حديث: تحريم نكاح الربيبة وبنات الأخ من الرضاعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن الجمع بين الأختين

عن أم حبيبة زوج النبي ﷺ حدثتها أنها قالت لرسول الله ﷺ يا رسول الله! انكح أختي عزَّة. فقال رسول الله ﷺ: «أتحبين ذلك؟». فقالت: نعم، يا رسول الله! لست لك بمُخْلِية. وأحب من شركني في خير أختي، فقال رسول الله ﷺ: «فإن ذلك لا يحل لي» قالت: فقلت: يا رسول الله! فإنا نتحدث أنك تريد أن تنكح دُرّة بنت أبي سلمة. قال: «بنت أبي سلمة؟» قالت: نعم. قال رسول الله ﷺ: «لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي. إنها ابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة. فلا تعرضنَّ علي بناتِكنَّ ولا أخواتِكنَّ».

متفق عليه: رواه مسلم في الرضاعة (١٦: ١٤٤٩) عن محمد بن رمح بن المهاجر، أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، أن محمد بن شهاب كتب يذكر أن عروة حدثه، أن زينب بنت أبي سلمة حدثته، أن أم حبيبة زوج النبي ﷺ وحدثتها فذكرته.

عن أم حبيبة زوج النبي ﷺ حدثتها أنها قالت لرسول الله ﷺ يا رسول الله! انكح أختي عزَّة. فقال رسول الله ﷺ: «أتحبين ذلك؟». فقالت: نعم، يا رسول الله! لست لك بمُخْلِية. وأحب من شركني في خير أختي، فقال رسول الله ﷺ: «فإن ذلك لا يحل لي» قالت: فقلت: يا رسول الله! فإنا نتحدث أنك تريد أن تنكح دُرّة بنت أبي سلمة. قال: «بنت أبي سلمة؟» قالت: نعم. قال رسول الله ﷺ: «لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي. إنها ابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة. فلا تعرضنَّ علي بناتِكنَّ ولا أخواتِكنَّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ، أنها قالت له: "يا رسول الله! انكح أختي عزة". فقال رسول الله ﷺ: «أتحبين ذلك؟». فقالت: نعم، يا رسول الله! لست لك بمُخْلِية. وأحب من شركني في خير أختي. فقال رسول الله ﷺ: «فإن ذلك لا يحل لي». قالت: فقلت: يا رسول الله! فإنا نتحدث أنك تريد أن تنكح دُرّة بنت أبي سلمة. قال: «بنت أبي سلمة؟». قالت: نعم. قال رسول الله ﷺ: «لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي. إنها ابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثويبة. فلا تعرضنَّ علي بناتِكنَّ ولا أخواتِكنَّ».

١. شرح المفردات:


● انكح أختي عزة: أي تزوج أختي التي اسمها عزة.
● لست لك بمُخْلِية: أي لست أتركك أو أتخلى عنك، بل سأبقى معك، وقصدت أنها ليست غيورة تمنع الخير عن أختها.
● شركني في خير: أي شاركتني في هذا الخير وهو الزواج من النبي ﷺ.
● لا يحل لي: أي محرم علي شرعًا.
● دُرّة بنت أبي سلمة: هي ابنة أم سلمة رضي الله عنها من زوجها الأول أبي سلمة، وكانت تربت في بيت النبي ﷺ بعد زواجه بأمها.
● ربيبتي في حجري: الربيبة هي ابنة الزوجة من زوج سابق، وهي التي في حجره وتربيته.
● ابن أخي من الرضاعة: بينهما رضاعة تجعلها محرمة عليه.
● ثويبة: هي جارية أبي لهب، أعتقها لما بشرته بولادة النبي ﷺ، وكانت مرضعة له ﷺ وأرضعت أبا سلمة أيضًا.

٢. شرح الحديث:


تخبرنا أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها أنها اقترحت على النبي ﷺ أن يتزوج أختها (عزة) ليشاركها في شرف المصاهرة والقرابة منه ﷺ، دالة على محبتها لأختها وحرصها على الخير لها، وعدم غيرتها.
فاستفهم النبي ﷺ عن رغبتها الحقيقية بقوله: «أتحبين ذلك؟» تأكيدًا على نيتها الطيبة وطمأنة لها. فأكدت أنها تحب ذلك وتتمنه لأختها.
فأخبرها النبي ﷺ بأن هذا الزواج محرم عليه شرعًا. والسبب في التحريم أن أختها هذه كانت ابنة عمتها، وفي روايات أخرى أنها كانت ابنة عمها، وقد جمع النبي ﷺ بين الأختين (أم حبيبة وأختها) بمصاهرة أبي سفيان، حيث أن أم حبيبة هي بنت أبي سفيان، وأختها هي بنت عمها أو عمتها من أبي سفيان أيضًا. وقد حرم الله الجمع بين الأختين في الزواج في قوله تعالى: {وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} [النساء: 23]. فلو تزوج أختها لجمعهما معًا، وهذا حرام.
ثم انتقلت أم حبيبة إلى سؤال آخر عن نية مزعومة للزواج من درة بنت أبي سلمة (ربيبتيه، أي ابنة زوجته أم سلمة من زوجها السابق). فأكد النبي ﷺ أن هذا أيضًا محرم عليه، وبيَّن سببين للتحريم:
1- الربيبة في حجره: فهي تعيش في بيته تحت رعايته وتربيته، وقد حرم الله نكاح الربائب اللاتي في الحجر في قوله تعالى: {وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ} [النساء: 23].
2- أخوة الرضاعة: حيث أن مرضعته ثويبة أرضعت أيضًا أبا سلمة والد (درة)، فصارت درة بذلك ابنة أخيه من الرضاعة، وأخوة الرضاعة تثبت بها أحكام المحرمية كأخوة النسب، فلا يحل له نكاحها.
ثم ختم النبي ﷺ الحديث بوصية عامة للنساء بعدم عرض بناتهن أو أخواتهن عليه للزواج، سدًا للذريعة، وتركًا للاختيار لله ولرسوله ﷺ، وحمايةً للمشاعر، ودرءًا للإحراج.

٣. الدروس المستفادة:


● حرص الصحابيات على الخير لأهلهن: كما ظهر من حرص أم حبيبة على أختها.
● الغيرة المحمودة: غيرتها لم تمنعها من حب الخير لأختها، بل كانت غيرة إيمانية.
● الشفافية والوضوح في العلاقة الزوجية: حيث ناقشت أم حبيبة النبي ﷺ بهدوء ووضوح.
● الالتزام التام بأحكام الشرع: النبي ﷺ هو المشرع، وهو أول الملتزم بشرع الله، فلم يستثن نفسه.
● تحريم الجمع بين الأختين في الزواج: وهو حكم ثابت بالكتاب والسنة.
● تحريم نكاح الربيبة التي في الحجر: وهن بنات الزوجة من زوج سابق يعشن في بيت الزوج.
● أحكام الرضاعة المحرمة: وأنها تثبت حرمة المصاهرة، فمن أرضعته امرأة تصير أمه من الرضاعة، وأولادها إخوته وأخواته من الرضاعة.
- **التحذ
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الرضاعة (١٦: ١٤٤٩) عن محمد بن رمح بن المهاجر، أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، أن محمد بن شهاب كتب يذكر أن عروة حدثه، أن زينب بنت أبي سلمة حدثته، أن أم حبيبة زوج النبي ﷺ وحدثتها فذكرته.
ورواه البخاري في النكاح (٥١٠٧) من حديث الليث، عن عُقيل، عن ابن شهاب بإسناده نحوه ولم يسم «غَزّة». قال مسلم: «لم يُسم أحد منهم في حديثه»عزّة«غير يزيد بن أبي حبيب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 260 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تحريم نكاح الربيبة وبنات الأخ من الرضاعة

  • 📜 حديث: تحريم نكاح الربيبة وبنات الأخ من الرضاعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تحريم نكاح الربيبة وبنات الأخ من الرضاعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تحريم نكاح الربيبة وبنات الأخ من الرضاعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تحريم نكاح الربيبة وبنات الأخ من الرضاعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب