حديث: سؤال عائشة عن الجدر وسبب ارتفاع باب الكعبة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الحِجْر

عن عائشة، قالت: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَن الْجَدْرِ أَمِن الْبَيْتِ هُو؟ قَال: «نَعَمْ». قُلْتُ: فَلِمَ لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَ: «إِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ». قُلْتُ: فَمَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا؟ قَالَ: «فَعَلَ ذَلِك قَوْمُكِ لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاءُوا وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاءُوا، وَلَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ لَنَظَرْتُ أَنْ أُدْخِلَ الْجَدْرَ فِي الْبَيْتِ، وَأَنْ أُلْزِقَ بَابَهُ بِالأَرْضِ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحجّ (١٥٨٤)، ومسلم في الحج (١٣٣٣: ٤٠٥) كلاهما من حديث أبي الأحوص، حدّثنا أشعث بن أبي الشّعثاء، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة، قالت: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَن الْجَدْرِ أَمِن الْبَيْتِ هُو؟ قَال: «نَعَمْ». قُلْتُ: فَلِمَ لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَ: «إِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ». قُلْتُ: فَمَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا؟ قَالَ: «فَعَلَ ذَلِك قَوْمُكِ لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاءُوا وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاءُوا، وَلَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ لَنَظَرْتُ أَنْ أُدْخِلَ الْجَدْرَ فِي الْبَيْتِ، وَأَنْ أُلْزِقَ بَابَهُ بِالأَرْضِ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَن الْجَدْرِ أَمِن الْبَيْتِ هُو؟ قَال: «نَعَمْ». قُلْتُ: فَلِمَ لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَ: «إِنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ». قُلْتُ: فَمَا شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا؟ قَالَ: «فَعَلَ ذَلِك قَوْمُكِ لِيُدْخِلُوا مَنْ شَاءُوا وَيَمْنَعُوا مَنْ شَاءُوا، وَلَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ فَأَخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ لَنَظَرْتُ أَنْ أُدْخِلَ الْجَدْرَ فِي الْبَيْتِ، وَأَنْ أُلْزِقَ بَابَهُ بِالأَرْضِ».
[رواه البخاري ومسلم]


1. شرح المفردات:


● الْجَدْرِ: هو الحائط القصير الذي على شكل نصف دائرة في الجهة الشمالية من الكعبة المشرفة، ويُعرف اليوم بـ "الحطيم" أو "حجر إسماعيل". وهو في الأصل جزء من الكعبة.
● قَصَّرَتْ بِهِمُ النَّفَقَةُ: يعني أن المال لم يكفِهم لإتمام البناء على أساسه الأصيل، فاضطروا إلى تقصير البناء.
● بَابِهِ مُرْتَفِعًا: أي أن باب الكعبة كان مرتفعًا عن مستوى الأرض، بحيث لا يدخلها إلا من يريدون إدخاله بوساطة سلم أو شيء подоб.
● حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: أي أنهم حديثو عهد بالكفر والجاهلية، ولم تثبت الإيمان في قلوبهم بعد بشكل كامل.
● تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ: يعني أن تنكر قلوبهم التغيير، فتنفر منه، وتضعف ثقتها بالإسلام والرسول ﷺ.
● أُلْزِقَ بَابَهُ بِالأَرْضِ: أي أجعله منخفضًا بمستوى الأرض، ليسهل الدخول إلى الكعبة دون حاجة إلى سلم أو معونة.


2. شرح الحديث:


يحدثنا هذا الحديث العظيم عن حوار جرى بين النبي ﷺ وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حول بناء الكعبة. وكان هذا بعد أن أعادت قريش بناء الكعبة قبيل البعثة النبوية بخمس سنوات، حيث تضرر البناء بسبب سيول جرفت أساساته.
● سؤال عائشة الأول: سألت النبي ﷺ عن "الجدر" (الحطيم) هل هو جزء أصيل من الكعبة؟ فأجابها ﷺ بأنه نعم، هو منها. وهذا تأكيد على أن مساحة الكعبة الأصلية أوسع مما بَنَتْه قريش.
● سؤالها الثاني: لماذا لم يدخلوه في البناء إذا كان جزءًا منها؟ فبيَّن ﷺ أن السبب كان ماديًّا بحتًا، وهو نقص المال الحلال الذي جمعته قريش لإعادة البناء، فقد اشترطوا أن لا يدخلوا في بنائها إلا مالاً طيبًا، فلما لم يكفِهم، اقتصروا على بناء ما تستطيع أموالهم تغطيته.
● سؤالها الثالث: عن سبب ارتفاع باب الكعبة. فأخبرها ﷺ أن قريشًا فعلت ذلك ليتحكموا فيمن يدخل الكعبة، فيرفضوا دخول من لا يرغبون فيه، وهذا من مظاهر الكبرياء والعصبية الجاهلية.
ثم يختم النبي ﷺ كلامه بحكمة عظيمة، حيث يبيّن أنه كان يريد أن يعيد بناء الكعبة على قواعد إبراهيم عليه السلام، فيدخل "الحطيم" فيها ويخفض بابها إلى مستوى الأرض ليكون الدخول فيها متاحًا للجميع. لكنه ﷺ امتنع عن فعل ذلك في ذلك الوقت لسببين عظيمين:
1- حال الناس النفسية: فقريش كانت حديثة عهد بالإسلام، وقلوبهم ما زالت ضعيفة الإيمان، وقد ينفرون من أي تغيير كبير في رمز عزيز لديهم كالكعبة، فيظنوه بدعة أو تحريفًا.
2- الرحمة والرأفة بأمته: فخشي ﷺ أن يسبب هذا التغيير فتنة لهم أو شكًا في دينهم، فآثر ترك الأمر حتى تثبت العقيدة في النفوس، وتطمئن القلوب للإسلام.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحكمة في الدعوة والتعليم: يعلّمنا النبي ﷺ كيف يكون الداعية حكيمًا، يراعي أحوال الناس ونفسياتهم، ولا يقدم على تغييرات جذرية قد تؤدي إلى نفورهم، خاصة إذا كانوا حديثي عهد بالإسلام.
2- مراعاة الظروف الاقتصادية: الحديث يقرر واقعية الإسلام، حيث اعترف ﷺ بأن نقص المال كان سببًا مقبولاً لترك جزء من الكعبة خارج البناء، مما يدل على أن الإسلام يراعي الظروف المادية للبشر.
3- نبذ الكبرياء والتحكم: انتقاد النبي ﷺ لصنيع قريش في رفع الباب للتحكم في الناس، فهو درس في نبذ التكبر والاستعلاء، وجعل بيوت الله متاحة للجميع دون تمييز.
4
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحجّ (١٥٨٤)، ومسلم في الحج (١٣٣٣: ٤٠٥) كلاهما من حديث أبي الأحوص، حدّثنا أشعث بن أبي الشّعثاء، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة، فذكرته.
والجدْر: هو حِجْر الكعبة، يوضِّح ذلك ما رواه مسلم بعده من وجه آخر عن شيبان، عن أشعث بن أبي الشعثاء، وفيه: «سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَن الْحِجْرِ»، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى حَدِيثِ أَبِي الأَحْوَص.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 277 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سؤال عائشة عن الجدر وسبب ارتفاع باب الكعبة

  • 📜 حديث: سؤال عائشة عن الجدر وسبب ارتفاع باب الكعبة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سؤال عائشة عن الجدر وسبب ارتفاع باب الكعبة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سؤال عائشة عن الجدر وسبب ارتفاع باب الكعبة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سؤال عائشة عن الجدر وسبب ارتفاع باب الكعبة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب