حديث: من أمر بمعصية الله فلا تطيعوه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية الله

عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله ﷺ بعث علقمة بن مجزز على بعث وأنا فيهم. فلما انتهى إلى رأس غزاته أو كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش فأذن لهم وأمّر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي. فكنت فيمن غزا معه فلما كان ببعض الطريق أوقد القوم نارا ليصطلوا أو ليصنعوا عليها صنيعا. فقال عبد الله: - وكانت فيه دعابة - أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى. قال: فما أنا بآمركم بشيء إلا صنعتموه؟ قالوا: نعم. قال: فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه
النار، فقام نام فتحجزوا. فلما ظن أنهم واثبون قال: أمسكوا على أنفسكم. فإنما كنت أمزح معكم. فلما قدمنا ذكروا ذلك للنبي ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: من أمركم منهم بمعصية الله فلا تطيعوه».

حسن: رواه ابن ماجه (٢٨٦٣)، وأحمد (١١٦٣٩)، وصحّحه ابن حبان (٤٥٥٨) كلهم من طريق محمد بن عمرو، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي سعيد الخدري .

عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله ﷺ بعث علقمة بن مجزز على بعث وأنا فيهم. فلما انتهى إلى رأس غزاته أو كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش فأذن لهم وأمّر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي. فكنت فيمن غزا معه فلما كان ببعض الطريق أوقد القوم نارا ليصطلوا أو ليصنعوا عليها صنيعا. فقال عبد الله: - وكانت فيه دعابة - أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى. قال: فما أنا بآمركم بشيء إلا صنعتموه؟ قالوا: نعم. قال: فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه
النار، فقام نام فتحجزوا. فلما ظن أنهم واثبون قال: أمسكوا على أنفسكم. فإنما كنت أمزح معكم. فلما قدمنا ذكروا ذلك للنبي ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: من أمركم منهم بمعصية الله فلا تطيعوه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة، معتمدًا على كبار شراح الحديث.
الحديث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ بعث علقمة بن مجزز على بعث وأنا فيهم. فلما انتهى إلى رأس غزاته أو كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش فأذن لهم وأمّر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي. فكنت فيمن غزا معه فلما كان ببعض الطريق أوقد القوم نارا ليصطلوا أو ليصنعوا عليها صنيعا. فقال عبد الله - وكانت فيه دعابة - أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى. قال: فما أنا بآمركم بشيء إلا صنعتموه؟ قالوا: نعم. قال: فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه النار، فقام نام فتحجزوا. فلما ظن أنهم واثبون قال: أمسكوا على أنفسكم. فإنما كنت أمزح معكم. فلما قدمنا ذكروا ذلك للنبي ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «من أمركم منهم بمعصية الله فلا تطيعوه».


1. شرح المفردات:


● بعث: سرية أو جماعة من الجيش تُرسل لغزو العدو.
● علقمة بن مجزز: صحابي جليل، كان قائدًا على هذه السرية.
● رأس غزاته: نهاية منطقة الغزو أو مكان الوصول إلى العدو.
● استأذنته طائفة: طلبوا الإذن منه للانفصال لأمر ما.
● أمّر عليهم: جعل عليهم أميرًا.
● عبد الله بن حذافة: صحابي من السابقين إلى الإسلام، اشتهر بالشجاعة والفكاهة.
● ليصطلوا: ليتدفؤوا بها من البرد.
● دعابة: خفة روح ومزاح.
● أعزم عليكم: أأمركم أمرًا مؤكدًا.
● تواثبتم: تقفزون وتندفعون.
● فتحجزوا: توقفوا وتراجعوا وتحيروا في أمرهم.
● واثبون: قافزون.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ﷺ أرسل سرية عسكرية بقيادة علقمة بن مجزز، وكان أبو سعيد among المقاتلين فيها. وعندما وصلت السرية إلى منطقة العمليات أو أثناء الطريق، طلب مجموعة من الجنود الإذن بالانفصال لأمر ما (ربما لاستكشاف أو مهمة فرعية)، فأذن لهم قائد السرية وجعل عليهم عبد الله بن حذافة قائدًا لهم.
وأثناء سير هذه المجموعة الفرعية، أوقدوا نارًا ليتدفؤوا من البرد أو ليطبخوا طعامًا. وهنا ظهرت دعابة عبد الله بن حذافة (ومعروف عنه خفة الظل وحبه للمزاح)، فاختبر طاعة جنوده له بسؤال استفهامي: "أليس لي عليكم السمع والطاعة؟" فأجابوا: "بلى". ثم أكد: "فما أنا بآمركم بشيء إلا صنعتموه؟" فقالوا: "نعم". ثم قال لهم مزحًا: "فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه النار".
فظن الجنود أن هذا أمر حقيقي، فقاموا يستعدون للقفز في النار، وتحركوا نحوها، ولكنهم ترددوا وتحيروا (لأنهم يعلمون أن إلقاء النفس في التهلكة حرام). فلما رأى عبد الله بن حذافة أنهم قد يمتثلون للأمر بالفعل، صاح بهم: "أمسكوا على أنفسكم. فإنما كنت أمزح معكم".
وعندما عادت المجموعة واجتمعت بالسرية الرئيسية، ذكروا ما حدث للنبي ﷺ. فقال رسول الله ﷺ كلمته الجامعة: «مَنْ أَمَرَكُمْ مِنْهُمْ بِمَعْصِيَةِ اللهِ فَلَا تُطِيعُوهُ».


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- حدود طاعة ولي الأمر: الطاعة في المعروف فقط، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وهذا أصل عظيم من أصول الإسلام. فلو أمر الأمير أو القائد بمعصية الله، فلا يجوز الامتثال لهذا الأمر.
2- خطورة المزاح في المواقف الجادة: المزاح مباح في الإسلام بضوابطه، لكن لا يجوز أن يكون في أمور خطيرة أو يتعلق بأوامر عسكرية أو يؤدي إلى ضرر. وكان ينبغي لعبد الله بن حذافة أن يمتنع عن هذا النوع من المزاح.
3- الحكمة من القصة: بيان أن طاعة الله مقدمة على طاعة أي أحد، حتى ولو كان قائدًا أو أميرًا.
4- عقلانية الصحابة وتحرّيهم: لو قفز الصحابة في النار لكانوا قد أتوا منكرًا عظيمًا، ولكنهم ترددوا وتحيروا، مما يدل على وعيهم الديني وأنهم لا يطيعون blindly.
5- التثبت في الأمور: لو أنهم نفذوا الأمر ثم تبين أنه مزح، لكان الضرر قد وقع. فالتثبت واجب في مثل هذه المواقف.
6- رفع الحرج عن عبد الله بن حذافة: النبي ﷺ لم يوبخه مباشرة، بل بين الحكم العام الذي ينطبق على الجميع، مما يدل على حكمته ﷺ في التعامل مع الأخطاء.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان، والبيهقي، وغيرهم، وهو حديث صحيح.
- القاعدة الفقهية المستفادة: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وهي قاعدة مجمع عليها.
- كان عبد الله بن حذافة
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢٨٦٣)، وأحمد (١١٦٣٩)، وصحّحه ابن حبان (٤٥٥٨) كلهم من طريق محمد بن عمرو، عن عمر بن الحكم بن ثوبان، عن أبي سعيد الخدري ... فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو (هو ابن علقمة) وعمر بن الحكم بن ثوبان فإنهما حسنا الحديث.
وصحّح أيضا البوصيري إسناده في مصباح الزجاجة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 42 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أمر بمعصية الله فلا تطيعوه

  • 📜 حديث: من أمر بمعصية الله فلا تطيعوه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أمر بمعصية الله فلا تطيعوه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أمر بمعصية الله فلا تطيعوه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أمر بمعصية الله فلا تطيعوه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب