حديث: الأئمة من قريش

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في خلافة قريش

عن علي بن أبي طالب أن النبي ﷺ قال: «الأئمة من قريش».

حسن: رواه الطبراني في الصغير (٤٢٥)، والحاكم (٤/ ٧٥ - ٧٦)، والبيهقي (٨/ ١٤٣) كلهم من حديث فيض بن الفضل البجلي، حدثنا مسعر بن كدام، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد، عن علي بن أبي طالب .

عن علي بن أبي طالب أن النبي ﷺ قال: «الأئمة من قريش».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «الأئمة من قريش».


1. شرح المفردات:


* الأئمة: جمع إمام، والمقصود هنا: الخلفاء والحكام الذين يتولون أمور المسلمين ويقودون الدولة الإسلامية. وليس المقصود أئمة الصلاة فقط، بل القيادة السياسية العليا للأمة.
* من قريش: أي من قبيلة قريش، القبيلة التي نشأ فيها النبي ﷺ، وهي أشرف قبائل العرب نسبًا.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث من الأحاديث المتعلقة بأصول الحكم والسياسة الشرعية في الإسلام. ومعناه أن ولاية أمر المسلمين العامة (الخلافة أو الإمامة الكبرى) تكون في قبيلة قريش.
والحكمة من ذلك:
* الاعتراف بمكانة قريش: كانت قريش في العرب ذات مكانة عظيمة وشرف كبير، وكانت القبائل العربية تعترف لها بذلك وتأتمر بأمرها. جعل الإمامة فيهم أقرب إلى قبول الناس واجتماع الكلمة، وابتعادًا عن أسباب الفرقة والتنازع.
* حكمة النبي ﷺ: هذا تكليف من النبي ﷺ، وهو أعلم بما يصلح أمته، وهو من باب التشريع الذي يجب الانقياد له.
* تحقيق الاستقرار: تحديد جهة معينة للإمامة يقطع الطريق على طموحات كل قبيلة في الزعامة، مما يحافظ على وحدة الصف ويمنع الفتن.
هل هذا حصر مطلق؟
ذكر العلماء أن هذا ليس تشريفًا مطلقًا لقريش، بل هو تكليف واختبار، وفيه مصلحة للأمة. وهو ليس شرطًا في كل حال، بل هو على سبيل الأصل والأولوية. إذا اجتمعت الأمة على إمام صالح من غير قريش، وكانت مصلحة المسلمين في توليته، صحت إمامته.


3. الدروس المستفادة منه:


1- وجوب نصب إمام للأمة: الحديث دليل على وجوب نصب إمام يرعى شؤون المسلمين، ويقيم فيهم شرع الله، ويجمع كلمتهم.
2- طاعة أولي الأمر: من ضمنها طاعة الإمام (الخليفة أو الحاكم) الذي ينطبق عليه شروط الإمامة، ما لم يأمر بمعصية.
3- الحكمة في التشريع: شرع الله تعالى مليء بالحكم والمصالح، حتى في مسائل القيادة والحكم، والتي تهدف دائمًا إلى جمع الكلمة ودرء المفاسد.
4- الأصل في الإمامة القرشية: هذا هو الأصل الذي سار عليه الخلفاء الراشدون ومن بعدهم في عصور قوة الدولة الإسلامية ووحدتها.


4. معلومات إضافية:


* درجة الحديث: هذا الحديث رواه عدد من الصحابة بطرق متعددة، منها ما هو صحيح، وقد اتفق علماء أهل السنة على صحته والعمل بمضمونه.
* الخلاف في المسألة: خالف في هذه المسألة الخوارج وبعض المعتزلة، ولكن جمهور أهل السنة على أن قرشية الإمام شرط إذا تيسر ذلك ووجد من هو أهل لها.
* التطبيق التاريخي: طُبِّق هذا الأصل عمليًا، فجميع الخلفاء الراشدين كانوا من قريش، وكذلك خلفاء الدولة الأموية والعباسية.
* الشرط الأهم: ينبغي أن لا يُغفل عن الشرط الأساسي في الإمام، وهو الكفاءة والقدرة على تحمل هذه المسؤولية الجسيمة والعدل والتقوى، فلا يتقدم لها إلا من هو أهل لها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الصغير (٤٢٥)، والحاكم (٤/ ٧٥ - ٧٦)، والبيهقي (٨/ ١٤٣) كلهم من حديث فيض بن الفضل البجلي، حدثنا مسعر بن كدام، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد، عن علي بن أبي طالب .. فذكره. قال الطبراني: «لم يروه عن مسعر إلا فيض».
قال الأعظمي: فيض بن الفضل هو البجلي كوفي أبو محمد روي عن جمع، وروى عنه أبو حاتم الرازي، وعباس بن محمد الدوري وغيرهما.
ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٧/ ٨٨) وقال: سمعت أبي يقول: كتبت عنه سنة مائتين وأربع عشرة. وقال: روى عنه جماعة ذكرهم ومنهم أبوه فمثله لا بأس به في الشواهد.
وأما مسعر بن كدام فهو ثقة ثبت.
واعلم أن حديث «الأئمة من قريش» حديث متواتر يقول الحافظ ابن حجر في الفتح (٧/ ٣٢): «وقد جمعت طرقه عن نحو أربعين صحابيا لما بلغني أن بعض فضلاء العصر ذكر أنه لم يرو إلا
عن أبي بكر الصديق».
قال الأعظمي: هو يقصد به ما روي في معناه كما في أحاديث الصحيحين التي ليس فيها التصريح، ولكن فيها تلميح ولذا لم يخرج أحد من الشيخين بلفظ: «الأئمة من قريش» لأنه ليس على شرطهما.
وأما ما روي عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: كان ناس من ربيعة عند عمرو بن العاص فقال رجل من بكر بن وائل: لتنتهين قريش أو ليجعلن الله هذا الأمر في جمهور من العرب غيرهم فقال عمرو بن العاص: كذبت، سمعت رسول الله ﷺ يقول: «قريش ولاة الناس في الخير والشر إلى يوم القيامة».
فإسناده قوي غير أن قوله: «إلى يوم القيامة» غير محفوظ.
رواه الترمذي (٢٢٢٧)، وأحمد (١٧٨٠٨) كلاهما من طريق شعبة، عن حبيب بن الزبير، قال: سمعت عبد الله بن أبي الهذيل قال .. فذكره. وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب».
وكذلك لا يصح ما روي عن عتبة بن عبد الله أن النبي ﷺ قال: «الخلافة في قريش، والحكم في الأنصار، والدعوة في الحبشة، والهجرة في المسلمين والمهاجرين بعد».
رواه أحمد (١٧٦٥٤)، وابن أبي عاصم في السنة (١١٤٨)، والطبراني في الكبير (١٧/ ١٢١) كلهم من طرق عن إسماعيل بن عياش، ثنا ضمضم بن زرعة - هو الحمصي - عن شريح بن عبيد، عن كثير بن مرة، عن عتبة بن عبد قال .. فذكره.
وفيه إسماعيل بن عياش روايته عن أهل بلده مستقيمة وهذه منها، ولكنه تفرد بهذا السياق من المتن ولم يتابع عليه كما أن في السند شيخه ضمضم بن زرعة مختلف فيه فضعفه أبو حاتم وغيره، ولعل هذه الرواية من أوهامه. والله أعلم.
وبمعناه روي أيضا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «الملك في قريش والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والأمانة في الأزد يعني اليمن». إلا أنه مرسل.
رواه الترمذي (٣٩٣٦)، وابن أبي شيبة (٣٣٠٦٢)، وأحمد (٨٧٦١) كلهم من حديث زيد بن حباب، ثنا معاوية بن صالح، ثنا أبو مريم الأنصاري، عن أبي هريرة قال .. فذكره مرفوعا.
وهذا لفظ الترمذي، وعند ابن أبي شيبة: «والسرعة في اليمن» بدل «والأمانة في الأزد». وعند أحمد الجمع بينهما: «والأذان في الحبشة، والسرعة في اليمن» وقال زيد مرة يحفظه: «والأمانة في الأزد» والحديث هكذا رواه زيد بن حباب مرفوعا من مسند أبي هريرة.
وخالفه عبد الرحمن بن مهدي: فرواه عن معاوية بن صالح، عن أبي مريم الأنصاري عن أبي هريرة نحوه ولم يرفعه. أخرج حديثه الترمذي (٣٩٣٦/ م) وقال: «هذا أصح من حديث زيد بن حباب».
قال الأعظمي: وهو كذلك فعبد الرحمن بن مهدي أحفظ وأتقن من زيد بن حباب فروايته أرجع. والله أعلم.
وفي الباب ما روي عن مسروق قال: كنا جلوسا عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا القرآن فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله ﷺ كم تملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال عبد الله بن مسعود: ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك ثم قال نعم، ولقد سألنا رسول الله ﷺ فقال: «اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل».
رواه أحمد (٣٧٨١)، والبزار (كشف الأستار ١٨٥٧)، والحاكم (٤/ ٥٠١) من طريق حماد بن زيد، عن المجالد، عن الشعبي، عن مسروق .. فذكره.
وفي إسناده مجالد وهو ابن سعيد الهمداني ضعبف باتفاق أهل العلم.
وقال البزار: لا نعلم له إسنادا عن عبد الله أحسن من هذا على أن مجالدًا تكلم فيه أهل العلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 103 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الأئمة من قريش

  • 📜 حديث: الأئمة من قريش

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الأئمة من قريش

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الأئمة من قريش

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الأئمة من قريش

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب