أكان رسول الله يراهن على الخيل؟

حديث: أكان رسول الله يراهن على الخيل؟

عن أبي لبيد قال: أرسلت الخيل زمن الحجاج، والحكم بن أيوب أمير على البصرة، قال: فأتينا الرهان، فلمّا جاءت الخيل، قلنا: لو ملنا إلى أنس بن مالك فسألناه: أكنتم تراهنون على عهد رسول الله ﷺ؟ فأتيناه وهو في قصره في الزاوية، فسألناه، فقلنا: يا أبا حمزة، أكنتم تراهنون على عهد رسول الله ﷺ؟ أكان رسول الله ﷺ يراهن؟ قال: نعم، والله لقد راهن رسول الله ﷺ على فرس له يقال له: سبحة، فسبق الناس، فانتشى لذلك، وأعجبه».

حسن: رواه أحمد (١٣٦٨٩، ١٢٦٢٧)، والدارمي (٢٤٧٤)، والدارقطني (٤/ ٣٠١)،
والبيهقي (١٠/ ١٢) من طرق عن سعيد بن زيد قال: حَدَّثَنِي الزُّبير بن الخريت، عن أبي لبيد لمازة بن زبّار قال فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:

1. شرح المفردات:

● أرسلت الخيل: أي أُعدت الخيل للمسابقة والسباق.
● الرهان: هو العوض أو الجعل الذي يُجعل للفائز في السباق.
● انتشى: فرح وسُرّ واغتبط.
● سبحة: اسم فرس النبي ﷺ.
● في الزاوية: مكان معروف في البصرة كان يسكنه أنس رضي الله عنه.

2. شرح الحديث:

يحدثنا الصحابي أبو لبيد عن وقائع حدثت في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان الحكم بن أيوب واليًا على البصرة. فقد أُعدت الخيل للمسابقة، فلما حضرت الخيل قال القوم: لو ذهبنا إلى أنس بن مالك رضي الله عنه - وكان من آخر الصحابة موتًا بالبصرة - وسألناه: هل كان الصحابة يراهنون على الخيل في عهد النبي ﷺ؟ وهل كان النبي ﷺ نفسه يراهن؟
فذهبوا إليه في قصره وسألوه، فأجابهم بأن النبي ﷺ راهن على فرسه "سبحة" فسبق، ففرح بذلك وأعجبه.

3. الدروس المستفادة:

- جواز الرهان في المسابقات المباحة كسباق الخيل والإبل والسهام بشروطها المعروفة في الشريعة، وهي أن يكون الرهان من المتسابقين أنفسهم لا من غيرهم، وأن يكون في شيء مباح.
- بيان أن النبي ﷺ كان يشارك في مثل هذه المسابقات؛ تواضعًا وتحبيبًا للناس في الأمور المباحة، وتأكيدًا على أهمية التدريب والاستعداد في أمور تنفع الأمة كاستعداد الخيل للجهاد.
- الفرح بالتفوق والنجاح أمر فطري، وقد ظهر ذلك من فرح النبي ﷺ بفوز فرسه، وهو يدل على أن الفرح بالإنجازات المباحة من الأمور المحمودة.
- حرص الصحابة والتابعين على التأكد من أحكام الشرع بالسؤال عن فعل النبي ﷺ وأصحابه، وهذا من اتباع السنة والحرص على الاقتداء به ﷺ.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وصححه الألباني.
- المقصود بالرهان هنا هو الجعل المباح في السباق، وهو ما يسميه الفقهاء "الجعالة" في السبق، وهو جائز بشرط أن يكون من المتسابقين أنفسهم.
- كان النبي ﷺ يحب الخيل ويرتبط بها، وقد سمى بعض خيله، كما في هذا الحديث "سبحة"، وكان له فرس آخر يسمى "اللحيف".
- هذا الحديث من الأدلة على أن النبي ﷺ كان يعيش حياة طبيعية بين أصحابه، يفرح ويحزن، ويمارس الحياة بما يتناسب مع الشريعة، مما يظهر سماحة الإسلام وواقعيته.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الاتباع الكامل لسنة نبيه ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٣٦٨٩، ١٢٦٢٧)، والدارمي (٢٤٧٤)، والدارقطني (٤/ ٣٠١)،
والبيهقي (١٠/ ١٢) من طرق عن سعيد بن زيد قال: حَدَّثَنِي الزُّبير بن الخريت، عن أبي لبيد لمازة بن زبّار قال فذكره. واللّفظ لأحمد.
وإسناده حسن من أجل سعيد بن زيد وأبي لبيد فإنهما حسنا الحديث.
وقال ابن القيم: «وهو حديث جيد الإسناد». الفروسية (ص ١٦٦).

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 248 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أكان رسول الله يراهن على الخيل؟

📜 حديث: أكان رسول الله يراهن على الخيل؟

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أكان رسول الله يراهن على الخيل؟

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أكان رسول الله يراهن على الخيل؟

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أكان رسول الله يراهن على الخيل؟

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية