حديث: لا أعمل على رجلين بعدها أبدًا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها
حسن: رواه النسائي في الكبىي (٨٦٩٥)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٥٨ - ٢٥٩)، والحاكم (٣/ ٣٤٩ - ٣٥٠) كلهم من طرق عن بشر بن المفضل، حدثنا عبد الله بن عون، عن عمير بن
إسحاق، عن المقداد بن الأسود .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وفيه قصة عظيمة وعبرة نبوية كريمة.
أولاً. شرح المفردات:
● مبعثًا: أي في سرية أو غزوة أو مهمة عسكرية.
● كيف تجد نفسك؟: سؤال عن الحال والظروف التي مر بها، وعن مشاعره.
● خولًا: الخَوْل (بفتح الخاء) هم الخدم والحشم والأتباع. أي ظننت أن معي خدمًا يخدمونني.
● أيم الله: قسمٌ بالله تعالى.
ثانيًا. شرح الحديث:
يحكي الصحابي الجليل المقداد بن الأسود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله في مهمة ما (سرية أو غزوة)، فلما عاد منها سأله النبي صلى الله عليه وسلم سؤالاً مليئًا بالرحمة والاهتمام: «كيف تجد نفسك؟» أي كيف كانت حالك؟ وما الذي مررت به؟
فأجاب المقداد رضي الله عنه بأنه في تلك المهمة كان نشيطًا وقويًا في سيره وعمله، لدرجة أنه كان يشعر بنشاط وهمة عالية، فكأن معه خدمًا (خولًا) يساعدونه ويمشون معه، مما خفف عنه مشقة الطريق وأعانه على أداء المهمة. ثم حلف بالله أنه بعد هذه التجربة لن يعمل أبدًا لرجلين (أي لن يتحمل مسؤولية عمل فيه خيانة أو تقصير أو لن يخون الأمانة).
والمقصود بـ "لا أعمل على رجلين": أي لا أتولى عملًا فيه ولاية أو مسؤولية لأجمع بين مصلحتي ومصلحة غيري (كأن يعمل لعنده ولغيره فيخون أحدهما)، بل سيكون عمله خالصًا لواحد، إما لله في طاعته، أو لصاحب العمل في أمانته وصدقه.
ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:
1- الرحمة النبوية والاهتمام بأحوال الصحابة: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بأصحابه ويسأل عن أحوالهم، وهذا من تواضعه وحسن خلقه.
2- فضل النشاط في الطاعة والعمل: فالمسلم مأمور بأن يكون نشيطًا في طاعة الله وفي عمله الدنيوي، ولا مكان للكسل.
3- قوة الإيمان تبعث على النشاط: فإيمان المقداد رضي الله عنه وحماسه للجهاد في سبيل الله جعله يشعر بقوة ونشاط كأن معه من يعينه.
4- الحرص على الأمانة وعدم الخيانة: أقسم المقداد ألا يعمل عملًا فيه ولاية أو مسؤولية لشخصين؛ خشية أن يخون أحدهما أو يقصر في حقه، وهذا غاية في الورع والأمانة.
5- الاستفادة من التجارب: فالمقداد استفاد من هذه التجربة درسًا عظيمًا في الورع والتقوى.
رابعًا. فوائد إضافية:
- الحديث يدل على أن العمل إذا كان خالصًا لله، أعان الله العبد عليه وقواه.
- فيه بيان أهمية أن يكون المسلم صادقًا مع الله ومع الناس، فلا يخون ولا يغش.
- القسم على ترك شيء فيه معصية أو شبهة من علامات التقوى والورع.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
إسحاق، عن المقداد بن الأسود .. فذكره.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.
قال الأعظمي: في إسناده عمير بن إسحاق لم يرو عنه غير ابن عون وسئل مالك عنه فقال: قد روى عنه رجل لا أقدر أن أقول فيه شيئا. وقال الدارمي عن ابن معين: ثقة. وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال ابن معين في رواية: لا يساوي شيئا ولكن يكتب حديثه فمثله يحسن حديثه. والله أعلم.
وقوله: «خولا لي» أي ما أعطاني الله تعالى من النعم والعبيد والإماء وغيرهم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 23 من أصل 132 حديثاً له شرح
- 1 على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين
- 2 رجل قلبه متعلق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه
- 3 الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به
- 4 ما للخليفة من بعدك؟
- 5 من ولي أمر أمتي فرفق بهم فارفق به
- 6 بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا
- 7 يسّرا ولا تعسّرا، وبشّرا ولا تنفّرا، وتطاوعا ولا تختلفا
- 8 يسروا ولا تعسروا وسكنوا ولا تنفروا
- 9 كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
- 10 من استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة لم يجد رائحة...
- 11 إياك أن تكون من شر الرعاء الحطمة
- 12 أمير ظلوم غشوم عسوف وكل غال مارق
- 13 من ولاه الله شيئا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم
- 14 أنا قاسم أضع حيث أُمرت
- 15 نعمّا بالمال الصالح للرجل الصالح
- 16 لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها
- 17 لا نستعمل على عملنا من أراده
- 18 لا نولي هذا من سأله ولا من حرص عليه
- 19 نعم المرضعة وبئست الفاطمة
- 20 يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة
- 21 أولها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيامة
- 22 يا أبا ذر، إني أراك ضعيفا
- 23 لا أعمل على رجلين بعدها أبدًا
- 24 إن أمر بتقوى الله وعدل، كان له بذلك أجر
- 25 خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم
- 26 من أكرم سلطان الله أكرمه الله يوم القيامة
- 27 بعث النبي عبد الله بن حذافة في سرية
- 28 بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في اليسر والعسر
- 29 فيما استطعتم
- 30 السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره
- 31 من أطاعني فقد أطاع الله
- 32 اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي
- 33 بايعنا رسول الله على السمع والطاعة فيما استطعتم
- 34 عبد مجدع يقودكم بكتاب الله فأسمعوا له وأطيعوا
- 35 أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدًا مجدع الأطراف
- 36 السمع والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة
- 37 لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف
- 38 لا طاعة لأحد في معصية الله
- 39 النصح لكل مسلم
- 40 اتقوا الله ربكم وصلوا خمسكم وصوموا شهركم
- 41 السامع المطيع لا حجة عليه، والسامع العاصي لا حجة له
- 42 من أمر بمعصية الله فلا تطيعوه
- 43 طاعة الإمام ما لم يأمر بمعصية الله
- 44 لا طاعة لمن عصى الله
- 45 أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم
- 46 لا تنازعوا الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم...
- 47 من فارق الجماعة شبرًا فمات مات ميتة جاهلية
- 48 استعملت فلانا ولم تستعملني
- 49 عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك
- 50 اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم
معلومات عن حديث: لا أعمل على رجلين بعدها أبدًا
📜 حديث: لا أعمل على رجلين بعدها أبدًا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا أعمل على رجلين بعدها أبدًا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا أعمل على رجلين بعدها أبدًا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا أعمل على رجلين بعدها أبدًا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








