتك». فهنا يظهر حب السنة والاتباع وليس التقليد الأعمى أو الاعتقاد في الحجر نفسه. فهو يفعله اتباعاً للنبي صلى الله عليه وسلم، لا اعتقاداً بأن للحجر قوة ذاتية.
2- موقفه من الرمل: ثم انتقل إلى سنة أخرى هي الرمل (الإسراع في المشي في الأشواط الثلاثة الأولى من الطواف)، فتساءل عن حكمتها بعد أن فتح الله مكة وأزال دولة الشرك، قائلاً: «فما لنا والرمل؟ إنما كنا راءينا به المشركين وقد أهلكهم الله». كان الصحابة يفعلون ذلك في صلح الحديبية ليظهر المشركون قوتهم وعددهم، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالرمل إظهاراً للقوة والمتانة. فلما زال سبب هذه السنة، تساءل الفاروق عن الحكمة من استمرارها. ثم أجاب نفسه قائلاً: «شيء صنعه النبي صلى الله عليه وسلم فلا نحب أن نتركه». فاستمر في فعله اتباعاً محضاً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إخلاص العبادة لله وحده: الحديث أصل عظيم في تنقية العقيدة من أي شوائب الشرك، وبيان أن التعظيم إنما هو لله تعالى، وأن تعظيم أي مخلوق إنما يكون تابِعاً لتعظيم الله واتباعاً لشرعه.
2- الفرق بين التعظيم الشرعي والاعتقاد الفاسد: تقبيل الحجر الأسود أو استلامه هو عبادة تعبدية، نفعها في اتباع الأمر، وليس لأن في الحجر نفسه خاصية. وهذا الفرق الجوهري يحمي المسلم من الوقوع في الشرك.
3- الحكمة من التشريع لا تتعطل بزوال سببها: هذا من أ profound الفقه الذي فهمه عمر. فحكمة الرمل (إرهاب المشركين) قد زالت، ولكن الحكم الشرعي (مشروعية الرمل) باقٍ؛ لأن الأصل في العبادات التعبد والاتباع لا التعليل والحكمة فقط. فلو تركنا كل سنة زالت حكمتها لتعطلت كثير من العبادات.
4- حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعهم له:通过 تصرف عمر، نرى مدى تمسك الصحابة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وحرصهم على متابعته في كل كبيرة وصغيرة، حتى في الأمور التي قد لا تظهر حكمتها لهم.
5- الجمع بين العقل والنقل: عمر رضي الله عنه استخدم عقله في فهم الحكمة، ولكن عندما عرف أن الأمر سنة، قدم النقل على عقله، فهذا هو التوازن الحق.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أصول العقيدة السلفية، ويستدل به العلماء على بطلان عبادة القبور والأحجار والأشجار، وعلى الفرق بين تعظيمها شرعاً وتعظيمها شركاً.
- فعل عمر هذا هو القياس الصحيح، حيث قاس الرمل على استلام الحجر في كونه سنة يجب اتباعها حتى لو خفيت الحكمة.
- يستفاد منه أيضاً أن السنة لا تترك لمجرد زوال الحكمة الظاهرة، بل يبقى الحكم ثابتاً بالاتباع والتعبد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٦٠٥) عن سعيد بن أبي مريم، أخبرنا محمد بن جعفر، أخبرني زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب قال فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 253 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي ﷺ استلمك ما استلمتك

  • 📜 حديث: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي ﷺ استلمك ما استلمتك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي ﷺ استلمك ما استلمتك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي ﷺ استلمك ما استلمتك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي ﷺ استلمك ما استلمتك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب