حديث: من طلب حقا فليطلب في عفاف واف أو غير واف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حسن المطالبة، وأخذ الحق في عفاف

عن ابن عمر، وعائشة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «من طلب حقا فليطلب في عفاف واف، أو غير واف».

حسن: رواه ابن ماجه (٢٤٢١)، وصحّحه ابن حبان (٥٠٨٠)، والحاكم (٢/ ٣٢)، والبيهقي (٥/ ٣٥٨) كلهم من طرق عن ابن أبي مريم قال: حدّثنا يحيى بن أيوب، عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر، عن نافع، عن ابن عمر، وعائشة فذكراه.

عن ابن عمر، وعائشة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «من طلب حقا فليطلب في عفاف واف، أو غير واف».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:
الحديث: عن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ طَلَبَ حَقًّا فَلْيَطْلُبْ فِي عَفَافٍ وَافٍ، أَوْ غَيْرِ وَافٍ».


1. شرح المفردات:


● طلب حقًا: أي سعى لأخذ ما يستحقه من مال أو دين أو غيره مما هو ثابت له شرعًا.
● في عفاف: أي بطريقة محافظة على الكرامة والشرف، مع التحرز عن السؤال بإلحاف أو إذلال النفس.
● وافٍ: أي كافٍ، بمعنى أن يأخذ حقه دون زيادة أو نقصان.
● غير وافٍ: أي ناقص، بمعنى أن يقبل بأقل من حقه الكامل.


2. شرح الحديث:


معنى الحديث أن المسلم إذا كان له حق عند غيره (كقرض أو ميراث أو أجر عمل)، فينبغي له أن يطلبه بطريقة عفيفة محترمة، دون تذلل أو إحراج للطرف الآخر، وأن يكون راضيًا بما يحصل عليه حتى لو كان أقل من حقه الكامل؛ حفظًا لكرامته وعفته، وتجنبًا للمشاحنة والخصام.
والحديث يحث على الجمع بين المطالبة بالحق والحفاظ على المروءة والعزة النفسية، فالعفة هنا تشمل:
- عدم الإلحاف في الطلب أو التذلل.
- عدم المبالغة في المطالبة بما يضر بالعلاقات الاجتماعية.
- القناعة بما يحصل عليه حتى لو كان ناقصًا، تفاديًا للحرج أو النزاع.


3. الدروس المستفادة:


● الحفاظ على الكرامة: حتى في المطالبة بالحقوق، يجب أن يتحلى المسلم بالعزة والوقار.
● التوازن بين الحقوق والأخلاق: لا يجوز أن تؤدي المطالبة بالحق إلى انتهاك الآداب أو إيذاء الآخرين.
● القناعة: الرضا بما قسم الله، حتى لو كان أقل من المتوقع، خير من الذل أو التعرض للمشاكل.
● تجنب الحرص الشديد: الإفراط في المطالبة قد يؤدي إلى قطيعة أو عداوة، والرسول ﷺ يرشدنا إلى التوسط في الأمور.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تعلمنا الترفع عن الدنيا وعدم جعلها همًا كبيرًا يُذهب مروءة المسلم.
- رواه ابن ماجة في سننه، وحسنه بعض العلماء، وهو يدخل في باب "الاعتدال في طلب الحقوق".
- من الآيات التي تؤيد معناه: قوله تعالى: {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} (القصص: 77)، أي خذ حقك ولكن بدون طمع أو ذل.
- في روايات أخرى: «اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس»، مما يؤكد المعنى نفسه.

فالحديث يعلمنا أن الحق يُطلب، ولكن لا على حساب الكرامة، والقناعة خير من التذلل أو الإلحاف الذي قد يضر بالعلاقات أو يذهب بالبركة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢٤٢١)، وصحّحه ابن حبان (٥٠٨٠)، والحاكم (٢/ ٣٢)، والبيهقي (٥/ ٣٥٨) كلهم من طرق عن ابن أبي مريم قال: حدّثنا يحيى بن أيوب، عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر، عن نافع، عن ابن عمر، وعائشة فذكراه.
وإسناده حسن من أجل الكلام في يحيى بن أيوب، وهو الغافقي، غير أنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 219 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من طلب حقا فليطلب في عفاف واف أو غير واف

  • 📜 حديث: من طلب حقا فليطلب في عفاف واف أو غير واف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من طلب حقا فليطلب في عفاف واف أو غير واف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من طلب حقا فليطلب في عفاف واف أو غير واف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من طلب حقا فليطلب في عفاف واف أو غير واف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب