حديث: كيف أنتم يوم يكثر لكم من هذا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قسمة الغنائم

عن عوف بن مالك الأشجعي قال: كان رسول الله ﷺ إذا جاء فيء قسمه من يومه، فأعطى الآهل حظين، وأعطى العزب حظا واحدًا، فدُعينا، وكنت أدعى قبل عمار بن ياسر، فدعيت فأعطاني حظين، وكان لي أهل، ثمّ دعا بعمار بن ياسر فأعطي حظا واحدًا، فبقيت قطعة سلسلة من ذهب، فجعل النَّبِيّ ﷺ يرفعها بطرف عصاه، ثمّ رفعها وهو يقول: «كيف أنتم يوم يكثر لكم من هذا!».

صحيح: رواه أحمد (٢٣٩٨٦) - والسياق له - وأبو داود (٢٩٥٣)، وصحّحه ابن حبَّان (٤٨١٦)، والحاكم (٢/ ١٤٠ - ١٤١) من طرق عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك فذكره.

عن عوف بن مالك الأشجعي قال: كان رسول الله ﷺ إذا جاء فيء قسمه من يومه، فأعطى الآهل حظين، وأعطى العزب حظا واحدًا، فدُعينا، وكنت أدعى قبل عمار بن ياسر، فدعيت فأعطاني حظين، وكان لي أهل، ثمّ دعا بعمار بن ياسر فأعطي حظا واحدًا، فبقيت قطعة سلسلة من ذهب، فجعل النَّبِيّ ﷺ يرفعها بطرف عصاه، ثمّ رفعها وهو يقول: «كيف أنتم يوم يكثر لكم من هذا!».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه:

الحديث:


عن عوف بن مالك الأشجعي قال: كان رسول الله ﷺ إذا جاء فيء قسمه من يومه، فأعطى الآهل حظين، وأعطى العزب حظا واحدًا، فدُعينا، وكنت أدعى قبل عمار بن ياسر، فدعيت فأعطاني حظين، وكان لي أهل، ثمّ دعا بعمار بن ياسر فأعطي حظا واحدًا، فبقيت قطعة سلسلة من ذهب، فجعل النَّبِيّ ﷺ يرفعها بطرف عصاه، ثمّ رفعها وهو يقول: «كيف أنتم يوم يكثر لكم من هذا!».


1. شرح المفردات:


● الفَيء: هنا يعني الغنيمة أو المال الذي يأتي بغير قتال، أو العطاء الذي يقسمه النبي ﷺ من أموال المسلمين.
● الآهْل: المتزوج الذي لديه زوجة وعيال.
● العَزَب: غير المتزوج.
● حَظّين: نصيبين أو قسمين.
● حَظّاً واحداً: نصيباً واحداً.
● سِلسلة من ذهب: قطعة من الذهب على شكل سلسلة أو حلي.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه عن كيفية تقسيم النبي ﷺ للغنائم أو الأموال التي ترد إليه. فكان النبي ﷺ إذا جاءه مال (فيء) قسمه في نفس اليوم، ولم يؤخره.
وكان من هديه ﷺ في القسمة أن يعطي المتزوج الذي لديه عائلة نصيبين، بينما يعطي الأعزب نصيباً واحداً. وهذا من عدله وحكمته ﷺ، حيث راعى حاجة المتزوج الذي عليه أعباء ونفقات أكثر من الأعزب.
ثم يروي عوف بن مالك أنه دُعي لأخذ نصيبه قبل عمار بن ياسر رضي الله عنه، فأعطاه النبي ﷺ حظين (نصيبين) لأنه كان متزوجاً لديه أهل، بينما أعطى عمار بن ياسر رضي الله عنه حظاً واحداً لأنه كان عزباً في ذلك الوقت.
وبعد انتهاء القسمة، بقيت قطعة صغيرة من سلسلة ذهبية، فرفعها النبي ﷺ بطرف عصاه، ثم قال مخاطباً أصحابه: «كيف أنتم يوم يكثر لكم من هذا!»، أي كيف سيكون حالكم عندما يكثر عندكم الذهب والمال حتى يصبح شيئاً عادياً ومتاحاً بكثرة.


3. الدروس المستفادة منه:


1- العدل في التوزيع: النبي ﷺ لم يسو بين الناس في العطاء، بل راعى الفروق بينهم بحسب احتياجاتهم، فالمتزوج يحتاج أكثر من الأعزب. وهذا من الحكمة والرحمة.
2- الحكمة النبوية في إدارة المال: كان النبي ﷺ يقسم المال فور وروده، دون تأخير، مما يدل على أهمية سرعة توزيع الحقوق وإيصالها لأصحابها.
3- التنبؤ بفتنة المال: قوله ﷺ: «كيف أنتم يوم يكثر لكم من هذا!» تحذير من فتنة المال والذهب، حيث يخبر النبي ﷺ أن الذهب والفضة سيكثران في آخر الزمان، وسيكون ذلك اختباراً للإيمان، فإما أن يشكر الإنسان ويستخدم المال في طاعة الله، وإما أن يطغى ويستخدمه في المعاصي.
4- التواضع النبوي: رفع النبي ﷺ القطعة الذهبية بطرف عصاه، وليس بيده، مما قد يشير إلى زهد النبي ﷺ في الدنيا وعدم تعلقه بها.
5- الاهتمام بأحوال الأمة المستقبلية: النبي ﷺ كان يهتم بأمته ويحذرها من الفتن قبل وقوعها، ومنها فتنة المال.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- القصة تدل على أن عمار بن ياسر رضي الله عنه كان عزباً في ذلك الوقت، ثم تزوج بعد ذلك.
- الحديث يدل على أن الإسلام يراعي الفروق بين الناس في التكاليف والمنح، بحسب ظروف كل شخص.
- ينبه الحديث إلى خطر التعلق بالدنيا والمال، ويحث على الاستعداد ليوم تكون فيه الدنيا زائلة والمال لا ينفع إلا ما قدمه الإنسان من صالح الأعمال.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٣٩٨٦) - والسياق له - وأبو داود (٢٩٥٣)، وصحّحه ابن حبَّان (٤٨١٦)، والحاكم (٢/ ١٤٠ - ١٤١) من طرق عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عوف بن مالك فذكره. ومنهم من اختصره. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد أخرج بهذا الإسناد بعينه أربعة أحاديث».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 306 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كيف أنتم يوم يكثر لكم من هذا

  • 📜 حديث: كيف أنتم يوم يكثر لكم من هذا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كيف أنتم يوم يكثر لكم من هذا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كيف أنتم يوم يكثر لكم من هذا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كيف أنتم يوم يكثر لكم من هذا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب