حديث: استأذن عمر بن الخطاب في الدفن مع صاحبيه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ليس للاستخلاف طريق خاص
صحيح: رواه البخاري في الزكاة (١٣٩٢) عن قتيبة، حدثنا جرير بن عبد الحميد حدثنا حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن ميمون الأودي .
![عن عمرو بن ميمون الأودي قال: رأيت عمر بن الخطاب ﵁ قال: يا عبد الله بن عمر اذهب إلى أم المؤمنين عائشة ﵂ فقل: يقرأ عمر بن الخطاب عليك السلام، ثم سلْها أن أدفن مع صاحبيَّ قالت: كنت أريده لنفسي، فلأوثرنه اليوم على نفسي، فلما أقبل قال له: ما لديك؟ قال: أذنت لك يا أمير المؤمنين قال: ما كان شيء أهم إلي من ذلك المضجع، فإذا قبضت فاحملوني، ثم سلموا، ثم قل: يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت لي فادفنوني وإلا فردوني إلى مقابر المسلمين إني لا أعلم أحدًا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله ﷺ وهو عنهم راض، فمن استخلفوا بعدي فهو الخليفة، فاسمعوا له وأطيعوا فسمي عثمان، وعليا، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وولج عليه شاب من الأنصار فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله كان لك من القدم في الإسلام ما قد علمت، ثم استخلفت فعدلت، ثم الشهادة بعد هذا كله فقال: ليتني يا ابن أخي وذلك كفافا لا علي ولا لي، أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين خيرًا أن يعرف لهم حقهم، وأن يحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيرًا ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ﴾ [الحشر: ٩] أن يقبل من محسنهم ويعفي عن مسيئهم. وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله ﷺ أن يوفي لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم». عن عمرو بن ميمون الأودي قال: رأيت عمر بن الخطاب ﵁ قال: يا عبد الله بن عمر اذهب إلى أم المؤمنين عائشة ﵂ فقل: يقرأ عمر بن الخطاب عليك السلام، ثم سلْها أن أدفن مع صاحبيَّ قالت: كنت أريده لنفسي، فلأوثرنه اليوم على نفسي، فلما أقبل قال له: ما لديك؟ قال: أذنت لك يا أمير المؤمنين قال: ما كان شيء أهم إلي من ذلك المضجع، فإذا قبضت فاحملوني، ثم سلموا، ثم قل: يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت لي فادفنوني وإلا فردوني إلى مقابر المسلمين إني لا أعلم أحدًا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله ﷺ وهو عنهم راض، فمن استخلفوا بعدي فهو الخليفة، فاسمعوا له وأطيعوا فسمي عثمان، وعليا، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وولج عليه شاب من الأنصار فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله كان لك من القدم في الإسلام ما قد علمت، ثم استخلفت فعدلت، ثم الشهادة بعد هذا كله فقال: ليتني يا ابن أخي وذلك كفافا لا علي ولا لي، أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين خيرًا أن يعرف لهم حقهم، وأن يحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيرًا ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ﴾ [الحشر: ٩] أن يقبل من محسنهم ويعفي عن مسيئهم. وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله ﷺ أن يوفي لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم».](img/Hadith/hadith_7605.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم يروي لنا اللحظات الأخيرة من حياة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن طعنه المجوسي أبو لؤلؤة، وفيه من الدروس والعبر ما ينبغي لكل مسلم أن يتأمل فيه.
أولاً. شرح المفردات:
● أوثرنه: أفضله وأختاره.
● المضجع: مكان الدفن، والمقصود هنا القبر.
● فإذا قبضت: إذا مت.
● كفافا: ما يسد الحاجة ويكفي بدون زيادة.
● ذمة الله وذمة رسوله: عهد الله وعهد رسوله، والمقصود حقوق غير المسلمين المعاهدين.
ثانيًا. شرح الحديث:
يبدأ الحديث بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرسل ابنه عبد الله إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ليستأذنها في الدفن بجوار النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وكانت عائشة رضي الله عنها قد خصصت ذلك المكان لنفسها، لكنها آثرت عمر رضي الله عنه على نفسها.
ثم يوصي عمر رضي الله عنه بأنه إذا مات فليحمل إلى الباب ويسألوا الإذن، فإن أذنت فليدخلوا، وإلا فليدفن في مقابر المسلمين. وهذا يدل على تواضعه العظيم وأدبه مع بيت النبوة.
ثم يذكر عمر رضي الله عنه أن الخلافة بعدة يجب أن تكون في أحد الستة الذين توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، وهم: عثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أجمعين.
ثم يدخل عليه شاب من الأنصار فيبشره بالشهادة، لكن عمر رضي الله عنه يتمنى أن يكون ذلك كفافًا لا عليه ولا له، مما يدل على خوفه من الله وتوقيره للحساب.
وأخيرًا يوصي عمر رضي الله عنه الخليفة بعده بثلاث وصايا عظيمة:
1- وصية بالمهاجرين الأولين: أن يعرف لهم حقهم ويحفظ حرمتهم.
2- وصية بالأنصار: أن يقبل من محسنهم ويعفو عن مسيئهم.
3- وصية بأهل الذمة: أن يوفي بعهدهم، ويقاتل من ورائهم، ولا يكلفهم فوق طاقتهم.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- الأدب مع أهل بيت النبوة: تواضع عمر وأدبه في الاستئذان للدفن بجوار النبي صلى الله عليه وسلم.
2- الشورى في اختيار الحاكم: تحديد عمر للستة الذين يجب أن يكون الخليفة منهم.
3- الخوف من الله حتى في لحظات الموت: تمني عمر أن تكون شهادته كفافًا لا عليه ولا له.
4- العدل والرحمة بالرعية: وصيته بالمهاجرين والأنصار وأهل الذمة.
5- الحقوق والواجبات: التأكيد على حقوق الفئات المختلفة في المجتمع الإسلامي.
رابعًا. معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- استشهد عمر رضي الله عنه في سنة 23 هـ بعد أن طعنه أبو لؤلؤة المجوسي.
- دفن عمر رضي الله عنه في حجرة عائشة بجوار النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق رضي الله عنه.
نسأل الله أن يرزقنا الاقتداء بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يجمعنا بهم في جنات النعيم.
والله أعلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 108 من أصل 132 حديثاً له شرح
- 83 ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبدا
- 84 أشد الناس عذابا أشدهم عذابا في الدنيا للناس
- 85 من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة فاضربوه بالسيف
- 86 من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته
- 87 إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما
- 88 أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يمرقون من الدين كما يمرق السهم
- 89 يخرجون على حين فرقة من الناس
- 90 بعث علي إلى النبي بذهيبة فقسمها بين الأربعة
- 91 يخرج قوم يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم
- 92 إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه...
- 93 الناس تبع لقريش في هذا الأمر
- 94 الناس تبع لقريش في هذا الشأن
- 95 إن لي على قريش حقا وإن لقريش عليكم حقا
- 96 هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان
- 97 الناس تبع لقريش في الخير والشر
- 98 لا يزال أمر الناس ماض ما وليهم اثنا عشر رجلا
- 99 اثنا عشر خليفة كلهم من قريش
- 100 خلافة على منهاج النبوة بعد الملك العاض والجبرية
- 101 الأئمة من قريش إذا استرحموا رحموا
- 102 الأمراء من قريش ما عملوا فيكم بثلاث
- 103 الأئمة من قريش
- 104 خيار أئمة قريش خيار أئمة الناس
- 105 خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء
- 106 عمر بن الخطاب: وددت أني نجوت منها كفافا لا لي...
- 107 عَنْ ابْنِ عُمَرَ: إِنَّ اللَّهَ يَحْفَظُ وَإِنِّي لَئِنْ لَا أَسْتَخْلِفُ...
- 108 استأذن عمر بن الخطاب في الدفن مع صاحبيه
- 109 أبايعك على سنة الله ورسوله، والخليفتين من بعده
- 110 استأذن عمر بن الخطاب بعد وفاته للدخول على الصحابة
- 111 إن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة
- 112 لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها
- 113 من عصم الله تعالى فهو المعصوم
- 114 من وقي بطانة السوء فقد وقي
- 115 من ولي شيئا من أمور المسلمين فله بطانتان
- 116 إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق
- 117 من استعملناه على عمل فليجيء بقليله وكثيره
- 118 أعجزتم إذ بعثت رجلا منكم فلم يمض لأمري
- 119 هذا لك وهذا لي
- 120 خذ ما جاءك من المال وأنت غير مشرف ولا سائل
- 121 من استطاع أن لا يحال بينه وبين الجنة فليفعل
- 122 قيس بن سعد بمنزلة صاحب الشرط من الأمير
- 123 نساء كاسيات عاريات لا يدخلن الجنة
- 124 اتخاذ النبي ﷺ خاتمًا من فضة نقشه محمد رسول الله
- 125 محمد رسول الله نقش خاتم النبي ﷺ
- 126 بعث رسول الله أسامة بن زيد وأمّره على الجيش
- 127 سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين بقباء
- 128 القرآن يرفع أقواما ويضع آخرين
- 129 «ارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم»
- 130 أمرني رسول الله فتعلمت كتاب يهود
- 131 جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق
- 132 هلا جلست في بيت أبيك وبيت أمك حتى تأتيك هديتك
معلومات عن حديث: استأذن عمر بن الخطاب في الدفن مع صاحبيه
📜 حديث: استأذن عمر بن الخطاب في الدفن مع صاحبيه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: استأذن عمر بن الخطاب في الدفن مع صاحبيه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: استأذن عمر بن الخطاب في الدفن مع صاحبيه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: استأذن عمر بن الخطاب في الدفن مع صاحبيه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








