النبي ﷺ يقطع سير الإنسان المربوط ويقول: قده بيده

حديث: النبي ﷺ يقطع سير الإنسان المربوط ويقول: قده بيده

عن ابن عباس، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ مَرَّ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ بِإِنْسَانٍ رَبَطَ يَدَهُ إِلَى إِنْسَانٍ بِسَيْرٍ أَوْ بِخَيْطٍ أَوْ بِشَيْءٍ غَيْرِ ذَلِكَ، فَقَطَعَهُ النَّبِيُّ ﷺ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: «قُدْهُ بِيَدِهِ».

صحيح: رواه البخاريّ في الحج (١٦٢٠)، عن إبراهيم بن موسي، حدّثنا هشام، أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني سليمان الأحول، أنّ طاوسًا أخبره، عن ابن عباس، فذكره كما مضى.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم فيه موعظة وحكمة.

أولاً. شرح المفردات:

● يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ: أي كان يؤدي مناسك الطواف حول البيت الحرام.
● رَبَطَ يَدَهُ إِلَى إِنْسَانٍ: أي أن رجلاً قد ربط يده بيد رجل آخر.
● بِسَيْرٍ: السير هو جلد رقيق.
● بِخَيْطٍ: الخيط معروف.
● فَقَطَعَهُ: أي قطع الرباط الذي بينهما.
● قُدْهُ بِيَدِهِ: أي خذه بيدك ودله بدون ربط.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف حول الكعبة، فرأى رجلاً قد ربط يده بيد رجل آخر بحبل أو خيط أو شيء مشابه، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن بادر إلى قطع هذا الرباط بيده الشريفة، ثم قال للرجل: "خذه بيدك" بدون حاجة إلى هذا الرباط.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- النفرة من التشبه بالعبيد والبهائم: الربط بالحبال والخيوط هو فعل العبيد أو الحيوانات المسيرة، والإنسان الحر الكريم لا ينبغي له أن يفعل ذلك، فهو مهين للكرامة الإنسانية.
2- التيسير ورفع الحرج: في الإسلام يسر وسماحة، وليس عسراً وتعسيراً، والرباط فيه نوع من التشديد والتعسير.
3- الحث على الاعتماد على النفس: المسلم يقود غيره بإرادته واختياره، لا بالإجبار والقسر.
4- اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بتصحيح الأخطاء: لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم هذا المنكر بل بادر إلى إزالته وتصحيحه مباشرة.
5- أن الهداية والإرشاد يكون باللطف والرفق: قوله "قُدْهُ بِيَدِهِ" إشارة إلى أن الاقتداء والاهتداء يجب أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، لا بالإكراه والإجبار.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث يدخل في باب "النهي عن التشبه بالكفار" أو بالعبيد، وهو من أبواب الأدب الإسلامي الرفيع.
- يستدل به العلماء على كرامة الإنسان في الإسلام، وأنه لا يُهان ولا يُعامل معاملة الدواب.
- فيه دليل على أن تغيير المنكر يكون حسب الاستطاعة، والنبي صلى الله عليه وسلم غيَّره بيده لأنه كان قادراً على ذلك.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٦٢٠)، عن إبراهيم بن موسي، حدّثنا هشام، أن ابن جريج أخبرهم قال: أخبرني سليمان الأحول، أنّ طاوسًا أخبره، عن ابن عباس، فذكره كما مضى.
ورواه في الأيمان والنذور (٦٧٠٣) بالإسناد نفسه، وقال فيه: «يقود إنسانًا بخزامة في أنفه».
والخزامة: حلقة من شعر أو وبر، تجعل في الحاجز الذي بين منخري البعير، يشدّ فيها الزّمام ليسهل انقياده. قاله الحافظ في الفتح (١١/ ٥٨٩).
وقال السيوطيّ: «يجعل في أحد جانبي منخري البعير».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 300 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي ﷺ يقطع سير الإنسان المربوط ويقول: قده بيده

📜 حديث: النبي ﷺ يقطع سير الإنسان المربوط ويقول: قده بيده

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: النبي ﷺ يقطع سير الإنسان المربوط ويقول: قده بيده

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: النبي ﷺ يقطع سير الإنسان المربوط ويقول: قده بيده

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: النبي ﷺ يقطع سير الإنسان المربوط ويقول: قده بيده

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية