حديث: من أكرم سلطان الله أكرمه الله يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب إكرام السلطان

عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من أكرم سلطان الله في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة، ومن أهان سلطان الله في الدنيا أهانه الله يوم القيامة».

حسن: رواه أحمد (٢٠٤٣٣)، والترمذي (٢٢٢٤) كلاهما من طريق حميد بن مهران، عن سعيد بن أوس، عن زياد بن كسيب العدوي، عن أبي بكرة .

عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من أكرم سلطان الله في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة، ومن أهان سلطان الله في الدنيا أهانه الله يوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، والحاكم في مستدركه، عن الصحابي الجليل أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه، وصححه الألباني.
أولاً: شرح المفردات:
● أكرم: عظّم وأجلّ واحترم ووقّر.
● سلطان الله: ولي الأمر من الخلفاء والحكام والولاة الذين يقيمون شرع الله في الأرض.
● أهان: احتقر واستخف وأذل.
ثانيًا: شرح الحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بحقيقة عظيمة، وهي أن إكرام ولي الأمر والسلطان الذي يقيم أمر الله هو في الحقيقة إكرام لحكم الله وشرعه، لأن هذا السلطان هو من يقيم حدود الله وينفذ أحكامه ويحمي حوزة الإسلام. فمن وقره وأطاعه في المعروف (غير المعصية) فقد أكرم أمر الله، ومن استخف به وعصاه وخرج عليه بغير حق فقد أهان أمر الله.
وهذا الإكرام والإهانة ليسا مقصورين على الدنيا، بل لهما جزاء对应 في الآخرة، فمن أكرم سلطان الله بالطاعة والنصيحة والاحترام، أكرمه الله يوم القيامة بأن يجعله من الفائزين برضوانه ويدخله جناته. ومن أهانه بالمعصية والخروج والسب والانتقاص، عاقبه الله يوم القيامة بالإهانة والعذاب.
ثالثًا: الدروس المستفادة والفؤائد:
1- وجوب طاعة ولي الأمر في المعروف: فالحديث يؤكد على وجوب طاعة أولي الأمر ما لم يأمروا بمعصية، وذلك لحفظ كيان الأمة ومنع الفتنة وانتشار الفوضى.
2- تحريم الخروج على الحكام: إهانتهم بالخروج عليهم بالسيف أو باللسان (السب والشتم) من الكبائر التي توعّد الله فاعلها بالإهانة في الآخرة، ما داموا يقيمون الصلاة ولم يظهر منهم كفر بواح.
3- النصيحة لولاة الأمور: يكون إكرامهم بالنصيحة لهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالتعاون معهم على البر والتقوى، وليس بالتملق أو السكوت على المنكرات.
4- وحدة الصف واجتماع الكلمة: من حكمة هذا الحديث الحفاظ على وحدة المسلمين واجتماع كلمتهم تحت قيادة واحدة، وعدم تفريقهم.
5- الجزاء من جنس العمل: كما يكون العبد في الدنيا مع السلطان، يكون الله معه في الآخرة.
رابعًا: تنبيه مهم:
ليس المقصود من الحديث التمادي في طاعة السلطان إذا أمر بمعصية، فإنه (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). وكذلك ليس المقصود إكرامه إذا كان ظالمًا أو فاسقًا بطاعة ظلمه أو مشاركته فيه، بل المقصود إكرامه بمنزلته وعدم الخروج عليه أو أذيته، مع النصيحة له والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطرق الشرعية السلمية المشروعة.
نسأل الله أن يهدي ولاة أمورنا وأن يعينهم على طاعته، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٤٣٣)، والترمذي (٢٢٢٤) كلاهما من طريق حميد بن مهران، عن سعيد بن أوس، عن زياد بن كسيب العدوي، عن أبي بكرة .. فذكره. واللفظ لأحمد.
وعند الترمذي في أوله قصة: قال زياد بن كسبب العدوي: كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر، وهو يخطب، وعليه ثياب رقاق، فقال أبو بلال: انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق، فقال أبو بكرة: اسكت، سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله».
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
قال الأعظمي: في إسناده زياد بن كسيب العدوي لم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان، لذا قال ابن حجر في التقريب: «مقبول» أي عند المتابعة.
وفيه أيضا سعيد بن أوس وهو العدوي قال أبو حاتم: صالح، وقال الساجي: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. وضعفه ابن معين.
لكن له طريق آخر: رواه ابن أبي عاصم في السنة (١٠٥٩) عن محمد بن علي بن ميمون، حدثنا موسى بن داود، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي مرحوم، عن رجل من بني عدي، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه يقول: «من أجلَّ سلطان الله أجلّه الله يوم القيامة».
وهذا موقوف وفي إسناده ابن لهيعة وهو سيء الحفظ، والرجل العدوي مبهم. وبالجملة فهو لا بأس به في المتابعة.
وروي عن رجل من بني سليم مرفوعا: «إياكم وأبواب السلطان؛ فإنه أصبح صعبا». رواه البيهقي في الشعب (٨٩٥٨ - طبعة الرشد) وغيره ولا يصح سندًا ومتنا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 26 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أكرم سلطان الله أكرمه الله يوم القيامة

  • 📜 حديث: من أكرم سلطان الله أكرمه الله يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أكرم سلطان الله أكرمه الله يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أكرم سلطان الله أكرمه الله يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أكرم سلطان الله أكرمه الله يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب