حديث: محمد رسول الله أمح رسول الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الوفاء بالعهد مع العدو

عن البراء: أن النَّبِيّ ﷺ لما أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة، فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إِلَّا ثلاث ليال، ولا يدخلها إِلَّا بجلبان السلاح، ولا يدعو منهم أحدًا. قال: فأخذ يكتب الشرط بينهم عليّ بن أبي طالب فكتب:
هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، فقالوا: لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك ولبايعناك، ولكن اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، فقال: «أنا والله محمد بن عبد الله، وأنا والله رسول الله»، قال: وكان لا يكتب، قال: فقال لعلي: «امحُ رسول الله». فقال عليّ: والله لا أمحاه أبدًا، قال: «فأرنيه»، قال: فأراه إياه، فمحاه النَّبِيّ ﷺ بيده، فلمّا دخل، ومضت الأيام أتوا عليًّا، فقالوا: مر صاحبك فليرتحل، فذكر ذلك عليّ رضي الله عنه لرسول الله ﷺ فقال: «نعم»، ثمّ ارتحل.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجزية والموادعة (٣١٨٤)، ومسلم في الجهاد والسير (١٨٧٣: ٩٢) كلاهما من حديث أبي إسحاق (هو السبيعي)، عن البراء فذكره.

عن البراء: أن النَّبِيّ ﷺ لما أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة، فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إِلَّا ثلاث ليال، ولا يدخلها إِلَّا بجلبان السلاح، ولا يدعو منهم أحدًا. قال: فأخذ يكتب الشرط بينهم عليّ بن أبي طالب فكتب:
هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، فقالوا: لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك ولبايعناك، ولكن اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، فقال: «أنا والله محمد بن عبد الله، وأنا والله رسول الله»، قال: وكان لا يكتب، قال: فقال لعلي: «امحُ رسول الله». فقال عليّ: والله لا أمحاه أبدًا، قال: «فأرنيه»، قال: فأراه إياه، فمحاه النَّبِيّ ﷺ بيده، فلمّا دخل، ومضت الأيام أتوا عليًّا، فقالوا: مر صاحبك فليرتحل، فذكر ذلك عليّ ﵁ لرسول الله ﷺ فقال: «نعم»، ثمّ ارتحل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
روى الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يعتمر (أي عمرة الحديبية سنة 6 هـ) أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة، فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إلا ثلاث ليال، ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح (أي بأسلحة المسافر الخفيفة مثل السيف دون الدروع وغيرها)، ولا يدعو منهم أحدًا (أي لا يدعو أحدًا من أهل مكة إلى الإسلام). فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم" (قبل شروطهم رغم قسوتها). فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فكتب: "هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله"، فقال المشركون: لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك ولبايعناك، ولكن اكتب: "هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا والله محمد بن عبد الله، وأنا والله رسول الله". وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكتب (أي لا يجيد الكتابة). فقال لعلي: "امحُ رسول الله". فقال علي: والله لا أمحاه أبدًا. فقال: "فأرنيه". فأراه إياه، فمحاه النبي صلى الله عليه وسلم بيده. فلما دخل مكة، ومضت الأيام الثلاثة، أتوا عليًا فقالوا: مر صاحبك فليرتحل (أي ليخرج من مكة). فذكر ذلك علي للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "نعم". ثم ارتحل.


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


● يعتمر: يؤدي العمرة.
● جلبان السلاح: الأسلحة الخفيفة التي يحملها المسافر (كالسيوف دون الدروع أو العدد الثقيلة).
● قاضى: اصطلح واتفق.
● أرنيه: أظهره لي.
● ارتحل: غادر وخرج.

# 2. شرح الحديث:


هذا الحديث العظيم يروي حدثًا من أحداث صلح الحديبية، حيث خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لأداء العمرة، ولكن قريشًا منعوهم من دخول مكة، فتحاوروا حتى اتفقوا على شروط قاسية منها:
- ألا يقيم النبي صلى الله عليه وسلم في مكة أكثر من ثلاثة أيام.
- ألا يدخلوا إلا بسلاح خفيف (جلبان السلاح).
- ألا يدعو أحدًا من أهل مكة إلى الإسلام.
وعند كتابة الوثيقة، كتب علي رضي الله عنه "محمد رسول الله" كعادته في إظهار صدق نبوة النبي، لكن المشركين اعترضوا لأنهم لا يعترفون برسالته، وطلبوا أن يكتب "محمد بن عبد الله". هنا ظهرت عظمة النبي صلى الله عليه وسلم في التواضع والحكمة؛ حيث وافق على محو كلمة "رسول الله" رغم أنها حق، لتتحقق المصالح العظيمة من الصلح، ومنها:
- دخول المسلمين مكة آمنين.
- فتح باب الدعوة بشكل غير مباشر.
- تمهيد الطريق لفتح مكة لاحقًا.
وقول النبي: "أنا والله محمد بن عبد الله، وأنا والله رسول الله" توكيد على حقيقة نبوته، ولكن مع المرونة في التطبيق لأجل المصلحة الشرعية.

# 3. الدروس المستفادة:


● الحكمة في الدعوة: النبي صلى الله عليه وسلم قدم التنازل الشكلي (محو كلمة "رسول الله") لتحقيق مصلحة أعظم (الدخول إلى مكة ونشر الدعوة).
● التواضع: النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعصب للفظ رغم أنه حق، بل قدم المصلحة العامة.
● الصبر على الشدائد: تقبل النبي شروطًا مجحفة لأجل تحقيق الأهداف الكبرى.
● أهمية الكتابة في الاتفاقيات: إثبات الحقوق والعهود بالكتابة كما في قوله تعالى: (وَلاَ تَسْأَمُوْا أَنْ تَكْتُبُوْهُ صَغِيْرًا أَوْ كَبِيْرًا إِلَى أَجَلِهِ) [البقرة: 282].
● ثبات علي رضي الله عنه في الحق: امتناعه عن محو كلمة "رسول الله" يدل على غيرته على مكانة النبي، لكن طاعة النبي مقدمة.

# 4. معلومات إضافية:


- هذا الصلح كان نصرًا مبينًا للمسلمين، كما سماه الله تعالى في القرآن: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا) [الفتح: 1].
- من نتائجه: دخول الناس في الإسلام أفواجًا، وانتشار الأمن.
- النبي صلى الله عليه وسلم كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب، مما يؤكد معجزة القرآن.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجزية والموادعة (٣١٨٤)، ومسلم في الجهاد والسير (١٨٧٣: ٩٢) كلاهما من حديث أبي إسحاق (هو السبيعي)، عن البراء فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 266 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: محمد رسول الله أمح رسول الله

  • 📜 حديث: محمد رسول الله أمح رسول الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: محمد رسول الله أمح رسول الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: محمد رسول الله أمح رسول الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: محمد رسول الله أمح رسول الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب