طلق أيهما شئت

حديث: طلق أيهما شئت

رُوي عن فيروز الديلمي قال: قلت: يا رسول الله، إني أسلمت وتحتي أختان؟، قال: «طلق أيهما شئت».

حسن: رواه أبو داود (٢٢٤٣) والترمذي (١١٣٠) وابن ماجه (١٩٥١) والدارقطني (٣/ ٢٧٣) والبيهقي (٧/ ١٨٤) وصحّحه ابن حبان (٤١٥٥) كلهم من طريق وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت يحيى بن أيوب، يحدث عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي وهب الجيشاني، عن الضحاك بن فيروز، عن أبيه فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

رُوي عن فيروز الديلمي قال: قلت: يا رسول الله، إني أسلمت وتحتي أختان؟، قال: «طلق أيهما شئت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:

روي عن فيروز الديلمي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، إني أسلمت وتحتي أختان؟، قال: «طلق أيهما شئت».

تخريج الحديث:

هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والحاكم، وغيرهم، وصححه جمع من أهل العلم منهم الحاكم والذهبي.

1. شرح المفردات:

● فيروز الديلمي: صحابي جليل، من أهل اليمن، أسلم على يد النبي صلى الله عليه وسلم.
● أسلمت: دخلت في دين الإسلام.
● أختان: أي زوجتان، والأختان هنا بمعنى الزوجتان، وليس بالضرورة أن تكونا شقيقتين، بل المراد وجود زوجتين في عصمته.
● طلق أيهما شئت: اختر إحداهما للطلاق واترك الأخرى.

2. شرح الحديث:

يخبر الصحابي الجليل فيروز الديلمي رضي الله عنه أنه لما أسلم كان تحت عصمته زوجتان، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم بقائهما معاً في عصمته بعد إسلامه، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يطلق إحداهما ويختار من يشاء منهما للبقاء.
الحكم الشرعي المستفاد:
هذا الحديث يدل على أن الرجل إذا كان تحت عصمته أكثر من أربع زوجات في حال كفره، ثم أسلم، فإنه يجب عليه أن يختار أربعاً منهن فقط ويطلق الباقيات. وفي هذه الحالة كان تحت عصمته زوجتان فقط، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يطلق إحداهما ويبقى الأخرى، لأن الإسلام أباح للرجل أن يجمع بين أربع زوجات فقط، فما زاد على الأربع يجب تفريقه.
لماذا الطلاق واجب هنا؟
لأن الإسلام حدد عدد الزوجات بأربع، فمن كان عنده أكثر من ذلك في الجاهلية أو في حال كفره ثم أسلم، وجب عليه أن يختار أربعاً منهن ويطلق الباقيات. وفي حالة فيروز رضي الله عنه كان عنده زوجتان، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بتطليق إحداهما لأن الإسلام لا يبيح الجمع بين الأختين في الزواج، أو بين من بينهما محرمية تمنع الجمع، أو لأنه كان يجب عليه أن يختار واحدة فقط إذا كان لا يرغب في الجمع، ولكن الظاهر أن الحكم عام بأنه يلزمه تخيير وإبقاء ما يشاء ضمن الحد الشرعي.
هل هذا الحكم خاص بمن كان على دين ثم أسلم؟
نعم، هذا الحكم خاص بمن كان متزوجاً أكثر من أربع في حال كفره ثم أسلم، فيلزمه تخيير من يريد إمساكهن ضمن الحد الشرعي (أربع زوجات كحد أقصى).

3. الدروس المستفادة:

1- التيسير على新 المسلمين: يظهر هذا الحديث رحمة الإسلام ويسره على من يدخل فيه، حيث لم يوجب على فيروز رضي الله عنه طلاق جميع زوجاته، بل أمره باختيار من يريد إبقاءها.
2- التدرج في تطبيق الأحكام: الشرائع الإسلامية تأتي بالتدرج، فلم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بطلاق جميع زوجاته مرة واحدة، بل خيره فيمن يريد إمساكها.
3- احترام حقوق الزوجات: حتى في حال الطلاق، فإن الإسلام يحفظ للزوجة حقوقها، ويوجب للزوجة المطلقة عدتها ونفقتها وغير ذلك من الحقوق.
4- الالتزام بالحدود الشرعية: الإسلام يضع حدوداً للحلال والحرام، ويجب على المسلم الالتزام بها، ومن ذلك الحد في عدد الزوجات.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدخل في باب "نكاح الكفار إذا أسلموا"، وهو من الأحكام الخاصة بأحوال الدخول في الإسلام.
- لو كان عنده أكثر من أربع زوجات، لوجب عليه أن يطلق الجميع إلا أربعاً يختارهن.
- إذا أسلمت الزوجة قبل الزوج أو بعده، فلها أحكام خاصة مفصلة في كتب الفقه.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لطاعته، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ملاحظة: هذا الشرح مبني على فهم أهل السنة والجماعة، واعتمدت فيه على مصادر معتمدة مثل شرح النووي، وفتح الباري، وغيرها من شروح الحديث المعتبرة.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٢٤٣) والترمذي (١١٣٠) وابن ماجه (١٩٥١) والدارقطني (٣/ ٢٧٣) والبيهقي (٧/ ١٨٤) وصحّحه ابن حبان (٤١٥٥) كلهم من طريق وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت يحيى بن أيوب، يحدث عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي وهب الجيشاني، عن الضحاك بن فيروز، عن أبيه فذكره.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن».
قال الأعظمي: فيه الضحاك بن فيروز من تابعي أهل اليمن كان معروفا عند ابن معين وخليفة بن خياط.
ولكن قال البخاري كما في «تهذيب الكمال»: «الضحاك بن فيروز، عن أبيه، روى عنه أبو وهب الجيشاني، لا يُعرف سماع بعضهم من بعض».
وأبو وهب الجيشاني قال البخاري في إسناده نظر، وقال ابن القطان: «مجهول».
ثم هو اضطرب، فمرة رواه هكذا، وأخرى عن أبي خراش الرُعيني، عن الديلمي. رواه ابن ماجه (١٩٥٠) وأبو خراش «مجهول».
قال ابن عبد البر في «التمهيد» في إسناد هذا الحديث نظر. كذا قال البخاري. بل أحاديث هذا الباب كلها معلولة، وليست أسانيدها قوية«ذكره ابن التركماني في: الجوهر النقي».
ولكن يساندها عمل الخلفاء ففي مصنف ابن أبي شيبة (٤/ ٣١٦) عن ابن علية، عن عوف، قال: ثنا أشياخ عمريين - من جلساء قيامة بن زهير أن هنّام بن عمير - رجلا من بني تيم الله - كان جمع بين أختين في الجاهلية. فلم يفرّق بين واحدة منهما حتى كان في خلافة عمر، أنه رُفِع شأنه إلى عمر، فأرسل إليه فقال: «اخترْ إحداهما، والله لئن قربت الأخرى لأضربن رأسك».
وإسناده ضعيف من أجل جهالة أشياخ عمريين، وقسامة بن زهير المازني وإن كان ثقة إلا أنه لم يدرك عمرَ بن الخطاب، وكذلك أشياخ لم يدركوا عمر بن الخطاب.
وكذلك رُوي عن علي في رجل أسلم وتحته أختان فقال: «لتفارقهما أو لأضربن عنقك«رواه عبد الرزاق (١٢٦٣٠).
وقال الشافعي: «إذا أسلم وتحته أختان، خُيّر أيهما شاء، فإن اختار واحدة ثبت نكاحها، وانفسخ نكاح الأخرى، وسواء كان نكحها في عقدة أو عقدتين». ذكره الدارقطني (٣/ ٢٧٤).
وقال غيره: «إن كان في عقد واحد فهو كما قال الشافعي، وإن كان في عقدين مختلفين فتبقى التي عقد عليها أولا، وتنفسخ التي عقد عليها بعدها، ولا يخير، وأما الأولاد فهم يُلحقون به.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 261 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: طلق أيهما شئت

📜 حديث: طلق أيهما شئت

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: طلق أيهما شئت

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: طلق أيهما شئت

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: طلق أيهما شئت

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية