حديث: طاف رسول الله ﷺ بالبيت على راحلته يستلم الحجر بمحجنه.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جواز الطواف راكبًا لمرض أو عذر، واستلام الحجر بمحجن وغيره، وتقبيله أو الإشارة إليه

عن جابر، قال: طَافَ رَسُولُ الله ﷺ بِالْبَيْتِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ لأَنْ يَرَاهُ النَّاسُ وَلِيُشْرِفَ وَلِيَسْأَلُوهُ فَإِنَّ النَّاسَ غَشُوهُ.

صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢٧٣) من طرق، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول (فذكره).

عن جابر، قال: طَافَ رَسُولُ الله ﷺ بِالْبَيْتِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ لأَنْ يَرَاهُ النَّاسُ وَلِيُشْرِفَ وَلِيَسْأَلُوهُ فَإِنَّ النَّاسَ غَشُوهُ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث جابر رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن جابر رضي الله عنه قال: "طَافَ رَسُولُ الله ﷺ بِالْبَيْتِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ بِمِحْجَنِهِ لأَنْ يَرَاهُ النَّاسُ وَلِيُشْرِفَ وَلِيَسْأَلُوهُ فَإِنَّ النَّاسَ غَشُوهُ".
رواه الإمام مسلم في صحيحه.


1. شرح المفردات:


* طَافَ: سار حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط.
* الْبَيْتِ: الكعبة المشرفة.
* حَجَّةِ الْوَدَاعِ: الحجة التي حجها النبي ﷺ في السنة العاشرة من الهجرة، وهي آخر حجة له، وكانت توديعًا للأمة.
* رَاحِلَتِهِ: دابته التي كان يركبها، وهي ناقته.
* يَسْتَلِمُ: يلمس ويقبل، والمقصود هنا الإشارة أو اللمس بأداة تعظيماً له.
* الْحَجَرَ: الحجر الأسود.
* بِمِحْجَنِهِ: المحجن هو عصا معوجة الرأس. كان النبي ﷺ يستلم الحجر بها.
* لأَنْ يَرَاهُ النَّاسُ: حتى يراه الناس جميعًا ويقتدوا به.
* وَلِيُشْرِفَ: وليكون في مكان مرتفع ومشرف (على راحلته) حتى يسهل على الناس رؤيته.
* وَلِيَسْأَلُوهُ: وليسأله الناس عن أمور دينهم ودنياهم.
* غَشُوهُ: ازدحموا عليه واجتمعوا حوله بكثرة.


2. شرح الحديث:


يصف لنا الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه مشهدًا من مشاهد حجة الوداع، حيث طاف النبي ﷺ حول الكعبة وهو على ناقته (راحلته). ولم يطف ماشيًا على قدميه كما في الأغلب، بل كان راكبًا.
وكان ﷺ عند كل شوط يصل إلى الحجر الأسود، فيستلمه (يلمسه) ليس بيده مباشرة، ولكن بمحجنه (عصاه المعوجة)، ثم كان يقبل المحجن بعد ملامسته للحجر تكريمًا وتعظيمًا للحجر الأسود.
وقد بيَّن جابر رضي الله عنه حكمة هذا الفعل من النبي ﷺ، وهي:
1- لأَنْ يَرَاهُ النَّاسُ: لأن الناس كانوا في ازدحام هائل، فلو طاف ماشيًا لاختفى بينهم ولم يتمكن الكثيرون من رؤية كيفيته، فركب ليكون ظاهرًا مرئيًا للجميع، فيتعلمون منه مناسك الطواف.
2- وَلِيُشْرِفَ: أي ليكون في مكان مرتفع (ظهر الراحلة) فيسهل على الناس مشاهدته واتباع هديه.
3- وَلِيَسْأَلُوهُ: ليتسنى للناس أن يقتربوا منه ويسألوه عن أحكام الحج والعمرة وغيرها من أمور الدين، فهو المعلّم والهادي.
4- فَإِنَّ النَّاسَ غَشُوهُ: وهذا هو السبب المباشر، أي لأن الناس قد ازدحموا حوله ازدحامًا شديدًا حتى كادوا يختطفونه (أي يَجذب كل واحد منهم النبي ﷺ إليه)، فكان الركوب حلاً لهذه المشكلة العملية.


3. الدروس المستفادة منه:


1- التيسير على الناس ورفع الحرج عنهم: فعل النبي ﷺ هذا يظهر حرصه الشديد على تعليم الناس وتيسير الأمور عليهم، وعدم تحميلهم ما يشق، فلم يشأ أن يزاحمهم أو يسبب لهم حرجًا بوجودهم حوله، بل ارتفع على دابته ليحقق المصلحة للجميع.
2- بيان سنن الطواف: الحديث دليل على مشروعية استلام الحجر الأسود بالمحجن أو بآلة أخرى لمن تعذر عليه استلامه بيده، كأن يكون هناك زحام شديد. وفيه دليل على تقبيل ما استُلم به الحجر تعظيمًا له.
3- اهتمام النبي ﷺ بالتعليم العملي: لم يكتفِ ﷺ بالأقوال لتعليم الناس مناسك الحج، بل كان يعلمهم بالأفعال، ويحرص على أن يرى الجميع أفعاله ليقتدوا بها.
4- مكانة الحجر الأسود: الحديث يؤكد على تعظيم الحجر الأسود واستلامه وتقبيله عند الاستطاعة، وهو من سنن الطواف.
5- حكمة النبي ﷺ وقيادته: يظهر الحديث حكمة النبي ﷺ في إدارة المواقف الصعبة، كالزحام الشديد، بحلول عملية تحقق المصالح للجميع (رؤيته، تعلمهم، سؤالهم، وعدم إيذائه أو إيذاء بعضهم بعضًا).
6- حرص الصحابة على العلم: قوله "وليسألوه" يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على اغتنام وجود النبي ﷺ لسؤاله عن كل ما يشكل عليهم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الطواف الذي ذكره جابر هو طواف القدوم (طواف الوصول) في حجة الوداع.
* استلام الحجر الأسود يكون في بداية كل شوط من أشواط الطواف.
* الفعل الذي كان يفعله النبي ﷺ (الاست
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحج (١٢٧٣) من طرق، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول (فذكره).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 294 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: طاف رسول الله ﷺ بالبيت على راحلته يستلم الحجر بمحجنه.

  • 📜 حديث: طاف رسول الله ﷺ بالبيت على راحلته يستلم الحجر بمحجنه.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: طاف رسول الله ﷺ بالبيت على راحلته يستلم الحجر بمحجنه.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: طاف رسول الله ﷺ بالبيت على راحلته يستلم الحجر بمحجنه.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: طاف رسول الله ﷺ بالبيت على راحلته يستلم الحجر بمحجنه.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب