حديث: سابق رسول الله ﷺ بين الخيل التي قد أضمرت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب السبق بين الخيل وإعدادها للجهاد

عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله ﷺ سابق بين الخيل التي قد أضمرت من الحفياء، وكان أمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق وأن عبد الله بن عمر كان ممن سابق بها.
وزاد في رواية: قال عبد الله يعني ابن عمر: فجئتُ سابقًا، فطفّف بي الفرس المسجد.

متفق عليه: رواه مالك في الجهاد (٤٥) عن نافع، عن عبد الله، فذكره.

عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله ﷺ سابق بين الخيل التي قد أضمرت من الحفياء، وكان أمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق وأن عبد الله بن عمر كان ممن سابق بها.
وزاد في رواية: قال عبد الله يعني ابن عمر: فجئتُ سابقًا، فطفّف بي الفرس المسجد.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه وغيره من أئمة الحديث:

الحديث:


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ سابق بين الخيل التي قد أضمرت من الحفياء، وكان أمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق، وأن عبد الله بن عمر كان ممن سابق بها. وزاد في رواية: قال عبد الله يعني ابن عمر: فجئتُ سابقًا، فطفّف بي الفرس المسجد.


1. شرح المفردات:


● سابق: أي أجرى سباقًا بين الخيل.
● أضمرت: أي هيئت للإضمار، والإضمار هو تهيئة الخيل للسباق بتخفيف غذائها وتدريبها حتى تنحف وتقوى على العدو.
● الحفياء: مكان معروف قرب المدينة المنورة.
● أمدها: نهاية مسافة السباق.
● ثنية الوداع: مكان معروف عند مدخل المدينة من جهة مكة، حيث كان المسافرون يودعون منها.
● مسجد بني زريق: مسجد في المدينة ينسب إلى قبيلة بني زريق من الأنصار.
● طفّف بي الفرس: أي جعل الفرس يعدو بي بقوة وسرعة حتى تجاوز المسجد.


2. شرح الحديث:


في هذا الحديث يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ نظم سباقًا بين الخيل، وقسمها إلى فئتين:
● الخيل المضمرة: وهي التي تم تدريبها وتجهيزها للسباق، وبدأ السباق بها من "الحفياء" إلى "ثنية الوداع".
● الخيل غير المضمرة: وهي التي لم تُهيأ للسباق، وبدأ سباقها من "ثنية الوداع" إلى "مسجد بني زريق".
وكان عبد الله بن عمر من المشاركين في هذا السباق، حيث ركب فرسًا من الخيل غير المضمرة، ففاز في السباق، وكانت قوة فرسه كبيرة حتى أنه تجاوز مسجد بني زريق (نهاية السباق) بسبب سرعته.


3. الدروس المستفادة منه:


1- مشروعية المسابقة بالخيل: فقد فعلها النبي ﷺ بنفسه، مما يدل على جوازها وحتى استحبابها؛ لأنها تدرب المسلمين على الاستعداد للجهاد والدفاع عن الإسلام.
2- التفريق بين الخيل المدربة وغير المدربة: وهذا يدل على الحكمة والعدل في التنافس، بحيث لا تختلط المقاييس، ويُعطى كل نوع حقه.
3- تشجيع الرياضة النافعة: المسابقة بالخيل من الرياضات التي تفيد في تقوية الأبدان والاستعداد للجهاد، وهي من سنن الأنبياء والمرسلين.
4- الاهتمام بتربية الخيل والإعداد: فقد كان النبي ﷺ يحث على الاعتناء بالخيل، كما في قوله: "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة" (متفق عليه).
5- روح التنافس الشريف: المشاركة في السباق والفوز به يدل على جواز التنافس في الأمور المباحة، بل واستحبابه إذا كان يقوي الأمة ويخدم أهدافها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على حرص النبي ﷺ على تطبيق السنن العملية، وإشرافه بنفسه على بعض الأمور التي تهم الأمة.
- المسافة بين الحفياء وثنية الوداع كانت حوالي 6 أميال، وبين الثنية ومسجد بني زريق حوالي ميل، مما يدل على أن المسافات كانت تختلف حسب نوع الخيل.
- مشاركة عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في السباق تدل على حرص الصحابة على الاقتداء بالنبي ﷺ وعلى المشاركة في كل ما يقوي الأمة.
- يستفاد من الحديث أيضًا أن الفروسية والعدو بالخيل من الأمور المحمودة في الإسلام، خاصة إذا كانت للاستعداد للجهاد.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الجهاد (٤٥) عن نافع، عن عبد الله، فذكره.
ورواه البخاريّ في الصّلاة (٤٢٠)، ومسلم في الإمارة (١٨٧٠: ٩٥) كلاهما من طريق مالك به مثله.
والزيادة لمسلم من وجه آخر عن نافع.
ورواه البخاريّ في الجهاد والسير (٢٨٦٨) من طريق سفيان، عن عبيد الله، عن نافع به. وزاد: قال سفيان: بين الحفياء إلى ثنية الوداع خمسةُ أميال أو ستة، وبين ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق ميل.
والميل يقدر بأربعة آلف ذراع أي بما يساوي ١.٦٠٠ كم.
قال ابن عبد البر: «فطفف بي الفرس المسجد» أي جاوز بي المسجد الذي كان هو الغاية، هو أصل التطفيف مجاوزة الحد. نقله ابن حجر في الفتح (٦/ ٧٢).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 247 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سابق رسول الله ﷺ بين الخيل التي قد أضمرت

  • 📜 حديث: سابق رسول الله ﷺ بين الخيل التي قد أضمرت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سابق رسول الله ﷺ بين الخيل التي قد أضمرت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سابق رسول الله ﷺ بين الخيل التي قد أضمرت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سابق رسول الله ﷺ بين الخيل التي قد أضمرت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب