حديث: خذ حقك في عفاف واف، أو غير وافٍ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حسن المطالبة، وأخذ الحق في عفاف

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال لصاحب الحق: «خذ حقك في عفاف واف، أو غير وافٍ».

حسن: رواه ابن ماجه (٢٤٢٢) عن محمد بن المؤمل بن الصباح القيسي قال: حدّثنا محمد بن محبَّب القرشي قال: حدّثنا سعيد بن السائب الطائفي، عن عبد اللَّه بن يامين، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال لصاحب الحق: «خذ حقك في عفاف واف، أو غير وافٍ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال لصاحب الحق: «خذ حقك في عفاف واف، أو غير وافٍ».

شرح المفردات:


● صاحب الحق: هو الدائن الذي له دين أو حق عند شخص آخر (المدين).
● خذ حقك: استوفِ ما لك من دين أو حق.
● في عفاف: بمعنى بالعفَّة والاستغناء عما في يد الغير، أو بمعنى من غير إثم أو ظلم.
● واف: أي تام وكامل، أي خذ حقك كاملاً.
● أو غير واف: أي ناقصًا، إذا تنازل عن بعضه.

شرح الحديث:


هذا الحديث يوجه النصيحة لصاحب الحق (الدائن) حين يريد استيفاء حقه من المدين. يقول النبي ﷺ للدائن: خذ حقك، ولكن افعل ذلك بطريقة عفيفة، أي من غير أن تظلم أو تتعدى على المدين، أو من غير أن تأخذ أكثر من حقك. ثم يبين له خيارين:
1. إما أن تأخذ حقك كاملاً (وافٍ) إذا كان المدين قادرًا على السداد.
2. أو أن تأخذ أقل من حقك (غير وافٍ) إذا كان المدين معسرًا، فتنازل عن بعض الدين تخفيفًا عنه، وهذا من الفضل والإحسان.
والحديث يحث على الرفق بالمدين المعسر، والتنازل عن بعض الحقوق طلبًا للأجر من الله تعالى، مع التأكيد على أن أخذ الحق كاملًا جائز إذا كان المدين موسرًا.

الدروس المستفادة:


1- وجوب استيفاء الحقوق: للإنسان الحق في المطالبة بحقه كاملاً إذا كان المدين قادرًا.
2- الرفق بالمعسر: يستحب للدائن أن يخفف عن المدين إذا كان في ضيق، إما بإنظاره أو بإسقاط جزء من الدين، قال تعالى: *{وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ}* [البقرة:280].
3- العفاف في المطالبة: ينبغي للمطالِب أن يكون عفيفًا في مطالبته، فلا يشدد ولا يتجبر، بل يعامل المدين باللين والرحمة.
4- فضل التنازل عن بعض الحقوق: التنازل عن بعض الدين للمعسر فيه أجر عظيم، وقد وعد الله عليه بالخير والثواب.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على سماحة الإسلام ومراعاته لحال المدين المعسر، وجواز إنظاره أو إبرائه من جزء من الدين.
- لو أخذ الدائن حقه ناقصًا (غير وافٍ) طلبًا للأجر، فهو أفضل، وإن أخذه كاملاً فلا حرج إذا كان المدين موسرًا.
- ينبغي للدائن أن ينوي بالأخذ أو التنازل وجه الله تعالى، ليكون عمله صالحًا ومقبولاً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢٤٢٢) عن محمد بن المؤمل بن الصباح القيسي قال: حدّثنا محمد بن محبَّب القرشي قال: حدّثنا سعيد بن السائب الطائفي، عن عبد اللَّه بن يامين، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن يامين الطائفي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 220 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خذ حقك في عفاف واف، أو غير وافٍ

  • 📜 حديث: خذ حقك في عفاف واف، أو غير وافٍ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خذ حقك في عفاف واف، أو غير وافٍ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خذ حقك في عفاف واف، أو غير وافٍ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خذ حقك في عفاف واف، أو غير وافٍ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب