حديث: بعثني رسول الله ﷺ إلى رجل نكح امرأة أبيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن نكاح ما نكح الآباء ُ

عن البراء بن عازب قال: لقيت عمي ومعه راية، فقلت له: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله ﷺ إلى رجل نكح امرأة أبيه، فأمرني أن أضرب عنقه، وآخذ ماله.

صحيح: رواه أبو داود (٤٤٥٧) والنسائي (٣٣٣٢) وابن الجارود (٦٨١) والحاكم (٤/ ٣٥٧) ومن طريقه البيهقي (٧/ ١٦٢) والدارقطني في: العلل (٦/ ٢٢) كلهم من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن عدي بن ثابت، عن يزيد بن البراء، عن أبيه فذكره.

عن البراء بن عازب قال: لقيت عمي ومعه راية، فقلت له: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله ﷺ إلى رجل نكح امرأة أبيه، فأمرني أن أضرب عنقه، وآخذ ماله.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة، مثل صحيح البخاري وصحيح مسلم، وشروح العلماء الأجلاء.

الحديث:


عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: لقيت عمي ومعه راية، فقلت له: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله ﷺ إلى رجل نكح امرأة أبيه، فأمرني أن أضرب عنقه، وآخذ ماله.

1. شرح المفردات:


● البراء بن عازب: صحابي جليل، من الأنصار، شهد غزوة بدر مع النبي ﷺ وهو صغير.
● عمي: أي عم البراء بن عازب، وهو صحابي أيضًا.
● راية: علم أو لواء يحمله الجيش أو البعث.
● نكح امرأة أبيه: أي تزوج امرأة أبيه بعد وفاته أو طلاقها، وهذا من المحرمات المؤبدة.
● أضرب عنقه: أي أقتله.
● آخذ ماله: أي أصادر ماله أو آخذه غنيمة.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والنسائي، وغيرهم، وهو حديث صحيح.
يقول البراء بن عازب رضي الله عنه: إنه قابل عمه وهو يحمل راية (أي كان قائدًا لبعث أو سرية)، فسأله: إلى أين تذهب؟ فأجابه عمه: إن رسول الله ﷺ أرسلني إلى رجل ارتكب جريمة عظيمة، حيث تزوج امرأة أبيه (أي زوجة أبيه بعد وفاته أو فراقها)، وهذا من الكبائر المحرمة في الإسلام تحريمًا مؤبدًا، بل هو من فواحش الذنوب.
فأمرني النبي ﷺ أن أقتله (بضرب عنقه) وأن آخذ ماله. وهذا يدل على أن هذا الفعل كان يعتبر في ذلك الوقت جريمة يعاقب عليها بالإعدام ومصادرة المال، خاصة إذا كان المرتكب معاندًا أو مستحلًا لهذا الحرام.

3. الدروس المستفادة منه:


● تحريم نكاح امرأة الأب: هذا الحديث يؤكد تحريم نكاح امرأة الأب، سواء كانت الأم أو غيرها من زوجات الأب، كما قال الله تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا} [النساء: 22]. وهذا التحريم مؤبد، ولا يجوز الاستمرار فيه.
● شدة العقوبة على المستحل للمحرم: العقوبة هنا بالإعدام ومصادرة المال تدل على خطورة هذا الذنب، خاصة إذا كان المرتكب يعلم التحريم ويستحله، مما يجعله خارجًا عن حدود الشرع.
● الحدود والعقوبات في الإسلام: الإسلام شرع عقوبات رادعة للجرائم الكبرى لحماية المجتمع من الفساد، وهذه العقوبة تتناسب مع جسامة الجريمة.
● طاعة ولي الأمر في تنفيذ الأحكام: هنا نرى أن عم البراء نفذ أمر النبي ﷺ دون تردد، مما يدل على وجوب طاعة ولي الأمر في تنفيذ الحدود الشرعية.
● التأكيد على نقاء المجتمع الإسلامي: الإسلام يحرص على تطهير المجتمع من الفواحش، وهذا الحديث نموذج للصرامة في محاربة المنكرات.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن نكاح امرأة الأب من الكبائر، وقد أجمع العلماء على تحريمه، وهو من المحرمات بالقرآن والسنة.
- العقوبة المذكورة (الإعدام ومصادرة المال) قد تكون خاصة بهذه الحالة أو في ظروف معينة (مثل الردة أو الاستحلال)، ولا تطبق اليوم إلا في دولة الخلافة الإسلامية التي تطبق الحدود الشرعية كاملة.
- ينبغي للمسلم أن يتجنب جميع المحرمات، خاصة تلك التي فيها إفساد للأنساب والأخلاق.
- هذا الحديث يذكرنا بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقيام بواجب الدعوة إلى الله.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لطاعته واجتناب معصيته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٤٥٧) والنسائي (٣٣٣٢) وابن الجارود (٦٨١) والحاكم (٤/ ٣٥٧) ومن طريقه البيهقي (٧/ ١٦٢) والدارقطني في: العلل (٦/ ٢٢) كلهم من طريق زيد بن أبي أنيسة، عن عدي بن ثابت، عن يزيد بن البراء، عن أبيه فذكره.
وإسناده صحيح. وهذا الذي صوبه أبو حاتم وأبو زرعة كما في: العلل (١/ ٤٠٣) وقالا: وخاله: أبو بردة، ومنهم من يقول: عن عمه أبي بردة».
وأبو بردة هو ابن نبار - بكسر النون - صحابي اسمه هانئ، وقيل: الحارث بن عمرو، وقيل: مالك بن هبيرة.
وقد اختلف على عدي بن ثابت كما قال الترمذي (١٣٦٢) بعد أن رواه عن أشعث، عن عدي بن ثابت، عن البراء قال: مرَّ بي خالي أبو بردة بن نبار، ومعه لواء فذكر الحديث. ومن هذا الوجه رواه أيضا ابن ماجه (٢٦٠٧).
وقال الترمذي: «حديث البراء حديث حسن غريب، وقد روي محمد بن إسحاق هذا الحديث عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن البراء.
وقد رُوي هذا الحديث عن أشعث، عن عدي، عن يزيد بن البراء، عن أبيه.
ورُوي عن أشعث، عن عدي، عن يزيد بن البراء، عن خاله، عن النبي ﷺ». انتهى كلام الترمذي.
وحديث عدي بن يزيد بن البراء رواه البيهقي (٨/ ٢٣٨).
وقد تبين من هذا أن أشعث وهو ابن سوار الكندي وهو ضعيف باتفاق أهل العلم - اضطرب في إسناده. فلا أدري هل الترمذي وقف على أسانيد أخرى أم لا؟
وكذلك ذكر الدارقطني في «العلل» (٦/ ٢٠) الاختلاف إلا أنه لم يرجح كما رجح أبو حاتم وأبو زرعة.
وللحديث إسناد آخر وهو ما أخرجه النسائي (٣٣٣١) وابن حبان (٤١١٢) والحاكم (٢/ ١٩١) كلهم من حديث السدي، عن عدي بن ثابت، عن البراء وفيه: لقيت خالي أبا بردة فذكر الحديث.
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
وقوله: عمي، وفي رواية خالي لا منافاة بينهما، فهو قد يكون عمه من جهة النسب، وخاله من جهة الرضاعة، وكون اسمه جاء صريحا بأنه الحارث بن عمرو، أو أبو بردة بن نيار فالظاهر أنه خاله لا عمه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 262 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بعثني رسول الله ﷺ إلى رجل نكح امرأة أبيه

  • 📜 حديث: بعثني رسول الله ﷺ إلى رجل نكح امرأة أبيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بعثني رسول الله ﷺ إلى رجل نكح امرأة أبيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بعثني رسول الله ﷺ إلى رجل نكح امرأة أبيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بعثني رسول الله ﷺ إلى رجل نكح امرأة أبيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب