أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم

حديث: أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «فُضّلتُ على الأنبياء بستٍّ: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون».

صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٢٣: ٥) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة .

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. حديث أبي هريرة رضي الله عنه هذا من الأحاديث العظيمة التي بينت فضل نبينا محمد ﷺ ومكانته عند ربه، وما خصه الله به من الخصائص التي لم تُعط لنبي قبله.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث، أقدمه على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:

● فُضّلتُ: أي زُدت وامتزت عن غيري بالفضل والخصائص.
● بستّ: بست خصال أو أمور.
● جوامع الكلم: الكلمات القليلة اللفظ، الجامعة للمعاني الكثيرة الواسعة.
● نُصرت بالرعب: أي أن الله ينزل الرعب في قلوب أعدائي من مسيرة شهر.
● أُحلت لي الغنائم: أباح الله لي وأمتي أخذ غنائم الحرب، بعد أن كانت محرمة على الأمم السابقة.
● جُعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا: أي أن الأرض كلها جعلت طاهرة يتيمم بها إذا عدم الماء، وجعلت مكانًا للصلاة حيث أدركتني.
● أُرسلت إلى الخلق كافة: إلى جميع الناس، من الإنس والجن، عربهم وعجمهم.
● خُتم بي النبيون: أي أني آخر الأنبياء، فلا نبي بعدي.

ثانيًا. شرح الحديث:

يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن الله تعالى قد منَّ عليه وخصه بست خصال عظيمة، لم يجمعها لنبي قبله، مما يدل على علو قدره ورفعة منزلته عند ربه. وهذه الخصال الست هي:
1- أعطيت جوامع الكلم: فقد كان ﷺ يعبر عن المعاني الكبيرة العظيمة بأقل الألفاظ وأوجزها، مما يسهل حفظها وفهمها. ومن الأمثلة على ذلك قوله ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات»، وقوله: «البر حسن الخلق»، وقوله: «الدين النصيحة». فهذه كلمات قليلة تحتها بحور من المعاني والعلوم.
2- نصرت بالرعب: وهي معجزة عسكرية، حيث يلقى الله الرعب في قلوب أعدائه من مسافة شهر قبل أن يصلوا إليه أو إلى بلاده. فكان الأعداء يخافون منه ويجزعون حتى قبل لقائه في ساحة القتال. قال تعالى: {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ}.
3- أحلت لي الغنائم: كانت الغنائم في الشرائع السابقة محرمة، وكانوا إذا غنموا شيئاً جاءت نار من السماء فأكلتها. فأحل الله الغنائم لنبينا ﷺ ولأمته، فجعلها لهم طيبةً حلالاً، تقويةً لهم على الجهاد في سبيل الله.
4- جعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا: هذه خاصية عظيمة لتيسير الصلاة على هذه الأمة.
● طهورًا: أي أن الأرض كلها إذا عدم الماء أصبحت طاهرة يتيمم بها، بضرب الكفين عليها ثم مسح الوجه واليدين.
● مسجدًا: أي أن الأرض كلها جعلت مكانًا للصلاة صالحًا، حيث أدركت المسلم الصلاة، فلا تشترط المساجد المبينة فقط، خلافًا للأمم السابقة التي لا تصلي إلا في كنائسها أو معابدها المخصصة.
5- أرسلت إلى الخلق كافة: كانت رسالة كل نبي قبله خاصة بقومه وفترة زمنية معينة. أما نبينا محمد ﷺ فقد بعثه الله رسولاً إلى جميع الثقلين: الإنس والجن، والعرب والعجم، والأبيض والأسود، إلى قيام الساعة. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}.
6- ختم بي النبيون: فهو ﷺ خاتم الأنبياء والمرسلين، فلا نبي بعده أبدًا. وبه تمت حلقات النبوة، واكتمل دين الله، وبلغت الرسالة غايتها. قال تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:

1- عظم منزلة النبي ﷺ وعلو قدره: فاختصاصه بهذه الخصائص دليل على أنه سيد ولد آدم، وأكرم الخلق على الله.
2- التيسير على هذه الأمة: منح الله هذه الخصائص مما ييسر على الأمة أمور دينها ودنيها، كالتيمم والصلاة في أي مكان، وأكل الغنائم.
3- شمولية الإسلام وعالميته: فهو الدين الخاتم، الصالح لكل زمان ومكان، والموجه لجميع البشر.
4- الحث على حفظ السنة النبوية: لأنها صدرت عن صاحب جوامع الكلم، فيجب العناية بها وفهمها.
5- الثقة بنصر الله: فالأمة تنصر بتأييد الله لها، وإلقاء الرعب في قلوب أعدائها.

رابعًا. معلومات إضافية:

● الرعب: المقصود به الرعب الذي يلقيه الله في قلوب الكفار قبل المواجهة بشهر، وهو نصر معنوي عظيم.
● الغنائم: كانت محرمة على بني إسرائيل، كما جاء في القرآن: {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِك

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساجد (٥٢٣: ٥) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة .. فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 288 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم

📜 حديث: أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية