حديث: ما للخليفة من بعدك؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل من تولى أمر المسلمين وحكم فيهم بالعدل

عن سعد بن تميم الأشعري قال: قيل: يا رسول الله، ما للخليفة من بعدك؟
قال: «مثل الذي لي ما عدل في الحكم، وأقسط في القسط، ورحم ذا الرحم، فمن فعل غير ذلك فليس مني، ولست منه».

حسن: رواه الطبراني في الكبير (٦/ ٥٥)، والبخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٤٦)، وابن زنجويه في الأموال (٣٩) كلهم من طريق أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الله بن العلاء وغيره أنهما سمعا بلال بن سعد يحدث عن أبيه سعد .

عن سعد بن تميم الأشعري قال: قيل: يا رسول الله، ما للخليفة من بعدك؟
قال: «مثل الذي لي ما عدل في الحكم، وأقسط في القسط، ورحم ذا الرحم، فمن فعل غير ذلك فليس مني، ولست منه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين:

الحديث:


عن سعد بن تميم الأشعري قال: قيل: يا رسول الله، ما للخليفة من بعدك؟ قال: «مثل الذي لي ما عدل في الحكم، وأقسط في القسط، ورحم ذا الرحم، فمن فعل غير ذلك فليس مني، ولست منه».


1. شرح المفردات:


* الخليفة: هو الإمام أو الحاكم الذي يخلف النبي صلى الله عليه وسلم في قيادة الأمة وتنفيذ شرع الله.
* مثل الذي لي: أي حظه ونصيبه من الولاية والإمارة مثل حظي ونصيبي منها، أو أن واجبه تجاه الرعية هو مثل واجبي.
* عدل في الحكم: العدل هو وضع الأمور في مواضعها، وإعطاء كل ذي حق حقه دون ظلم أو محاباة.
* أقسط في القسط: القسط هو العدل، و"أقسط" يعني أعدل بشكل تام وبلغ الغاية في الإنصاف. والقسط قد يعني أيضًا القسمة والعطاء، فيشمل العدل في توزيع الأموال والغنائم والموارد العامة.
* رحم ذا الرحم: أي وصل أرحامه وعاملهم باللطف والشفقة والإحسان، ولم يقسُ عليهم أو يظلمهم لقرابتهم منه.
* فليس مني، ولست منه: هذا تعبير نبوي شديد يفيد البراءة والتباعد، أي أنه بريء من سنتي وطريقتي، وأنا بريء من فعله وسلوكه المخالف لهذه الأوامر.


2. شرح الحديث:


يسأل الصحابة رضوان الله عليهم النبي صلى الله عليه وسلم عن صفة وواجب الخليفة الذي سيأتي من بعده، فيجيبهم عليه الصلاة والسلام بأن واجب الخليفة الذي يخلفه هو نفس واجبه تجاه الأمة، ويحدد هذا الواجب بثلاث صفات أساسية هي أركان الحكم الرشيد:
1- العدل في الحكم: وهو العمود الفقري للحكم الإسلامي. يجب على الحاكم أن يحكم بين الناس بالحق والإنصاف كما أنزل الله، دون أن تأخذه في الله لومة لائم، أو تتأثر أحكامه بالهوى أو القرابة أو المصالح الشخصية. هذا العدل يشمل القضاء، وتنفيذ الحدود، وإدارة شؤون الدولة جميعها.
2- الإقساط في القسط (العدل التام في التوزيع): هذا يتعلق بالجانب المالي والاقتصادي. يجب على الحاكم أن يعدل في توزيع أموال بيت المال (الخزينة العامة) من غنائم وزكوات وموارد الدولة. فيعطي كل مستحق حقه دون بخس أو تمييز، ensuring equity and fairness in wealth distribution.
3- رحمة ذوي الرحم: هذه وصية عظيمة، فمع أن العدل مطلوب مع الجميع، إلا أن للرحم حقًا زائدًا هو الإحسان والرحمة. يحذر الحديث الحاكم من أن تغريه منصبه فيقسي على أقاربه أو يظلمهم طمعًا في إظهار عدم المحاباة، أو على العكس يحابيهم ويظلم الآخرين من أجلهم. المطلوب هو الجمع بين العدل معهم والرحمة بهم.
ثم يختم النبي صلى الله عليه وسلم حديثه بوعيد شديد لكل من يتولى أمر الأمة ويخالف هذه الصفات، ويخرج عن هذه الأوامر، مؤكدًا أن هذا السلوك ينفي عنه الانتساب الحقيقي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهديه.


3. الدروس المستفادة منه:


* العدل هو أساس الملك: الحديث يرسخ قاعدة أن شرعية الحاكم في الإسلام مرتبطة بتحقيقه للعدل وقيامه بأمانة الحكم.
* المسؤولية العظيمة للحاكم: منصب الخلافة أو الإمارة أمانة ومسؤولية جسيمة، وليس مجرد امتياز وسلطة. الحاكم محاسب أمام الله على كل رعية تحت يديه.
* شمولية مفهوم العدل: العدل المطلوب ليس فقط في القضاء، بل يشمل كل مجالات الحياة: الاقتصادية والاجتماعية والإدارية.
* الموازنة بين الحقوق: الحديث يعلم الحاكم كيف يوازن بين واجب العدل العام مع جميع الرعية، وواجب الإحسان والرحمة الخاص بأقاربه، دون أن يطغى أحد الواجبين على الآخر.
* الوعيد الشديد: بيان خطورة الظلم وإهدار حقوق الرعية من قبل الحكام، وأن ذلك من الكبائر التي تصل إلى درجة تهديد الانتساب إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
* مقياس تقييم الحكام:提供了一个 معيار واضح للأمة لتقييم حكامها، وهو مدى التزامهم بهذه الصفات الثلاث، وليس مجرد القوة أو السلطة.


4. معلومات إضافية:


* مكانة الحديث: هذا الحديث من الأحاديث التي تُستدل بها في أبواب السياسة الشرعية وصفات الحاكم العادل.
* العدل مع غير المسلمين: مفهوم العدل في الحكم يشمل جميع رعايا الدولة الإسلامية، مسلميهم وغيرهم، فهم سواء في حق العدل.
* تذكرة للجميع: وإن كان الخطاب موجهاً للحكام، فهو تذكرة لكل من وُلّي أمراً ولو صغيراً (كرب الأسرة، أو مدير العمل) بأن يلتزم بهذه المبادئ في ولايته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (٦/ ٥٥)، والبخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٤٦)، وابن زنجويه في الأموال (٣٩) كلهم من طريق أبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الله بن العلاء وغيره أنهما سمعا بلال بن سعد يحدث عن أبيه سعد ... فذكره.
والسياق لابن زنجويه.
وإسناده حسن من أجل سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي فإنه حسن الحديث.
وقال الهيثمي في المجمع (٥/ ٢٣١): «رجاله ثقات».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 4 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما للخليفة من بعدك؟

  • 📜 حديث: ما للخليفة من بعدك؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما للخليفة من بعدك؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما للخليفة من بعدك؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما للخليفة من بعدك؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب