حديث: لا تجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها

عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله ﷺ ينهى أن يجمع بين المرأة وخالتها، وبين المرأة وعمتها.

حسن: رواه ابن ماجه (١٩٣٠) وأحمد (١١٦٣٧) وابن نصر المروزي في السنة (٢٤٢) وابن أبي شيبة (٤/ ٦٤٦) كلهم من حديث محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عبد الله بن عتبة، عن سليمان بن يسار، عن أبي سعيد الخدري فذكره في حديث طويل.

عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله ﷺ ينهى أن يجمع بين المرأة وخالتها، وبين المرأة وعمتها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، وهو من الأحاديث التي تحدد أحد المحرمات في النكاح. إليك الشرح الوافي له:

الحديث بلفظه كاملاً:


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ ينهى أن يجمع بين المرأة وخالتها، وبين المرأة وعمتها.
(متفق عليه: أخرجه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


● ينهى: يزجر ويحرم.
● أن يجمع: أن يتزوج ويضم في عصمته (كأن يكونا زوجتين له في وقت واحد، أو أن يتزوج إحداهما وهي تحت عصمته).
● الخالة: أخت الأم.
● العمة: أخت الأب.


2. شرح الحديث:


معنى هذا الحديث النبوي الشريف أن النبي ﷺ حرَّم على الرجل أن يجمع في عصمته (أي يتزوج أو يكونا زوجتين له في آن واحد) بين:
1- امرأة وخالتها.
2- امرأة وعمتها.
فلا يحل للرجل مثلاً أن يتزوج امرأة ثم يتزوج على زوجته هذه خالتها (أخت أمها)، أو أن يتزوج امرأة وأخت أبيها (عمتها) في وقت واحد.
الصور المحرمة بناء على هذا النهي:
- الجمع بين الأختين (وهذا محرم بنص القرآن في سورة النساء: {وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ}).
- الجمع بين المرأة وعمتها.
- الجمع بين المرأة وخالتها.
حكمة التحريم:
جاء التحريم لحكمة عظيمة، منها:
- قطع ذرائع الشقاق والعداوة والبغضاء التي قد تنشأ بين الأقارب (كالخالة وابنة أختها، أو العمة وابنة أخيها) إذا جمع بينهما الرجل في عصمته، مما يؤدي إلى قطيعة الرحم، والله تعالى أمر بصلة الرحم.
- صيانة العلاقات الأسرية والمحافظة على أواصر القربى من التصدع والانهيار.
- سد الذرائع إلى الوقوع في المحرم الأكبر، وهو الجمع بين الأختين.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظمة الشريعة الإسلامية: جاءت الشريعة لتحقيق المصالح ودرء المفاسد، حتى في أدق تفاصيل الحياة كالعلاقات الأسرية.
2- الحفاظ على الأرحام: النهي عن الجمع بين المرأة وقريباتها المقربات يدل على حرص الإسلام الشديد على الحفاظ على علاقات القرابة وعدم إفسادها.
3- النهي عن كل ما يؤدي إلى الضرر: يندرج هذا النهي تحت القاعدة الشرعية "سد الذرائع"، أي منع كل شيء قد يكون وسيلة إلى مفسدة، حتى لو لم تكن المفسدة ظاهرة مباشرة.
4- التيسير بعد العزيمة: إذا طلق الرجل إحداهما أو توفيت، جاز له بعد ذلك التزوج من قريبتها. فليس التحريم مؤبداً، إنما هو تحريم الجمع فقط.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم الجمع: هذا الجمع حرام بإجماع العلماء، وهو من المحرمات التي لا خلاف فيها.
● ماذا لو جمع بينهما؟: إذا تزوج الرجل امرأة وعمتها أو خالتها في عقد واحد، أو تزوج الثانية وهي في عصمته، فإن العقد باطل، والعلقة بينهما غير شرعية.
● الاستثناء: إذا طلق إحداهما أو توفيت، جاز له بعد انقضاء عدتها أن يتزوج من قريبتها.
● العلة في التحريم: ذكر العلماء أن العلة هي القرابة بينهما، فكما حرم الجمع بين الأختين لحق القرابة، حرم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها لنفس الحق.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (١٩٣٠) وأحمد (١١٦٣٧) وابن نصر المروزي في السنة (٢٤٢) وابن أبي شيبة (٤/ ٦٤٦) كلهم من حديث محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عبد الله بن عتبة، عن سليمان بن يسار، عن أبي سعيد الخدري فذكره في حديث طويل.
ومحمد بن إسحاق صرح بالتحديث عند المروزي، وهو حسن الحديث إذا صرح وهذا منه.
وفي معناه ما روي عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: لا تنكح المرأة على عمتها، ولا على خالتها.
رواه ابن حبان (٥٩٩٦) في سياق طويل من حديث سنان بن الحارث بن مصرف، عن طلحة بن مصرف، عن مجاهد، عن ابن عمر فذكره.
وسنان بن الحارث ذكره المؤلف في «الثقات» (٦/ ٤٤) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٤/ ٢٥٤) ولم يقل فيه شيئا، فهو في عداد المجهولين، ولكن رواه البزار - كشف الأستار - (١٤٣٦) والترمذي في العلل الكبير (١/ ٤٤١) والمروزي في السنة (٢٥٠) كلهم من حديث كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر بن برقان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: نهى رسول الله ﷺ
عن نكاحين: أن تتزوج المرأة على عمتها، أو على خالتها.
قال البزار: «لا نعلم رواه عن الزهري هكذا إلا أبو جعفر، ولا عنه إلا كثير».
وقال الترمذي: «سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: هو غلط، إنما هو عن الزهري، عن قبيصة بن ذُؤيب، عن أبي هريرة».
قال الأعظمي: رواية الزهري عن قبيصة، عن أبي هريرة في الصحيحين كما سبق.
وقال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عن حديث رواه كثير بن هشام، عن جعفر بن برقان، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي ﷺ: أنه نهى أن يجلس الرجل على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن تنكح المرأة على عمتها، قال أبي: هذان الحديثان خطأ. يرويه عن جعفر، عن رجل، عن الزهري هكذا. وليس هذا من حديث الزهري. وأما حديث»نهى أن تنكح المرأة على عمتها، وعلى خالتها«، فإن عقيلا رواه عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، وقبيصة بن ذؤيب، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ وهو أشبه، وأما قصة المائدة، فهو مفتعل، ليس من حديث الثقات» العلل (١/ ٤٠٢ - ٤٠٣).
قال الأعظمي: آفة هذا الحديث جعفر بن برقان الكلابي وهو ثقة من ثقات المسلمين كما قال ابن عيينة، ولكنه مضطرب في حديث الزهري وقد نص على ذلك الإمام أحمد، وابن معين، والنسائي، وابن عدي، والعقيلي، وغيرهم من أئمة هذا الشأن. وقد خالفه في هذه الرواية الثقاتُ الضابطون فرووه عن الزهري عن قبيصة، عن أبي هريرة.
وفي الباب أيضا ما رُوي عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تنكح المرأة على عمتها، ولا على خالتها».
رواه ابن ماجه (١٩٣١) عن جبارة بن المغلّس، قال: حدثنا أبو بكر النهشلي، قال: حدثني أبو بكر بن أبي موسى، عن أبيه قال: فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل شيخ ابن ماجه وهو جبارة بن المغلس فقد اتفق أئمة النقد على تضعيفه حتى قال الدارقطني: «متروك».
وفي الباب أيضا عن علي قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تنكح المرأة على عمتها، ولا على خالتها».
رواه أحمد (٥٧٧) والبزار - كشف الأستار - (١٤٣٤) وأبو يعلى (٣٦٠) والمروزي في السنة (٢٤٩) كلهم من حديث عبد الله بن لهيعة، ثنا عبد الله بن هبيرة، عن عبد الله بن رزين، عن علي بن أبي طالب فذكره.
قال البزار: لا نعلمه عن علي إلا بهذا الإسناد.
قال الأعظمي: في الإسناد عبد الله بن لهيعة، وفيه كلام معروف.
وفي الباب أيضا عن عتاب بن أسيد وسعد بن أبي وقاص وغيرهما وكلها معلولة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 258 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها

  • 📜 حديث: لا تجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب