حديث: إن أمر بتقوى الله وعدل، كان له بذلك أجر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الإمام جُنّة يقاتل من ورائه ويُتّقى به
متفق عليه: رواه البخاري في الجهاد والسير (٢٩٥٧)، ومسلم في الإمارة (١٨٤١) كلاهما من حديث أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في بيان مكانة الإمام (الحاكم أو ولي الأمر) ومسؤوليته العظيمة.
شرح الحديث:
الراوي: هو الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، حافظ الصحابة وأكثرهم رواية للحديث.
شرح المفردات:
* الإمام: المقصود به هنا الإمام الأعظم، وهو حاكم المسلمين، ولي الأمر الذي تجب طاعته في المعروف.
* جُنَّة: بضم الجيم وتشديد النون، أي ترس ووقاية وحاجز. فالإمام كالترس يحمي البلاد والعباد من الأعداء والفتن.
* يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ: أي يقاتل الجنود والأمة معه وتحت رايته وقيادته ضد العدو.
* وَيُتَّقَى بِهِ: أي يُتَّقى به شر الأعداء وشر الفتن والظلم، فهو يحمي بيضة الإسلام ويحفظ الأمن.
* فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَعَدَلَ: أي إذا حكم بشرع الله، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وعدل في رعيته.
* كَانَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرٌ: فله أجر عظيم على عدله وإقامة شرع الله.
* وَإِنْ يَأْمُرْ بِغَيْرِهِ: أي إن حكم بغير شرع الله، وظلم وطغى.
* كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ: فعليه وزر ذلك الإثم والظلم، وهو مسئول بين يدي الله تعالى، أما الرعية المطيعة له في المعروف فبريئة من إثمه.
شرح المعنى الإجمالي:
يصف النبي صلى الله عليه وسلم الإمام (الحاكم) بأنه كالترس الواقي للأمة، يحميها من أعدائها الخارجيين ويحفظ أمنها واستقرارها داخلياً. وتجب طاعته في غير معصية الله، ويقاتل العدو تحت رايته وإمرته.
ثم يبين صلى الله عليه وسلم المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق هذا الإمام:
* إذا فعل ما يجب عليه من تقوى الله والعدل في الرعية، فله أجران: أجر على عبادته الشخصية، وأجر عظيم على إقامة العدل ونشر الأمن بين الناس.
* وإذا قصر في واجبه أو جار وظلم، فإنه يتحمل إثم ظلمه وجوره، وإثم ما يترتب على ظلمه من مفاسد، أما من أطاعه في المعروف ولم يعنه على الظلم، فلا إثم عليه.
الدروس المستفادة والعبر:
1- وجوب نصب إمام للمسلمين: الحديث يدل على ضرورة وجود إمام واحد يجتمع عليه المسلمون، ليقوم بمهمة الحماية والدفاع وإقامة الشرع.
2- وجوب طاعة ولي الأمر في المعروف: طاعة الإمام واجبة ما لم يأمر بمعصية، وذلك لحفظ كيان الأمة ووحدتها ومنعاً للفوضى.
3- عظم مسؤولية الحكام: الحاكم مسئول بين يدي الله تعالى عن رعيته، فإن عدل فله الأجر العظيم، وإن ظلم فإثمه عظيم. وهذا يرد على من يظن أن المنصب مغنم فقط، بل هو أمانة ومسؤولية.
4- براءة ذمة المأمورين: من أطاع الإمام في المعروف وقاتل معه للدفاع عن البلاد، فهو مأجور ومبرأ الذمة من إثم الحاكم إن ظلم، لأنه قاتل من ورائه دفاعاً عن الأمة.
5- النصيحة لولاة الأمور: من أعظم النصيحة للأمة أن تدعو لحكامها بالصلاح والهداية، وأن تنصحهم بالرفق والحكمة لتقوى الله والعدل.
مصادر الشرح: اعتمدت في هذا الشرح على فهم كبار شراح الحديث مثل:
* النووي في "شرح صحيح مسلم".
* ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري".
* ابن بطال وغيره من شراح "صحيح البخاري".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 24 من أصل 132 حديثاً له شرح
- 1 على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين
- 2 رجل قلبه متعلق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه
- 3 الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به
- 4 ما للخليفة من بعدك؟
- 5 من ولي أمر أمتي فرفق بهم فارفق به
- 6 بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا
- 7 يسّرا ولا تعسّرا، وبشّرا ولا تنفّرا، وتطاوعا ولا تختلفا
- 8 يسروا ولا تعسروا وسكنوا ولا تنفروا
- 9 كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
- 10 من استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة لم يجد رائحة...
- 11 إياك أن تكون من شر الرعاء الحطمة
- 12 أمير ظلوم غشوم عسوف وكل غال مارق
- 13 من ولاه الله شيئا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم
- 14 أنا قاسم أضع حيث أُمرت
- 15 نعمّا بالمال الصالح للرجل الصالح
- 16 لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها
- 17 لا نستعمل على عملنا من أراده
- 18 لا نولي هذا من سأله ولا من حرص عليه
- 19 نعم المرضعة وبئست الفاطمة
- 20 يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة
- 21 أولها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيامة
- 22 يا أبا ذر، إني أراك ضعيفا
- 23 لا أعمل على رجلين بعدها أبدًا
- 24 إن أمر بتقوى الله وعدل، كان له بذلك أجر
- 25 خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم
- 26 من أكرم سلطان الله أكرمه الله يوم القيامة
- 27 بعث النبي عبد الله بن حذافة في سرية
- 28 بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في اليسر والعسر
- 29 فيما استطعتم
- 30 السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره
- 31 من أطاعني فقد أطاع الله
- 32 اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي
- 33 بايعنا رسول الله على السمع والطاعة فيما استطعتم
- 34 عبد مجدع يقودكم بكتاب الله فأسمعوا له وأطيعوا
- 35 أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدًا مجدع الأطراف
- 36 السمع والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة
- 37 لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف
- 38 لا طاعة لأحد في معصية الله
- 39 النصح لكل مسلم
- 40 اتقوا الله ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم
- 41 السامع المطيع لا حجة عليه، والسامع العاصي لا حجة له
- 42 من أمر بمعصية الله فلا تطيعوه
- 43 طاعة الإمام ما لم يأمر بمعصية الله
- 44 لا طاعة لمن عصى الله
- 45 أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم
- 46 لا تنازعوا الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم...
- 47 من فارق الجماعة شبرًا فمات مات ميتة جاهلية
- 48 استعملت فلانا ولم تستعملني
- 49 عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك
- 50 اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم
معلومات عن حديث: إن أمر بتقوى الله وعدل، كان له بذلك أجر
📜 حديث: إن أمر بتقوى الله وعدل، كان له بذلك أجر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إن أمر بتقوى الله وعدل، كان له بذلك أجر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إن أمر بتقوى الله وعدل، كان له بذلك أجر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إن أمر بتقوى الله وعدل، كان له بذلك أجر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








