حديث: لي الواجد يحل عرضه وعقوبته

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الحبس في الدين والملازمة

عن الشريد بن سويد الثقفي قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لي الواجدِ يحلُّ عرضه وعقوبته».

حسن: رواه أبو داود (٣٦٢٨)، والنسائي (٤٦٨٩، ٤٦٩٠)، وابن ماجه (٢٤٢٧)، وأحمد (١٧٩٤٦)،
وصحّحه ابن حبان (٥٠٨٩)، والحاكم (٤/ ١٠٤) كلهم من حديث وبر بن أبي دُلَيلة شيخ من أهل الطائف، عن محمد بن ميمون بن مسيكة، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه فذكره.

عن الشريد بن سويد الثقفي قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لي الواجدِ يحلُّ عرضه وعقوبته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف الذي ذكر هو حديث عظيم، يحمل تحذيراً شديداً لمن يماطل في سداد دينه مع قدرته على الوفاء.

أولاً. نص الحديث وروايته:


عن الشريد بن سويد الثقفي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لِي الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ».
رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني.


ثانياً. شرح المفردات:


* اللِّي: هو الدَّيْنُ الذي على الإنسان.
* الْوَاجِدِ: هو الشخص القادر المالي، الذي يجد المال ويستطيع سداد دينه. (ليس المعنى: الذي يجد صعوبة في السداد).
* يُحِلُّ: أي يجوز ويستباح.
* عِرْضَهُ: سمعته وكرامته، بأن يُذكَر أمام الناس بمماطلته وتقصيره.
* عُقُوبَتَهُ: تأديبه ومعاقبته، وهذا يحتمل معنيين:
* عقوبة دنيوية: كالحبس أو التضييق عليه حتى يسدد.
* عقوبة أخروية: بإثم مماطلته وآثام من أخذ حقوقهم بغير حق.


ثالثاً. شرح الحديث ومعناه الإجمالي:


معنى الحديث النبوي الشريف: أنَّ الشخص القادر على سداد دينه، والذي يملك المال ولكن يماطل ويتعمد عدم الوفاء للدائن في وقته المحدد، فإن هذا التصرف الخاطئ منه يُجيز ويستبيح للدائن أو للقاضي أن يفعل شيئين:
1- أن يهتك عرضه ويذكره بسوء أمام الناس؛ لتحذيرهم من التعامل معه، أو للضغط عليه حتى يفي بما عليه. وهذا خاص بحال المماطلة، أما من يعجز عن السداد فليس من العدل التعرض له.
2- أن يعاقبه بأن يحبسه أو يقتص منه بطريقة أخرى حتى يؤدي الحق الذي عليه.
فالحديث تحذير شديد للمدين الغني من مغبة المماطلة في السداد، وإعلام له بأنه بفعله هذا قد عرض نفسه للإهانة والعقاب شرعاً.


رابعاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- تحريم مماطلة الغني في سداد الدين: فهي من كبائر الذنوب، لأنها ظلم للدائن وحبس لحقه بغير حق مع القدرة على إعطائه إياه.
2- إباحة هتك عرض المماطل وعقوبته: وهذا ليس تشهيراً مطلقاً، بل هو وسيلة مشروعة للضغط على من ظلم ليؤدي الحقوق إلى أصحابها، ويتم ذلك عن طريق القضاء الشرعي، وليس بطريقة الفوضى والانتقام الشخصي.
3- الفرق بين المعسر والغني: الشريعة الإسلامية فرقت بين من يعجز عن السداد حقاً، وبين من يماطل وهو قادر. فالمعسر ينطبق عليه قول الله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ} [البقرة: 280]، ويحرم التعرض له أو إيذاؤه. أما الواجد (القادر) فله حكم آخر.
4- الحث على المسارعة في قضاء الدين: من علامات حسن الإسلام وكمال الإيمان أن يكون المسلم سريع الوفاء، أميناً في معاملاته، بعيداً عن الظلم.
5- عدالة الشريعة الإسلامية: حيث إنها توازن بين حقوق جميع الأطراف، فتحفظ حق الدائن وتحميه من الظلم، وفي نفس الوقت ترحم المدين المعسر وتنظره حتى يوسر.


خامساً:

تنبيه مهم:
لا يجوز لأي شخص أن يستخدم هذا الحديث ليُشهِر بمدين أو يعاقبه بنفسه دون الرجوع إلى المحاكم الشرعية والقضاء. فالعقاب وإباحة العرض يجب أن يكونا في إطار القانون والشرع، حتى لا يتحول الأمر إلى فوضى وانتقام شخصي.
نسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء حقوقه وحقوق عباده، وأن يجعلنا من المتقين الذين يوفون بعهودهم ويتجنبون الظلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٦٢٨)، والنسائي (٤٦٨٩، ٤٦٩٠)، وابن ماجه (٢٤٢٧)، وأحمد (١٧٩٤٦)،
وصحّحه ابن حبان (٥٠٨٩)، والحاكم (٤/ ١٠٤) كلهم من حديث وبر بن أبي دُلَيلة شيخ من أهل الطائف، عن محمد بن ميمون بن مسيكة، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن ميمون بن مسيكة، فقد أثنى عليه راويه وبر بن أبي مليكة في مسند أحمد، وقال أبو حاتم: روى عنه الطائفيون. وذكره ابن حبان في الثقات.
وقوله: «لي الواجد» بفتح اللام وتشديد الياء، التأخر. والواجد القادر على أداء ما عليه من الدين.
وقوله: «عرضه» أي شكايته.
وقوله: «وعقوبته» سجنه. قاله علي الطنافسي شيخ ابن ماجه.
وفي الباب ما روي عن الهرماس بن حبيب، عن أبيه، عن جده قال: أتيت النبي ﷺ بغريم لي، فقال لي: «الزمه»، ثم مر بي آخر النهار، فقال: «ما فعل أسيرك يا أخا بني تميم؟».
رواه أبو داود (٣٦٢٩)، وابن ماجه (٢٤٢٨) كلاهما من حديث النضر بن شميل قال: حدّثنا الهرماس بن حبيب بإسناده.
والهرماس بن حبيب، وأبوه التميمي العنبري مجهولان؛ فإن حبيبا لم يرو عنه إلا ابنه، وابنه الهرماس لم يرو عنه إلا النضر بن شميل، ولم أقفْ على من وثّقهما.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 240 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لي الواجد يحل عرضه وعقوبته

  • 📜 حديث: لي الواجد يحل عرضه وعقوبته

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لي الواجد يحل عرضه وعقوبته

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لي الواجد يحل عرضه وعقوبته

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لي الواجد يحل عرضه وعقوبته

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب