حديث: طواف نساء النبي مع الرجال بعد الحجاب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب طواف النساء مع الرجال من غير اختلاط ما أمكن

عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء إِذْ مَنَعَ ابْنُ هِشَامٍ النِّسَاءَ الطَّوَافَ مَعَ الرِّجَالِ. قَال: كَيْفَ يَمْنَعُهُنَّ وَقَدْ طَافَ نِسَاءُ النَّبِيِّ ﷺ مَعَ الرِّجَالِ؟ ! قُلْتُ: أَبَعْدَ الْحِجَابِ أَوْ قَبْلُ؟ قَال: إِي لَعَمْرِي لَقَدْ أَدْرَكْتُهُ بَعْدَ الْحِجَابِ. قُلْتُ: كَيْفَ يُخَالِطْنَ الرِّجَالَ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنَّ يُخَالِطْنَ، كَانَتْ عَائِشَةُ ﵂ تَطُوفُ حَجْرَةً مِن
الرِّجَالِ لا تُخَالِطُهُمْ، فَقَالَت امْرَأَةٌ: انْطَلِقِي نَسْتَلِمْ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَتْ: انْطَلِقِي عَنْكِ، وَأَبَتْ. يَخْرُجْنَ مُتَنَكِّرَاتٍ بِاللَّيْلِ فَيَطُفْنَ مَعَ الرِّجَالِ، وَلَكِنَّهُنَّ كُنَّ إِذَا دَخَلْنَ الْبَيْتَ قُمْنَ حَتَّى يَدْخُلْنَ وَأُخْرِجَ الرِّجَالُ، وَكُنْتُ آتِي عَائِشَةَ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهِيَ مُجَاوِرَةٌ فِي جَوْفِ ثَبِيرٍ. قُلْتُ: وَمَا حِجَابُهَا؟ قَالَ: هِيَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ لَهَا غِشَاءٌ وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا غَيْرُ ذَلِكَ وَرَأَيْتُ عَلَيْهَا دِرْعًا مُوَرَّدًا».

صحيح: رواه البخاريّ في الحج (١٦١٨) عن عمرو بن علي، حدّثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، به، فذكره.

عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء إِذْ مَنَعَ ابْنُ هِشَامٍ النِّسَاءَ الطَّوَافَ مَعَ الرِّجَالِ. قَال: كَيْفَ يَمْنَعُهُنَّ وَقَدْ طَافَ نِسَاءُ النَّبِيِّ ﷺ مَعَ الرِّجَالِ؟ ! قُلْتُ: أَبَعْدَ الْحِجَابِ أَوْ قَبْلُ؟ قَال: إِي لَعَمْرِي لَقَدْ أَدْرَكْتُهُ بَعْدَ الْحِجَابِ. قُلْتُ: كَيْفَ يُخَالِطْنَ الرِّجَالَ؟ قَالَ: لَمْ يَكُنَّ يُخَالِطْنَ، كَانَتْ عَائِشَةُ ﵂ تَطُوفُ حَجْرَةً مِن
الرِّجَالِ لا تُخَالِطُهُمْ، فَقَالَت امْرَأَةٌ: انْطَلِقِي نَسْتَلِمْ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَتْ: انْطَلِقِي عَنْكِ، وَأَبَتْ. يَخْرُجْنَ مُتَنَكِّرَاتٍ بِاللَّيْلِ فَيَطُفْنَ مَعَ الرِّجَالِ، وَلَكِنَّهُنَّ كُنَّ إِذَا دَخَلْنَ الْبَيْتَ قُمْنَ حَتَّى يَدْخُلْنَ وَأُخْرِجَ الرِّجَالُ، وَكُنْتُ آتِي عَائِشَةَ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهِيَ مُجَاوِرَةٌ فِي جَوْفِ ثَبِيرٍ. قُلْتُ: وَمَا حِجَابُهَا؟ قَالَ: هِيَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ لَهَا غِشَاءٌ وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا غَيْرُ ذَلِكَ وَرَأَيْتُ عَلَيْهَا دِرْعًا مُوَرَّدًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي أورده الإمام البخاري في صحيحه (باب طواف النساء مع الرجال) برقم (1618)، وغيره من أهل العلم:
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الأثر مروي عن عطاء بن أبي رباح -رحمه الله- وهو أحد كبار التابعين وأعلم أهل مكة في زمانه، وقد رواه عنه ابن جريج كما في "صحيح البخاري". وهو حديث صحيح ثابت.


ثانياً. شرح المفردات:


● مَنَعَ ابْنُ هِشَامٍ: أي حين منع والي مكة (عثمان بن هشام) النساء من الطواف مع الرجال مختلطات بهم.
● طَافَ نِسَاءُ النَّبِيِّ ﷺ مَعَ الرِّجَالِ: أي أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن يطفن في المسجد الحرام والرجال يطفون كذلك.
● بَعْدَ الْحِجَابِ: أي بعد نزول آية الحجاب التي أمرت نساء النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين بالحجاب والتستر.
● حَجْرَةً مِنَ الرِّجَال: أي على حدة وبعد عن الرجال، لا يختلطن بهم.
● تستلم: أي تلمس الحجر الأسود لتتبرك به.
● مُتَنَكِّرَاتٍ: أي متسترات بلباس لا يعرفن به.
● مُجَاوِرَةٌ فِي جَوْفِ ثَبِيرٍ: أي معتكفة للعبادة في مكان يسمى "ثبير" بمنى.
● قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ: أي خيمة صغيرة.
● غِشَاءٌ: ستر أو حجاب.
● دِرْعًا مُوَرَّدًا: ثوباً من قماش مخطط أو مزركش.


ثالثاً. شرح الحديث:


يذكر عطاء بن أبي رباح رحمه الله أن والي مكة في ذلك الوقت (ابن هشام) منع النساء من الطواف في المسجد الحرام إذا كان الرجال يطفون معهن، خشية الاختلاط وما قد يترتب عليه من مفاسد.
فأنكر عطاء بن أبي رباح هذا المنع، واستدل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان نساؤه يطفن مع الرجال، ولكن ليس على وجه الاختلاط والمزاحمة، بل مع التزام الحشمة والستر والبعد عن التبرج والاختلاط.
ثم بين عطاء أن هذا كان حتى بعد نزول آية الحجاب، مما يدل على أن الحجاب لا يعني منع النساء من الخروج للطواف والصلاة في المساجد، بل يعني الالتزام باللباس الشرعي والستر والبعد عن الاختلاط المحرم.
وذكر أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت تطفن منفردات عن الرجال، لا يختلطن بهم، وإذا أردن الدخول إلى الكعبة أخرجن الرجال أولاً ثم دخلن.
وكانت أمهات المؤمنين يخرجن للطواف في الليل متسترات بلباس لا يعرفن به، تجنباً للزحام والاختلاط.


رابعاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- جواز خروج النساء إلى المساجد للطواف والصلاة بشروط الستر والبعد عن الاختلاط.
2- وجوب التزام النساء بالحجاب الشرعي عند الخروج، وهو ما كان عليه أمهات المؤمنين.
3- تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء في الطواف وغيره من العبادات، ووجوب الفصل بينهما.
4- استحباب طواف النساء في أوقات قليلة الزحام كالليل، لتجنب الاختلاط والمزاحمة.
5- أن الحجاب ليس حبساً للمرأة في بيتها، بل هو تنظيم لخروجها بما يحفظ كرامتها ويصون المجتمع.
6- أن الاجتهاد في منع المنكرات يجب أن لا يتعارض مع النصوص الشرعية، كما أنكر عطاء منع النساء من الطواف لأنه مخالف للسنة.


خامساً:

معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل في بيان كيفية طواف النساء، وأنه لا يجوز منعهن من الطواف، ولكن بشروط الستر والبعد عن الاختلاط.
- يؤخذ منه أن الاختلاط المحرم هو الذي يكون فيه تبرج أو مزاحمة أو خلوة، أما وجود النساء في مكان عام مع التزام الحجاب والآداب فلا بأس به.
- يستفاد منه أن العلماء كانوا يردون على الأمراء إذا خالفوا السنة، كما فعل عطاء بن أبي رباح.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٦١٨) عن عمرو بن علي، حدّثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، به، فذكره.
قال الأعظمي: وهذا الحديث ظاهره الوقف؛ لأنّ عطاء لم يرفعه إلى النبيّ ﷺ لكنه يروي عن أزواج النبيّ فعلًا جرى عليه العمل في عهد النبيّ إلى زمانه، فمن هنا كان له حكم الرفع، والله أعلم.
قوله: «ابن هشام» هو إبراهيم أو أخوه محمد بن هشام المخزوميّ، وكان ذلك في خلافة هشام ابن عبد الملك بن مروان.
وقوله: «حَجْرَة» بفتح الحاء المهملة، وسكون الجيم بعدها راء أي ناحية.
وفي رواية: «حَجْزة» بالزّاي بدل الراء يعني محجوزًا بينها وبين الرجال بثوب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 302 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: طواف نساء النبي مع الرجال بعد الحجاب

  • 📜 حديث: طواف نساء النبي مع الرجال بعد الحجاب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: طواف نساء النبي مع الرجال بعد الحجاب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: طواف نساء النبي مع الرجال بعد الحجاب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: طواف نساء النبي مع الرجال بعد الحجاب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب