حديث: عمر بن الخطاب: وددت أني نجوت منها كفافا لا لي ولا علي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ليس للاستخلاف طريق خاص

عن عبد الله بن عمر قال: قيل لعمر: ألا تستخلف؟ قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله ﷺ، فأثنوا عليه فقال: راغب راهب، وددت أني نجوتُ منها كفافا لا لي ولا علي، لا أتحملها حيا ولا ميتا.

متفق عليه: رواه البخاري في الأحكام (٧٢١٨)، ومسلم في الإمارة (١٨٢٣: ١١) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر فذكره.

عن عبد الله بن عمر قال: قيل لعمر: ألا تستخلف؟ قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله ﷺ، فأثنوا عليه فقال: راغب راهب، وددت أني نجوتُ منها كفافا لا لي ولا علي، لا أتحملها حيا ولا ميتا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث:


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قيل لعمر: ألا تستخلف؟ قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأثنوا عليه فقال: راغب راهب، وددت أني نجوتُ منها كفافا لا لي ولا علي، لا أتحملها حيا ولا ميتا.
رواه البخاري في صحيحه.


1. شرح المفردات:


● تستخلف: تعين خليفة من بعدك.
● أثنوا عليه: مدحوه وأطرَوْا عليه.
● راغب راهب: الراغب هو الطامع المتطلع إلى الشيء، والراهب هو الخائف منه. أي أن الناس بين راغب في الخلافة وراهب منها.
● كفافا: يعني بخير وسلامة، من غير زيادة ولا نقصان.
● لا لي ولا علي: لا ثواب لي فيها ولا إثم عليّ بسببها.
● لا أتحملها حيا ولا ميتا: لا أريد أن أتحمل تبعاتها وأثقالها في حياتي ولا بعد مماتي.


2. شرح الحديث:


كان هذا الموقف من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما سأله بعض الصحابة عن عدم تعيينه لخليفة من بعده، كما فعل أبو بكر الصديق من قبله.
فأجابهم رضي الله عنه بإجابة حكيمة تبين مدى خشيته من الله وحرصه على الأمة، فقال:
● "إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر": أي لو أني عينت خليفة كما فعل سيدي أبو بكر رضي الله عنه، فهو قد فعل ذلك وهو خير مني، فلا عيب في أن أقتدي به.
● "وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم": أي لو أني تركت الأمر دون تعيين خليفة، فقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم - وهو خير الخلق - الأمر دون تعيين، فليس في ذلك مخالفة.
فلما رأى الصحابة حكمته وورعه في هذا الجواب "أثنوا عليه"، أي مدحوه على هذا التحرّي والدقة.
فرد عليهم بقوله: "راغب راهب"، أي أنتم تمدحونني ولكن الأمر ليس بالسهل، فالناس تجاه الخلافة صنفان: راغب فيها يطلبها لحظ نفسه، وراهب يفر منها خوفًا من تحمل أعبائها وتبعاتها.
ثم بين مشاعره العميقة تجاه هذا المنصب الجليل بقوله: "وددت أني نجوتُ منها كفافا لا لي ولا علي"، أي أتمنى أن أخرج من مسئولية الخلافة سالمًا بريئًا، لا أأخذ عليها ثوابًا خاصًا (لأنها أمانة ومسئولية) ولا أحمل إثمًا بسبب تقصيري فيها.
وقوله: "لا أتحملها حيا ولا ميتا"، تأكيد على عظم المسئولية وأنه يخشى أن تتبع هذه الأمانة العظيمة حتى بعد موته، إن كان هناك تقصير أو خطأ في اختيار من يلي أمر المسلمين.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الورع والتقوى في تحمل المسئوليات: يظهر من كلام عمر رضي الله عنه خوفه الشديد من الله تعالى، وحرصه على عدم التقصير في الأمانة، مما يجعله قدوة لكل من يتولى أمرًا من أمور المسلمين.
2- الحكمة في اتخاذ القرارات: لم يبادر عمر رضي الله عنه إلى التعيين أو تركه، بل وزن الأمر بميزان دقيق، ورأى أن كلا الأمرين له سابقة من الخير.
3- الخلافة أمانة وليست مغنما: يعلمنا عمر أن المناصب لا ينبغي أن تُطلب لذاتها، بل هي أعباء وتكاليف، يحاسب عليها الإنسان يوم القيامة.
4- الاقتداء بالسابقين: استدل عمر بفعل أبي بكر والنبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على وجوب النظر في سير الصالحين والأخذ بما فيه مصلحة الأمة.
5- مشورة أهل الرأي: الحوار الذي دار بين عمر والصحابة يدل على أهمية المشورة في أمور الدولة المصيرية.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الموقف يدل على سمو أخلاق القادة الأوائل، وحرصهم على مصلحة الرعية.
- استشهاد عمر بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر يدل على أن الاجتهاد في الأمور العامة يجب أن يكون within الإطار الشرعي.
- في النهاية، أوصى عمر رضي الله عنه بالستة المبشرين بالجنة وترك الأمر شورى بينهم، مما يدل على حكمته البالغة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأحكام (٧٢١٨)، ومسلم في الإمارة (١٨٢٣: ١١) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن ابن عمر فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 106 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عمر بن الخطاب: وددت أني نجوت منها كفافا لا لي ولا علي

  • 📜 حديث: عمر بن الخطاب: وددت أني نجوت منها كفافا لا لي ولا علي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عمر بن الخطاب: وددت أني نجوت منها كفافا لا لي ولا علي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عمر بن الخطاب: وددت أني نجوت منها كفافا لا لي ولا علي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عمر بن الخطاب: وددت أني نجوت منها كفافا لا لي ولا علي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب