حديث: شرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جور الإمام واستئثاره لا يمنع من السمع والطاعة

عن عوف بن مالك الأشجعي يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم» قالوا: قلنا: يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: «لا ما أقاموا فيكم الصلاة، لا ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدًا من طاعة».

صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٨٥٥: ٦٦) عن داود بن رشيد: حدثنا الوليد يعني بن مسلم، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أخبرني مولى بني فزارة وهو رزيق بن حيان أنه سمع مسلم بن قرظة ابن عم عوف بن مالك الأشجعي يقول: سمعت عوف بن مالك الأشجعي يقول .

عن عوف بن مالك الأشجعي يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم» قالوا: قلنا: يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: «لا ما أقاموا فيكم الصلاة، لا ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدًا من طاعة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في بيان صفات الحكام والأمراء وواجبات الرعية نحوهم، وهو من رواية الصحابي الجليل عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث، مقسم على النحو المطلوب:

أولاً. شرح المفردات:


● خيار أئمتكم: خيار: جمع خير، أي أفضل وأصلح. أئمتكم: قادتكم وحكامكم الذين يتولون أموركم.
● تبغضونهم: تبغضون: تكرهون. والبغض ضد الحب.
● تصلون عليهم: تطلبون لهم من الله الرحمة والرضا.
● تَلعَنونهم: تدعون عليهم بالطرد من رحمة الله.
● أفلا نُنابذُهم: أفلا نُعارضهم ونُخالفهم ونُقاتلهم؟ من المنابذة، وهي المعارضة والمقاتلة.
● ما أقاموا فيكم الصلاة: ما داموا يقيمون الصلاة ويحافظون عليها، وهي كناية عن إقامة دين الله بشكل عام.
● من وُلِّيَ عليه والٍ: من كان عليه حاكم أو أمير.
● فليكره ما يأتي: فليكره فعل المعصية التي يأتيها الوالي.
● ولا ينزعن يدًا من طاعة: ولا يَسحب يده من الطاعة له في المعروف، أي لا يخرج عن طاعته.

ثانياً. شرح الحديث:


يُقسّم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الأئمة والحكام إلى قسمين:
1- خيار الأئمة (الحكام الصالحون): وهم الذين تتحقق فيهم صفات المحبة المتبادلة بينهم وبين رعيتهم، فهم يحبون رعيتهم ويحرصون على مصلحتهم، والرعية تحبهم لعدلهم وإحسانهم وتقواهم. وتمتد هذه المحبة إلى الدعاء؛ فالأمة تدعو لهم بالخير والصلاح (تصلون عليهم)، وهم يدعون لأمتهم بالخير والهداية (يصلون عليكم). هذه العلاقة القائمة على المودة والرحمة هي علامة على الخيرية والصلاح.
2- شرار الأئمة (الحكام الطغاة): وهم على النقيض تماماً، تقوم علاقتهم برعيتهم على البغض والكراهية المتبادلة. الرعية تبغضهم لظلمهم واستئثارهم بالخيرات ومعصيتهم لله، وهم يبغضون الرعية ويحقدون عليها. وتمتد هذه الكراهية إلى الدعاء؛ فالأمة تدعو عليهم باللعنة والطرد من رحمة الله (تلعنونهم)، وهم يدعون على الأمة بالشر والهلاك (يلعنونكم). هذه العلاقة القائمة على العداوة هي علامة على شرارتهم وفسادهم.
ثم يأتي السؤال المهم من الصحابة رضي الله عنهم: عندما يكون الحكام بهذه الصفات السيئة، أفلا نُقاتلهم ونعصيهم ونخلعهم من الحكم؟ (أفلا ننابذهم عند ذلك؟).
فجاء الجواب الحاسم من النبي صلى الله عليه وسلم: «لا، ما أقاموا فيكم الصلاة». وكررها للتأكيد. وهذا أصل عظيم من أصول أهل السنة والجماعة في التعامل مع الحكام.
● معنى "إقامة الصلاة": المقصود ليس مجرد إقامة الصلاة بشكلها الظاهري فقط، بل هو كناية عن إقامة دين الله تعالى، والحفاظ على الحدود العامة للإسلام، وعدم إظهار الكفر البواح. فما دام الحاكم يحافظ على شعائر الإسلام الظاهرة، ويحكم بشرع الله في الجملة، ويصلي بالمسلمين، فإنه لا يجوز الخروج عليه أو منابذته بالسيف، لما في ذلك من الفتنة وسفك الدماء واختلال الأمن.
● النهي عن الخروج: النهي هنا للتحريم، والخروج على الأئمة من كبائر الذنوب عند أهل السنة، وذلك سدًا لذريعة الفتن والحراب.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم الواجب العملي تجاه ولاة الأمر، حتى وإن قصّروا: «ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدًا من طاعة».
● فليكره ما يأتي من معصية الله: هذا هو موقف القلب واللسان، وهو بغض المعصية والمنكر، وإنكاره بالقلب، ثم النصيحة بالحكمة والموعظة الحسنة إذا أمكن، من غير فتنة أو تشهير.
● ولا ينزعن يدًا من طاعة: هذا هو موقف الجوارح والأعمال، وهو وجوب طاعة الحاكم في المعروف وعدم الخروج عليه أو منع الطاعة الواجبة له في غير معصية الله.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- معيار تقييم الحكام: يضع الحديث معياراً واضحاً لتقييم الحكام وهو مدى محبة الرعية لهم ومدى قربهم من شرع الله وبعدهم عن الظلم.
2- تحريم الخروج على الحكام: يحرم الخروج على الحكام ومسابقتهم بالسيف ما داموا مسلمين ويقيمون الصلاة (أي شعائر الإسلام الظاهرة)، مهما بلغ من ظلمهم أو تقصيرهم، إلا إذا كفروا كفراً بواحاً عند المسلمين فيه من الله برهان.
3- وجوب طاعة ولي الأمر في المعروف: الطاعة لولي الأمر واجبة في غير معصية الله، وهي من طاعة الله تعالى.
4- النصيحة واجبة: يجب على الرعية نصح الحكام بالحكمة والموعظة الحسنة وبيان الخطأ، ولكن
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإمارة (١٨٥٥: ٦٦) عن داود بن رشيد: حدثنا الوليد يعني بن مسلم، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أخبرني مولى بني فزارة وهو رزيق بن حيان أنه سمع مسلم بن قرظة ابن عم عوف بن مالك الأشجعي يقول: سمعت عوف بن مالك الأشجعي يقول .. فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 51 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم

  • 📜 حديث: شرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: شرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: شرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: شرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب