حديث: طاف النبي على بعيره في حجّة الوداع يستلم الركن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جواز الطواف راكبًا لمرض أو عذر، واستلام الحجر بمحجن وغيره، وتقبيله أو الإشارة إليه

عن عائشة، قالت: طاف النبيُّ ﷺ في حجّة الوداع حول الكعبة على بعيره، يستلم الرُّكن كراهية أن يُضرب عنه النّاس.

صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢٧٤) عن الحكم بن موسى القنطريّ، حدّثنا شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة، قالت: طاف النبيُّ ﷺ في حجّة الوداع حول الكعبة على بعيره، يستلم الرُّكن كراهية أن يُضرب عنه النّاس.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه دلالة على حكمة النبي ﷺ ورحمته بأمته. وإليك الشرح المفصل:

1. شرح المفردات:


● طاف: سار حول الكعبة مبتدئًا من الحجر الأسود ومنتهيًا إليه، وهو أحد أركان الحج والعمرة.
● حول الكعبة: أي أدى طواف الإفاضة أو طواف الزيارة في حجة الوداع.
● على بعيره: ركب ناقته ولم يمشِ على قدميه.
● يستلم الركن: يلمس الحجر الأسود بيده أو بعصاه تكريمًا له وإعلانًا لبدء الطواف.
● كراهية أن يضرب عنه الناس: خشية أن يؤذيه الناس بالزحام أو أن يصيبهم أذى بسبب التزاحم عليه.

2. شرح الحديث:


في حجة الوداع، طاف النبي ﷺ حول الكعبة وهو راكب على بعيره، ولم يمشِ على قدميه كما كان يفعل في الغالب. وكان كلما مر بالحجر الأسود استلمه (أي لمسه) بعصاه أو بيده تكريمًا له وإعلانًا لبدء الشوط. وسبب ركوبه عليه الصلاة والسلام البعير في الطواف هو كراهيته أن يضرب عنه الناس، أي خشيته أن يزحمه الناس ويتدافعوا حوله إذا مشى على قدميه، مما قد يؤدي إلى الأذى لهم أو للضعفاء منهم. فكان في فعله هذا تيسيرًا على الأمة وتعليمًا لهم بالرفق والتيسير وعدم المشقة.

3. الدروس المستفادة منه:


● الرفق بالناس ومراعاة أحوالهم: النبي ﷺ قدم مصلحة الناس وسلامتهم على عادته في المشي، يظهر أن الدين يسر وليس عسر.
● التيسير وعدم التشديد: فيه دليل على أن المشي في الطواف ليس شرطًا، بل يجوز الركوب لعذر أو لضرورة.
● حكمة القائد ومراعاته لرعيته: النبي ﷺ كان قائدًا حكيمًا يخشى على أمته من الأذى، فقدم التيسير تجنبًا للمشقة.
● استلام الحجر الأسود سنة: سواء كان بالمشي أو بالركوب، وهو تعبد لله وتكريم لشعائره.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الطواف كان في حجة الوداع، وهو طواف الإفاضة أو الزيارة، الذي يؤديه الحاج بعد الوقوف بعرفة.
- جواز الركوب في الطواف لعذر ثابت في السنة، كمرض أو كبر سن أو خوف زحام، وهو من رحمة الله تعالى.
- الحديث يدل على أن استلام الحجر الأسود ممكن حتى مع الركوب، إما باليد أو بعصا أو نحوها.
- فيه تأكيد على أن الدين مبني على التيسير ورفع الحرج، قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحج (١٢٧٤) عن الحكم بن موسى القنطريّ، حدّثنا شعيب بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
ورواه الطبراني في الأوسط (٢٦٣٦) من وجه آخر عن الدّراورديّ عن هشام بن عروة، بإسناده،
إلا أنه قال فيه: «عام الفتح».
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن هشام إلّا الدّراورديّ».
وهو كما قال، ويمكن حمل حديث عائشة على التّعدد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 296 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: طاف النبي على بعيره في حجّة الوداع يستلم الركن

  • 📜 حديث: طاف النبي على بعيره في حجّة الوداع يستلم الركن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: طاف النبي على بعيره في حجّة الوداع يستلم الركن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: طاف النبي على بعيره في حجّة الوداع يستلم الركن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: طاف النبي على بعيره في حجّة الوداع يستلم الركن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب