حديث: تصدقوا عليه فلم يبلغ وفاء دينه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قسمة مال المفلس بين الغرماء
صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٥٥٦) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا الليث، عن بكير، عن عياض بن عبد اللَّه، عن أبي سعيد الخدري فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره:
الحديث:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أصيب رجل في عهد رسول اللَّه ﷺ في ثمار ابتاعها، فكثر دينه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «تصدقوا عليه». فتصدق النّاس عليه، فلم يبلغ ذلك وفاء دينه، فقال رسول اللَّه ﷺ لغرمائه: «خذوا ما وجدتم، وليس لكم إلا ذلك».
1. شرح المفردات:
● أصيب رجل: أي وقع له ضرر وخسارة.
● في ثمار ابتاعها: في تجارة تمر أو فاكهة اشتراها بثمن مؤجل (دين).
● فكثر دينه: ازداد مقدار ما عليه من الديون بسبب الخسارة.
● تصدقوا عليه: أعطوه صدقة تطوعية لمساعدته على سداد الدين.
● لغرمائه: لدائنيه، وهم الذين له عليهم دين.
● خذوا ما وجدتم: خذوا ما تم جمعه من الصدقات.
● وليس لكم إلا ذلك: ليس لكم حق في المطالبة بما زاد على هذا المبلغ.
2. شرح الحديث:
يحكي هذا الحديث قصة رجل من الصحابة رضي الله عنهم تعرض لخسارة مالية في تجارة اشتراها (ثمار) وكان قد دفع ثمنها دينًا، فلما خسر لم يستطع سداد ما عليه من الديون.
فأمر النبي ﷺ الناس بالتصدق عليه لمساعدته في سداد دينه، فتصدق الناس لكن المبلغ الذي جمع لم يكفِ لسداد الدين بالكامل.
عندها توجه النبي ﷺ إلى الدائنين (الغرماء) وأمرهم بأخذ ما تم جمعه فقط، وأخبرهم أنه ليس لهم حق المطالبة بما تبقى من الدين، لأن المدين قد أعسر (أصبح غير قادر على السداد).
3. الدروس المستفادة منه:
1- وجوب إنظار المعسر والرفق به: فالمدين إذا أعسر ولم يجد ما يسدد به دينه، يجب على الدائن أن ينتظره حتى يوسّ الله عليه، بل يستحب له أن يتجاوز عنه، قال تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ} [البقرة: 280].
2- حث المجتمع على التكافل والتعاون: بتوجيه النبي ﷺ الناس للتصدق على المدين، نرى كيف أن الإسلام يحث على التعاون في حل المشكلات المالية التي تواجه الأفراد.
3- تحريم إكراه المعسر أو حبسه: لا يجوز للدائن أن يضغط على المدين المعسر أو يحبسه، بل يجب أن يعامله باللين والرحمة.
4- أن الدين يسقط بالإعسار: إذا كان المدين معسرًا لا يملك شيئًا، فإن الدين يسقط عنه ولا يلزمه بقضائه إذا كان قد بذل ما في وسعه.
5- فضل قضاء دين المسلم: المساعدة في سداد دين المسلم من أعظم القربات، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل ذلك.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل في موضوع «الإعسار» في الفقه الإسلامي، وهو من أسباب سقوط الديون أو تقليلها.
- الفقهاء يستدلون به على أن المعسر لا يُلزم بما فوق طاقته، وأن الدائن يجب أن يقبل بما يعطيه المدين إذا كان معسرًا.
- من الأدلة الأخرى على هذه القاعدة قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286].
- من السنة أيضًا قول النبي ﷺ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ» رواه مسلم.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
لا خلاف بين أهل العلم أن مال المفلس يقسم بين غرمائه على قدر ديونهم. وإنما الخلاف في رجل أفلس، وعليه ديون، هل يجوز له التصرف في البيع والشراء، أم لا؟ . فالصحيح أنه يجوز له البيع والشراء ما لم يحجر عليه القاضي، ثم بعد الحجر لا ينفذ تصرفه في ماله، وهو قول الشافعي.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 235 من أصل 506 حديثاً له شرح
- 210 من أخذ دينا وهو يريد أن يؤديه أعانه الله
- 211 إن الله مع الدائن حتى يقضي دينه ما لم يكن...
- 212 أعطوه فإن من خيار الناس أحسنهم قضاء
- 213 أعطاه وسقا فقال: نصف وسق لك ونصف وسق لك من...
- 214 أعطه إياه فإن خيار الناس أحسنهم قضاء
- 215 قضاني ديني وزادني النبي ﷺ
- 216 جزاء السلف الوفاء والحمد
- 217 خير الناس خيرهم قضاء
- 218 ابتاع رسول الله ﷺ من أعرابي جزورا بوسق من تمر...
- 219 من طلب حقا فليطلب في عفاف واف أو غير واف
- 220 خذ حقك في عفاف واف، أو غير وافٍ
- 221 مطل الغني ظلم ووجوب متابعة المليء
- 222 قضاء دين الشهيد ببركة دعاء النبي ﷺ
- 223 بعته إياه فأعطاني ثمنه
- 224 كفى بالله شهيدًا وكفيلًا
- 225 تاجر يداين الناس فيقول لفتيانه: تجاوزوا عنه
- 226 من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة
- 227 من أنظر معسرًا أو وضع له أظله الله في ظل...
- 228 تجوزوا عن الموسر وتنظروا المعسر
- 229 تجاوزوا عن المعسر
- 230 من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله
- 231 من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس...
- 232 من نفس عن غريمه أو محا عنه
- 233 من أنظر معسرا فله بكل يوم مثليه صدقة
- 234 النبي يأمر كعبا بإسقاط نصف الدين
- 235 تصدقوا عليه فلم يبلغ وفاء دينه
- 236 من أدرك ماله بعينه عند رجل قد أفلس فهو أحق...
- 237 البائع يدرك سلعته بعينها عند المفلس
- 238 من وجد عين ماله عند رجل فهو أحق به
- 239 إذا سرق من رجل سرقة فهو أحق بها حيث وجدها
- 240 لي الواجد يحل عرضه وعقوبته
- 241 السلف يجري مجرى شطر الصدقة
- 242 عُرضت على النبي يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة فلم...
- 243 من لم ينبت خلي سبيله يوم قريظة
- 244 اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا شرخهم
- 245 شرط قبول صلاة المرأة البالغة الخمار
- 246 فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير، وأعتقت في نذرها...
- 247 لا يتم بعد احتلام ولا يتم على جارية إذا هي...
- 248 اشترى النبي ﷺ من يهودي طعامًا إلى أجل ورهنه درعه
- 249 رهن النبي درعه بشعير
- 250 درع النبي مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير.
- 251 كعب بن الاشرف آذى الله ورسوله
- 252 الظهر يركب بنفقته إذا كان مرهونا
- 253 الرهن لا يغلق، له غنمه وعليه غرمه
- 254 بعث رسول الله ﷺ بعثا قبل الساحل
- 255 الأشعريون إذا أرملوا في الغزو جمعوا طعامهم واقتسموه بالسوية
- 256 لا تقرنوا؛ فإن النبي ﷺ نهى عن القران
- 257 من أعتق شركا له في عبد
- 258 من أعتق شقيصا من مملوكه فعليه خلاصه في ماله
- 259 البدل في الاضحية البقرة عن سبعة اشخاص
معلومات عن حديث: تصدقوا عليه فلم يبلغ وفاء دينه
📜 حديث: تصدقوا عليه فلم يبلغ وفاء دينه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تصدقوا عليه فلم يبلغ وفاء دينه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تصدقوا عليه فلم يبلغ وفاء دينه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تصدقوا عليه فلم يبلغ وفاء دينه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








