حديث: صلاة الظهر يوم التروية والفجر يوم عرفة بمنى.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب أداء الصّلوات الخمس بمنى يوم التّروية

عن ابن عباس، قال: صلّى رسول الله ﷺ الظُّهرَ يوم التّروية والفجر يوم عرفة بمنى.

صحيح: رواه أبو داود (١٩١١) -واللفظ له-، والترمذي (٨٨٠) كلاهما من حديث الأعمش، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، قال: صلّى رسول الله ﷺ الظُّهرَ يوم التّروية والفجر يوم عرفة بمنى.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وها هو الشرح المفصل له:

نص الحديث:


عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الظُّهْرَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ وَالفَجْرَ يَوْمَ عَرَفَةَ بِمِنًى".


1. شرح المفردات:


● يوم التروية: هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وهو اليوم الذي يذهب فيه الحجاج إلى منى للمبيت فيها، ويستقون الماء استعداداً ليوم عرفة، ومن هنا جاءت التسمية.
● بمنى: هي المنطقة القريبة من مكة المكرمة، والتي يمكث فيها الحجاج في أيام الحج.
● الفجر يوم عرفة: أي صلاة الفجر في اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو يوم عرفة.


2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الظهر في اليوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية) وصلاة الفجر في اليوم التاسع (يوم عرفة) في منى، ولم يخرج إلى عرفة إلا بعد شروق الشمس.
وهذا يدل على أن السنة للحاج أن يبيت في منى ليلة التاسع (ليلة عرفة)، ويصلي فيها خمس صلوات: الظهر والعصر والمغرب والعشاء من يوم التروية، ثم الفجر من يوم عرفة، ثم يتجه بعد ذلك إلى عرفة.


3. الدروس المستفادة منه:


● بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحج: فهو القدوة والأسوة، وفي هذا الحديث بيان لمواقيت الصلاة وأماكنها خلال مناسك الحج.
● المبيت في منى: يستحب للحاج أن يبيت في منى ليلة التروية وليلة عرفة، وهذا من سنن الحج.
● التيسير وعدم العجلة: لم يخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى عرفة ليلاً أو في ظلام الليل، بل بقي في منى حتى صلى الفجر، ثم انطلق بعد ذلك، مما يدل على التأني وعدم العجلة في أداء المناسك.
● أهمية المحافظة على الصلوات في أوقاتها: النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤخر الصلاة أو يجمعها في هذه الأيام إلا في عرفة ومزدلفة جمعاً مشروعاً، أما في منى فصلى كل صلاة في وقتها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث هو دليل على أن الحاج يقيم في منى يوم التروية ويوم عرفة حتى بعد صلاة الفجر.
- يستحب للحاج أن يكثر من التلبية والذكر أثناء وجوده في منى، فهي أيام عبادة وشعائر.
- من فقه هذا الحديث: أن من لم يبيت في منى ليلة عرفة due to ظرف قاهر (كالزحام أو المرض) فلا حرج عليه، ولكن عليه دم (ذبح شاة) لفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بالمبيت.

أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم في كل كبير وصغير.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٩١١) -واللفظ له-، والترمذي (٨٨٠) كلاهما من حديث الأعمش، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، فذكره.
ولفظ الترمذيّ: «صلّي بمنى الظّهر والفجر، ثم غدا إلى عرفات».
ورواه الإمام أحمد (٢٧٠١)، وصحّحه ابن خزيمة (٢٧٩٩)، والحاكم (١/ ٤٦١) كلّهم من هذا الطّريق.
قال الحاكم: «صحيح على شرط البخاريّ».
ولكن أعلّه الترمذي فقال: «حديث مقسم عن ابن عباس، قال علي بن المديني: قال يحيي: قال شعبة: لم يسمع الحكم من مقسم إلّا خمسة أشياء وعدّها وليس هذا الحديث فيما عدّ شعبة».
والحكم هو ابن عتيبة من الثقات الضّابطين من أثبت الناس في إبراهيم النّخعي إلّا أنّ شعبة كان شديدًا عليه؛ لأنه كان فيه تشيّع لم يظهر منه إلّا بعد موته.
يقول أبو عوانة: «سمعت منه أربعمائة حديث، ولم أحدِّث منها إلّا بحديثين وتركتُ الباقي من أجل شعبة».
فقول شعبة: «لم يسمع منه مقسم إلّا خمسة أشياء وليس منها هذا الحديث» فيه مبالغة؛ ولذا لم يأخذ أهل العلم بقول شعبة فأخرجوا حديثه في صحاحهم كما تقدم، ثم يقال: إنّه أخذ باقي الأحاديث من كتاب، فإن كان هذا الكتاب مناولة من مقسم فهو أحد طرق التحمّل، وأما كونه نسخة بدون علم الشيخ فهو بعيد من مثل الحكم الذي اتفق أهل العلم على توثيقه.
وللحديث طريق آخر يقويه، وهو ما رواه الترمذي (٨٧٩)، وابن ماجه (٣٠٠٤) كلاهما من حديث إسماعيل بن مسلم، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: صلى بنا رسول الله ﷺ بمنى: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم غدا إلى عرفات.
قال الترمذي: «وإسماعيل بن مسلم قد تكلّموا فيه من قبل حفظه».
قال الأعظمي: وهو كذلك إلّا أنه لم يخطئ في هذا لوجود المتابعة وله شواهد صحيحة، كما مضى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 360 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة الظهر يوم التروية والفجر يوم عرفة بمنى.

  • 📜 حديث: صلاة الظهر يوم التروية والفجر يوم عرفة بمنى.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: صلاة الظهر يوم التروية والفجر يوم عرفة بمنى.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: صلاة الظهر يوم التروية والفجر يوم عرفة بمنى.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: صلاة الظهر يوم التروية والفجر يوم عرفة بمنى.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب