حديث: أبايعك على سنة الله ورسوله، والخليفتين من بعده

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ليس للاستخلاف طريق خاص

عن المسور بن مخرمة: أن الرهط الذين ولاهم عمر، اجتمعوا فتشاوروا، فقال لهم عبد الرحمن: لست بالذي أنافسكم على هذا الأمر، ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم، فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن، فلما ولّوا عبد الرحمن أمرهم، فمال الناس على عبد الرحمن حتى ما أرى أحدًا من الناس يتبع أولئك الرهط، ولا يطأ عقبه ومال
الناس على عبد الرحمن يشاورونه تلك الليالي، حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا منها، فبايعنا عثمان.
قال المسور: طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل، فضرب الباب حتى استيقظت فقال: أراك نائما، فوالله ما اكتحلت هذه الليلة بكبير نوم، انطلق، فادع الزبير وسعدًا فدعوتهما له فشاورهما، ثم دعاني فقال: ادع لي عليا، فدعوته، فناجاه حتى ابهار الليل، ثم قام على من عنده وهو على طمع، وقد كان عبد الرحمن يخشي من علي شيئًا، ثم قال: ادع لي عثمان، فدعوته، فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح، فلما صلى للناس الصبح، واجتمع أولئك الرهط عند المنبر، فأرسل إلى من كان حاضرًا من المهاجرين والأنصار، وأرسل إلى أمراء الأجناد، وكانوا وافوا تلك الحجة مع عمر، فلما اجتمعوا تشهّد عبد الرحمن، ثم قال: أما بعد! يا علي، إني قد نظرت في أمر الناس، فلم أرهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلنَّ على نفسك سبيلا، فقال: أبايعك على سنة الله ورسوله، والخليفتين من بعده، فبايعه عبد الرحمن، وبايعه الناس المهاجرون، والأنصار، وأمراء الأجناد، والمسلمون».

صحيح: رواه البخاري في الأحكام (٧٢٠٧) عن عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية، عن مالك، عن الزهري، أن حميد بن عبد الرحمن، أخبره أن المسور بن مخرمة أخبره .

عن المسور بن مخرمة: أن الرهط الذين ولاهم عمر، اجتمعوا فتشاوروا، فقال لهم عبد الرحمن: لست بالذي أنافسكم على هذا الأمر، ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم، فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن، فلما ولّوا عبد الرحمن أمرهم، فمال الناس على عبد الرحمن حتى ما أرى أحدًا من الناس يتبع أولئك الرهط، ولا يطأ عقبه ومال
الناس على عبد الرحمن يشاورونه تلك الليالي، حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا منها، فبايعنا عثمان.
قال المسور: طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل، فضرب الباب حتى استيقظت فقال: أراك نائما، فوالله ما اكتحلت هذه الليلة بكبير نوم، انطلق، فادع الزبير وسعدًا فدعوتهما له فشاورهما، ثم دعاني فقال: ادع لي عليا، فدعوته، فناجاه حتى ابهار الليل، ثم قام على من عنده وهو على طمع، وقد كان عبد الرحمن يخشي من علي شيئًا، ثم قال: ادع لي عثمان، فدعوته، فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح، فلما صلى للناس الصبح، واجتمع أولئك الرهط عند المنبر، فأرسل إلى من كان حاضرًا من المهاجرين والأنصار، وأرسل إلى أمراء الأجناد، وكانوا وافوا تلك الحجة مع عمر، فلما اجتمعوا تشهّد عبد الرحمن، ثم قال: أما بعد! يا علي، إني قد نظرت في أمر الناس، فلم أرهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلنَّ على نفسك سبيلا، فقال: أبايعك على سنة الله ورسوله، والخليفتين من بعده، فبايعه عبد الرحمن، وبايعه الناس المهاجرون، والأنصار، وأمراء الأجناد، والمسلمون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3698) من رواية المسور بن مخرمة رضي الله عنه، يروي قصة اختيار عثمان بن عفان رضي الله عنه للخلافة بعد استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وهذا حديث عظيم في بابه، فيه بيان منهج الشورى في الإسلام، وسأشرحه لكم مفصلاً إن شاء الله.

أولاً. شرح المفردات:


● الرهط: الجماعة من ثلاثة إلى عشرة.
● ولاهم عمر: جعلهم أهل الشورى للخلافة من بعده.
● أنافسكم: أتنافس معكم وأطالب بالخلافة.
● يتبع أولئك الرهط: يذهب إليهم ليبايعهم أو يشاورهم.
● لا يطأ عقبه: لا يتبعه أحد.
● اكتحلت: نمت.
● ابهار الليل: معظم الليل.
● على طمع: على أمل في الخلافة.
● فرق بينهما المؤذن: فصل بينهما أذان الفجر.
● تشهّد: قال "أشهد أن لا إله إلا الله".
● لا تجعلن على نفسك سبيلا: لا تفتح على نفسك طريقاً للذم أو اللوم.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف المسور بن مخرمة رضي الله عنه أحداث الأيام التي تلت استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث أوصى بأن تكون الخلافة في ستة من كبار الصحابة هم: عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، سعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم أجمعين.
اجتمع هؤلاء الستة للتشاور، فتخلى عبد الرحمن بن عوف عن حقه في الترشح، وتفرغ لاختيار الأفضل amongهم. وقد قبل الصحابة ذلك، ووكلوا إليه الأمر.
ثم يصف كيف أن الناس تركوا باقي أهل الشورى واجتمعوا على عبد الرحمن بن عوف يستشيرونه ويستفتونه، مما يدل على مكانته وثقته فيهم.
وفي الليلة الفاصلة، بذل عبد الرحمن جهداً عظيماً، فلم ينم الليل، واستدعى كبار الصحابة واحداً تلو الآخر، واستشارهم، واستطلع آراءهم، وتحدث مع علي رضي الله عنه طويلاً، ثم مع عثمان رضي الله عنه حتى أذان الفجر.
وفي الصباح، جمع الناس وخطب فيهم، ثم خاطب علياً رضي الله عنه مباشرة قائلاً: "إني قد نظرت في أمر الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان" أي لم أجد الناس يساوون بينك وبين عثمان بل يفضلون عثمان، ثم نصحه بقوله: "فلا تجعلن على نفسك سبيلا" أي لا تفتح على نفسك باباً للذم أو اللوم بالمطالبة بما ليس لك.
فاستجاب علي رضي الله عنه بكل سماحة ومسلماً لأمر الله، فبايعه على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده (أي أبي بكر وعمر)، فتابعه الناس على ذلك.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- رفعة الأخلاق: تواضع عبد الرحمن بن عوف وتخليه عن حقه في الخلافة رغم أهليته لها.
2- مشروعية الشورى: بيان منهج الشورى في الإسلام وكيفية تطبيقه عملياً.
3- الجهد في البحث عن الأصلح: حرص عبد الرحمن على السهر والاستقصاء والاستشارة قبل اتخاذ القرار.
4- السماحة والطاعة: استجابة علي رضي الله عنه وسلمانه لأمر الأمة وعدم إثارة الفتنة.
5- وحدة الأمة: سرعة مبايعة الجميع بعد اتخاذ القرار، مما يحقق الوحدة والاستقرار.
6- الحكمة في التعامل: حكمة عبد الرحمن في خطابه لعلي رضي الله عنه ونصحه له بلطف.

رابعاً. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على مكانة عبد الرحمن بن عوف وعلمه وعدالته حتى وكل إليه أمر اختيار الخليفة.
- فيه بيان فضل عثمان رضي الله عنه ومحبة الناس له.
- يؤكد على أن الخلافة ليست بالوراثة ولا بالقوة، بل بالشورى واختيار الأفضل.
- يظهر حرص الصحابة على جمع كلمة المسلمين ووحدة صفهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأحكام (٧٢٠٧) عن عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية، عن مالك، عن الزهري، أن حميد بن عبد الرحمن، أخبره أن المسور بن مخرمة أخبره .. فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 109 من أصل 132 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أبايعك على سنة الله ورسوله، والخليفتين من بعده

  • 📜 حديث: أبايعك على سنة الله ورسوله، والخليفتين من بعده

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أبايعك على سنة الله ورسوله، والخليفتين من بعده

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أبايعك على سنة الله ورسوله، والخليفتين من بعده

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أبايعك على سنة الله ورسوله، والخليفتين من بعده

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب