حديث: السلف يجري مجرى شطر الصدقة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الدين وإنَّ أجره كأجر الصدقة

عن ابن أذنان قال: أسلفت علقمة ألفي درهم، فلما خرج عطاؤه قلت له: اقضني. قال: أخِّرني إلى قابلٍ، فأبيت عليه فأخذتها. قال: فأتيته بعد قال: بَرَّحْتَ بي وقد منعتني. فقلت: نعم، هو عملك. قال: وما شأني؟ قلت: إنك حدثتني عن ابن مسعود أن النبي ﷺ قال: «إن السلف يجري مجرى شطر الصدقة» قال: نعم، فهو كذاك. قال: فخذ الآن.

حسن: رواه أحمد (٣٩١١) وأبو يعلى (٥٣٦٦) كلاهما من حديث عفان، حدّثنا حماد، أخبرنا عطاء بن السائب، عن ابن أذنان، قال: فذكره.

عن ابن أذنان قال: أسلفت علقمة ألفي درهم، فلما خرج عطاؤه قلت له: اقضني. قال: أخِّرني إلى قابلٍ، فأبيت عليه فأخذتها. قال: فأتيته بعد قال: بَرَّحْتَ بي وقد منعتني. فقلت: نعم، هو عملك. قال: وما شأني؟ قلت: إنك حدثتني عن ابن مسعود أن النبي ﷺ قال: «إن السلف يجري مجرى شطر الصدقة» قال: نعم، فهو كذاك. قال: فخذ الآن.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث المروي عن علقمة بن قيس النخعي - رحمه الله -:

نص الحديث:


عن ابن أذنان قال: أسلفت علقمة ألفي درهم، فلما خرج عطاؤه قلت له: اقضني. قال: أخِّرني إلى قابلٍ، فأبيت عليه فأخذتها. قال: فأتيته بعد قال: بَرَّحْتَ بي وقد منعتني. فقلت: نعم، هو عملك. قال: وما شأني؟ قلت: إنك حدثتني عن ابن مسعود أن النبي ﷺ قال: «إن السلف يجري مجرى شطر الصدقة» قال: نعم، فهو كذاك. قال: فخذ الآن.


1. شرح المفردات:


● أسلفت: أقرضت قرضًا حسنًا (سلفًا).
● ألفي درهم: مبلغ من المال (2000 درهم).
● خرج عطاؤه: حصل على راتبه أو ماله الذي يتقاضاه.
● أخِّرني إلى قابل: أمهلني إلى العام القادم.
● بَرَّحْتَ بي: آذيتني أو بالغت في إلحاحك.
● منعتني: حرمتني من فوائد هذا القرض أو منعته من الانتفاع به.
● شطر الصدقة: نصف الصدقة.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يحكي قصة حدثت بين ابن أذنان وعلقمة بن قيس، حيث أقرض ابن أذنان علقمة مبلغًا من المال (ألفي درهم). وعندما حصل علقمة على ماله (عطائه)، طلب منه ابن أذنان سداد القرض، فطلب علقمة التأجيل إلى العام القابل، لكن ابن أذنان رفض وأخذ ماله فورًا.
بعد ذلك، جاء علقمة إلى ابن أذنان وشكى له أنه آذاه بطلبه السريع للسداد، وحرمه من بركة هذا القرض. فرد عليه ابن أذنان بأن هذا بسبب حديث رواه علقمة نفسه عن ابن مسعود عن النبي ﷺ: «إن السلف يجري مجرى شطر الصدقة». أي أن إقراض المسلم لأخيه بغير فائدة يعادل نصف الصدقة في الأجر والثواب.
فأقر علقمة بصحة الحديث، وقال: "نعم، فهو كذاك"، ثم عرض عليه أن يأخذ المال الآن بعد أن فهم المقصود.


3. الدروس المستفادة:


1- فضل السلف (القرض الحسن): الحديث يبين فضل إقراض المسلم لأخيه بدون فائدة، حيث أنه يعدل نصف الصدقة في الأجر. وهذا يدل على عظم أجر القرض الحسن، وأنه من أبواب الخير العظيمة.
2- الصبر على المدين: ينبغي للدائن أن يتساهل مع المدين إذا كان في ضيق، وأن يمهلَه إذا طلب التأجيل، كما قال الله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ} [البقرة: 280].
3- التطبيق العملي للأحاديث: علقمة روى الحديث، لكنه لم يطبقه عمليًا حين طلب التأجيل، بينما تذكره ابن أذنان بالحديث فاعترف به وعاد إلى الصواب. وهذا يدل على أهمية العمل بالعلم وتذكير النفس والآخرين به.
4- قبول النصيحة والاعتراف بالخطأ: من الأدب الجميل أن يعترف الإنسان بخطئه ويتراجع عنه، كما فعل علقمة حين قبل التذكير واعترف بصحة الحديث وعرض السداد.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في "مسنده"، وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب"، وهو حديث صحيح بشواهده.
- المقصود بـ "شطر الصدقة" أي نصفها، لأن المقرض يعطي المال وينتظر عودته، بخلاف الصدقة التي يعطيها ولا ينتظر عودتها، فالقرض فيه أجر الصدقة مع احتمال استرداد المال.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على القرض الحسن، فهو من الأعمال التي تدخل السرور على قلب المسلم المحتاج، وتقوي أواصر المحبة بين الناس.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على تطبيق سنة نبينا محمد ﷺ في حياتنا.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٣٩١١) وأبو يعلى (٥٣٦٦) كلاهما من حديث عفان، حدّثنا حماد، أخبرنا عطاء بن السائب، عن ابن أذنان، قال: فذكره.
وعطاء بن السائب مختلط، ولكن سمع منه حماد قبل اختلاطه.
كما أنه توبع عند ابن ماجه (٢٤٣٠) وفيه قصة.
وابن أذنان اختلف في اسمه، فقيل: اسمه سليم، وقيل: عبد الرحمن، وقيل غير ذلك، وأطال الحافظ ابن حجر في التعجيل (١٤٣٥) ترجمته، ولم يوثّقه غير ابن حبان، ولكنه توبع في طرق أخرى.
منها ما رواه ابن حبان في صحيحه (٥٠٤٠) والبيهقي (٥/ ٣٥٣ - ٣٥٤) كلاهما من حديث يحيى ابن معين، قال: حدّثنا معتمر بن سليمان، قال: قرأت على الفضيل أبي معاذ، عن أبي حريز، أن إبراهيم حدثه، أن الأسود بن يزيد كان يستقرض من تاجر، فإذا خرج عطاؤه قضاه. فقال الأسود:
إن شئتَ أَخَّرْتُ عنك، فإنه قد كانت علينا حقوق في هذا العطاء، فقال له التاجر: لست فاعلا فنقده الأسود خمس مئة درهم، حتى إذا قبضها، قال له التاجر: دونكها، فخذ بها. فقال له الأسود: قد سألتك هذا فأبيت، فقال له التاجر: إني سمعتك تحدثنا عن عبد اللَّه بن مسعود أن نبي اللَّه ﷺ كان يقول: «من أقرض اللَّه مرتين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به». واللّفظ لابن حبان.
قال البيهقي: تفرّد به عبد اللَّه بن الحسين أبو حريز قاضي سجستان، وليس بالقوي.
ولكنه لا بأس به في المتابعة في أصل الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 241 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: السلف يجري مجرى شطر الصدقة

  • 📜 حديث: السلف يجري مجرى شطر الصدقة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: السلف يجري مجرى شطر الصدقة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: السلف يجري مجرى شطر الصدقة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: السلف يجري مجرى شطر الصدقة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب