حديث: لِتَخْرُج الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ يَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن الحائض تفعل كلَّ ما يفعله الحاجّ غير أنّها لا تطوف بالبيت

عن حفصة، قالت: كُنَّا نَمْنَعُ عَوَاتِقَنَا أَنْ يَخْرُجْنَ، فَقَدِمَت امْرَأَةٌ فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ فَحَدَّثَتْ أَنَّ أُخْتَهَا كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله ﷺ قَدْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَكَانَتْ أُخْتِي مَعَهُ فِي سِتِّ غَزَوَاتٍ، قَالَتْ: كُنَّا نُدَاوِي الْكَلْمَى وَنَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى، فَسَأَلَتْ أُخْتِي رَسُولَ اللهِ ﷺ فَقَالَتْ: هَلْ عَلَى إِحْدَانَا بَأْسٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ أَنْ لا تَخْرُجَ؟ قَال: «لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا، وَلْتَشْهَد الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُؤْمِنِينَ». فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ ﵂ سَأَلْنَهَا -أَوْ قَالَتْ سَأَلْنَاهَا- فَقَالَتْ -وَكَانَتْ لا تَذْكُرُ رَسُولَ اللهِ ﷺ أَبَدًا إِلا قَالَتْ: بِأَبي-. فَقُلْنَا: أَسَمِعْتِ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ بِأَبِي، فَقَالَ: «لِتَخْرُج الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ -أَو الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ- الحيَّضُ فَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ وَيَعْتَزِلُ الحُيَّضُ الْمُصَلَّى».
فَقُلْتُ: أَالْحَائِضُ؟ فَقَالَتْ: أَوَلَيْسَ تَشْهَدُ عَرَفَةَ، وَتَشْهَدُ كَذَا وَتَشْهَدُ كَذَا؟ ! .

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٦٥٢) من طريق أيوب، عن حفصة (هي بنت سيرين)، فذكرته.

عن حفصة، قالت: كُنَّا نَمْنَعُ عَوَاتِقَنَا أَنْ يَخْرُجْنَ، فَقَدِمَت امْرَأَةٌ فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ فَحَدَّثَتْ أَنَّ أُخْتَهَا كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله ﷺ قَدْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَكَانَتْ أُخْتِي مَعَهُ فِي سِتِّ غَزَوَاتٍ، قَالَتْ: كُنَّا نُدَاوِي الْكَلْمَى وَنَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى، فَسَأَلَتْ أُخْتِي رَسُولَ اللهِ ﷺ فَقَالَتْ: هَلْ عَلَى إِحْدَانَا بَأْسٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ أَنْ لا تَخْرُجَ؟ قَال: «لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا، وَلْتَشْهَد الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُؤْمِنِينَ». فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ ﵂ سَأَلْنَهَا -أَوْ قَالَتْ سَأَلْنَاهَا- فَقَالَتْ -وَكَانَتْ لا تَذْكُرُ رَسُولَ اللهِ ﷺ أَبَدًا إِلا قَالَتْ: بِأَبي-. فَقُلْنَا: أَسَمِعْتِ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ بِأَبِي، فَقَالَ: «لِتَخْرُج الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ -أَو الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ- الحيَّضُ فَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ وَيَعْتَزِلُ الحُيَّضُ الْمُصَلَّى».
فَقُلْتُ: أَالْحَائِضُ؟ فَقَالَتْ: أَوَلَيْسَ تَشْهَدُ عَرَفَةَ، وَتَشْهَدُ كَذَا وَتَشْهَدُ كَذَا؟ ! .

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي روتْه أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها:

أولاً. شرح المفردات:


● عَوَاتِقَنَا: جمع عاتق، وهي الفتاة البالغة التي قاربت الزواج أو هي في سن الزواج.
● قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ: مكان معروف في المدينة المنورة.
● غَزَا: خرج للقتال في سبيل الله.
● نُدَاوِي الْكَلْمَى: نعالج الجرحى.
● جِلْبَابٌ: ثوب واسع تستر به المرأة جسمها كله، وهو أشبه بالعباءة أو الملاءة.
● ذَوَاتُ الْخُدُورِ: صاحبات الخدور، والخِدر هو ستر يُجعل للفتاة في ناحية البيت، والمراد الفتيات الأبكار اللاتي لم يتزوجن.
● يَعْتَزِلُ الحُيَّضُ الْمُصَلَّى: تبتعد النساء الحُيض عن مكان الصلاة نفسه.

ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بأن نساء الصحابة كن يمنعن فتياتهن الشابات من الخروج إلى المصلى في العيدين وغيرهما من المجامع العامة، خشية الفتنة أو لعدم وجود الجلباب الكامل الذي يسترها.
ثم قدمت امرأة إلى المدينة ونزلت في مكان معروف، وحدثت عن أختها التي كانت زوجة لأحد الصحابة المجاهدين، وكانت هذه الأخت تخرج مع زوجها في الغزوات لتمريض الجرحى وخدمة المجاهدين. فسألت أختها النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم خروج المرأة إذا لم يكن لها جلباب خاص بها، فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم بأن تلبسها صاحبتها (أي امرأة أخرى) من جلبابها، وأن تشهد الخير ودعوة المؤمنين (أي تحضر المجامع العامة مثل صلاة العيد والجمعة والدعوات إلى الخير).
ولما قدمت أم عطية (وهي صحابية جليلة) سألوها عن هذا الأمر فأكدت ذلك، وذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بخروج العواتق وذوات الخدور (أي الفتيات البالغات والأبكار) وكذلك النساء عامة لحضور الخير ودعوة المسلمين، مع أن تعتزل الحُيض المصلى نفسه (أي لا تدخل في مكان الصلاة أثناء الحيض).
ولما استفهمت حفصة رضي الله عنها عن خروج الحائض، أجابتها أم عطية بأن الحائض تشهد المواقف الإسلامية كوقوف بعرفة وغيرها من مناسك الحج، فكذلك يجوز لها حضور مجامع الخير مع اعتزالها مكان الصلاة.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- مشروعية خروج النساء للصلاة في العيدين وحضور مجامع الخير: وهذا من رحمة الإسلام ومرونته، حيث أباح للنساء حضور هذه المجامع للاستفادة من الدعاء والذكر والخطب.
2- التيسير على النساء ورفع الحرج عنهن: حيث أجاز النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة التي لا تملك جلبابًا أن تستعير من غيرها، وذلك لتشهد الخير مع المسلمين.
3- اهتمام الإسلام بدور المرأة في المجتمع: فقد كانت النساء يخرجن في الغزوات لتمريض الجرحى وخدمة المجاهدين، مما يدل على مشاركتهن الفعالة في المجتمع.
4- التفريق بين حضور مجامع الخير والصلاة: حيث أمرت الحائض باعتزال المصلى (مكان الصلاة) ولكن لا بأس بحضورها مجمع الخير والدعاء.
5- استحباب حضور النساء لدعوة المسلمين والخير: حيث حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله: "ولتشهد الخير ودعوة المؤمنين".

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وقوته.
- يستفاد من الحديث أن خروج النساء للعيد وغيره من المجامع العامة مشروط بالستر الكامل والأدب والاحتشام.
- الحديث يدل على أن الحيض لا يمنع المرأة من حضور مجامع الخير والذكر، لكن تمتنع من الصلاة ومس المصحف وغير ذلك من الأحكام الخاصة بالحائض.
- فيه دليل على حرص الصحابيات على التعلم وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور دينهن.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٦٥٢) من طريق أيوب، عن حفصة (هي بنت سيرين)، فذكرته.
ورواه مسلم في صلاة العيدين (٨٩٠) من أوجه أخرى عن حفصة بنت سيرين، عن أمّ عطية، به، مختصرًا، وليس فيه قولها: «أو ليس تشهد عرفة، وتشهد كذا، وتشهد كذا؟».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 305 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لِتَخْرُج الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ يَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُس

  • 📜 حديث: لِتَخْرُج الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ يَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لِتَخْرُج الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ يَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لِتَخْرُج الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ يَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لِتَخْرُج الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ يَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب