حديث: لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها

عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال لي النبي ﷺ: يا عبد الرحمن بن سمرة! لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وُكلتَ إليها، وإنْ أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفِّرْ عن يمينك، وأت الذي هو خير».

متفق عليه: رواه البخاري في الأحكام (٧١٤٦)، ومسلم في الإمارة (١٦٥٢: ١٣) كلاهما من طريق جرير بن حازم، حدثنا الحسن، حدثنا عبد الرحمن بن سمرة، .

عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال لي النبي ﷺ: يا عبد الرحمن بن سمرة! لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وُكلتَ إليها، وإنْ أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفِّرْ عن يمينك، وأت الذي هو خير».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:

نص الحديث:


«يا عبد الرحمن بن سمرة! لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وُكلتَ إليها، وإنْ أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفِّرْ عن يمينك، وأت الذي هو خير».


1. شرح المفردات:


● الإمارة: المنصب والرئاسة في أمور المسلمين.
● وُكلتَ إليها: تركت وحدك دون عون من الله وتوفيقه، فتعجز عنها.
● أعنت عليها: نُصِرْتَ عليها وسُهِّلتْ لك أمورها.
● حلفت على يمين: أقسمت على فعل شيء أو تركه.
● فكفِّر عن يمينك: اخرج الكفارة المطلوبة شرعاً لترك اليمين.
● أت الذي هو خير: افعل الأمر الأفضل والأحسن.


2. شرح الحديث:


ينقصل هذا الحديث إلى وصيتين عظيمتين من النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه:
الوصية الأولى: النهي عن طلب الإمارة:
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تسأل الإمارة»؛ لأن طلب الرئاسة والمنصب يدل على حب الظهور والرياسة، وقد يجر إلى الحسد والتنافس غير المشروع.
- ثم بيَّن النبي العاقبتين:
● إن أعطيتها عن مسألة: أي إذا طلبتها ونلتها بسبب سؤالك، فإنك وُكلتَ إليها، أي تُترك وتُخلى بينك وبين مسؤولياتها دون عون من الله وتوفيقه، لأنك طلبتها لغير وجه الله، فتحرم البركة فيها.
● وإن أعطيتها عن غير مسألة: أي إذا جاءتك دون طلب، فإنك أعنت عليها، أي تنال عون الله وتيسيره فيها، لأنك لم تتعرض لها بطلب، فتصبح قادراً على القيام بها على الوجه المطلوب.
الوصية الثانية: الحكمة في التعامل مع الأيمان:
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفِّر عن يمينك، وأت الذي هو خير».
- المعنى: إذا أقسمت على فعل شيء (أو تركه)، ثم تبين لك أن ترك هذا القسم أو مخالفته خيرٌ من الوفاء به، فلا تلتزم باليمين بل افعل ما هو أفضل، وكفِّر عن يمينك بالكفارة الشرعية (وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة، فإن لم تستطع فصيام ثلاثة أيام).
- هذا من رحمة الإسلام ومرونته؛ حيث لم يجعل اليمين قيداً يمنع الإنسان من عمل الخير أو اختيار الأصلح.


3. الدروس المستفادة:


1- تحذير شديد من طلب الرئاسة والمناصب: لأنها أمانة ومسؤولية عظيمة، وطلبها يدل على عدم إدراك خطورتها.
2- الإخلاص في العمل: إذا جاءت الإمارة دون طلب، فإن الله يعين عليها، لأن النية خالصة لوجهه.
3- مرونة الشريعة الإسلامية: فلم توجب الوفاء باليمين إذا كان في مخالفته خيرٌ أكبر.
4- الحث على اختيار الخير دائماً: حتى لو تعارض مع اليمين، فيكفر عنه ويأتي بالأفضل.
5- التيسير على الأمة: فالكفارة شرعت للتخفيف عن المكلف إذا اضطر إلى ترك يمينه للأفضل.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على صحته وأهميته.
- يستدل به العلماء على تحريم طلب الولاية والإمارة، إلا إذا دعت الحاجة لذلك وكان القادر خائفاً من تولي غير الكفء.
- الكفارة المذكورة في اليمين مبينة في قوله تعالى: {لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} [المائدة: 89].

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعيننا على القيام بمسؤولياتنا، وأن يوفقنا لاختيار الخير دائماً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأحكام (٧١٤٦)، ومسلم في الإمارة (١٦٥٢: ١٣) كلاهما من طريق جرير بن حازم، حدثنا الحسن، حدثنا عبد الرحمن بن سمرة، ... فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 16 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها

  • 📜 حديث: لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب