حديث: لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية الله

عن علي قال: بعث النبي ﷺ سرية، وأمّر عليهم رجلا من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه، فغضب عليهم، وقال: أليس قد أمر النبي ﷺ أن تطيعوني؟ قالوا: بلى قال: قد عزمت عليكم لما جمعتم حطبا، وأوقدتم نارا، ثم دخلتم فيها فجمعوا حطبا، فأوقدوا نارًا، فلما هموا بالدخول، فقام ينظر بعضهم إلى بعض، قال بعضهم: إنما تبعنا النبي ﷺ فرارا من النار أفندخلها؟ فبينما هم كذلك إذ خمدت النار وسكن غضبه فذكر للنبي ﷺ لغة فقال: «لو دخلوها ما خرجوا منها أبدًا، إنما الطاعة في المعروف».
وفي رواية: «لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف».

متفق عليه: رواه البخاري في الأحكام (٧١٤٥)، ومسلم في الإمارة (١٨٤٠: ٤٠) من طريق
الأعمش، حدثنا سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي .

عن علي قال: بعث النبي ﷺ سرية، وأمّر عليهم رجلا من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه، فغضب عليهم، وقال: أليس قد أمر النبي ﷺ أن تطيعوني؟ قالوا: بلى قال: قد عزمت عليكم لما جمعتم حطبا، وأوقدتم نارا، ثم دخلتم فيها فجمعوا حطبا، فأوقدوا نارًا، فلما هموا بالدخول، فقام ينظر بعضهم إلى بعض، قال بعضهم: إنما تبعنا النبي ﷺ فرارا من النار أفندخلها؟ فبينما هم كذلك إذ خمدت النار وسكن غضبه فذكر للنبي ﷺ لغة فقال: «لو دخلوها ما خرجوا منها أبدًا، إنما الطاعة في المعروف».
وفي رواية: «لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الجهاد والسير، باب إذا قال الأمير لا طاعة له) والإمام مسلم في صحيحه (كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية وتحريمها في المعصية).


1. شرح المفردات:


● سرية: مجموعة قليلة من الجنود تُبعث في مهمة عسكرية.
● أمّر عليهم: جعله أميرًا وقائدًا عليهم.
● عزمت عليكم: أوجبت وألزمتكم أمرًا.
● حطبًا: خشبًا يابسًا للوقود.
● أوقدتم نارًا: أشعلتم نارة.
● خمدت النار: انطفأت وسكن لهيبها.
● في المعروف: في الأمر المباح أو المشروع الذي لا معصية فيه.


2. شرح الحديث:


أرسل النبي ﷺ مجموعة من الصحابة في مهمة عسكرية، وجعل عليهم قائدًا من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه. فغضب هذا القائد على جنوده لسبب ما، وذكرهم بأن النبي ﷺ أمرهم بطاعته. فصدقوه على ذلك، لكنه استغل هذه الطاعة وأمرهم بأمر منكر، وهو أن يجمعوا حطبًا ويشعلوا نارًا ويدخلوها! فامتثلوا للأمر جزئيًا وجمعوا الحطب وأشعلوا النار، ولكنهم توقفوا عند الدخول فيها وتساءلوا بحكمة: "إنما اتبعنا النبي ﷺ فرارًا من النار أفندخلها؟".
وهنا حدثت معجزة، فخمدت النار وانطفأت من تلقاء نفسها وسكن غضب القائد. فلما علم النبي ﷺ بما حدث، بين الحكم الشرعي في هذا الموقف بقوله: «لو دخلوها ما خرجوا منها أبدًا، إنما الطاعة في المعروف». وفي الرواية الأخرى: «لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف».


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- حدود طاعة ولي الأمر: الطاعة للقادة والأمراء واجبة ولكنها مقيدة بعدم المعصية. فإذا أمر ولي الأمر بمعصية الله، فلا سمع ولا طاعة له في تلك المعصية.
2- الحكمة من وجود القيادة: النظام والطاعة في الأمور المشروعة ضرورة لاستقرار المجتمع وتماسكه، ولكن هذا لا يعني التسليم الأعمى.
3- ثبات الصحابة وحكمتهم: موقف الصحابة يدل على فقههم وحسن تصرفهم، حيث امتثلوا للأمر في المباح (جمع الحطب وإشعال النار) لكنهم توقفوا عند حدود المعصية (الدخول في النار).
4- خطورة الغضب: الغضب قد يدفع الإنسان إلى التهور وإصدار الأوامر الجائرة والمنكرة، مما يؤكد على وصية النبي ﷺ بعدم القضاء أو إصدار الأحكام في حالة الغضب.
5- العصمة Divine Intervention: انطفاء النار كان لطفًا من الله تعالى وحماية لعباده من الوقوع في الهلكة، وهو تدخل إلهي لحماية من تحرى الحق ورفض المعصية.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام في باب السياسة الشرعية وعلاقة الرعية بالحاكم.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على أن الأمر بالمعصية يخرج الإنسان من ولاية الطاعة، ولا يكون عصيانُه في هذه الحالة خروجًا عن الجماعة أو منافرة للطاعة.
- القاعدة المستفادة: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" وهي قاعدة مجمع عليها.
- الحديث يربي في الأمة روح المسؤولية والتفكير النقدي، وليس الانقياد الأعمى خلف any leader.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأحكام (٧١٤٥)، ومسلم في الإمارة (١٨٤٠: ٤٠) من طريق
الأعمش، حدثنا سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي .. فذكره.
والرواية الأخرى لمسلم من طريق شعبة، عن سعد بن عبيدة به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 37 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف

  • 📜 حديث: لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب