حديث: محمد رسول الله أمح رسول الله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الوفاء بالعهد مع العدو
هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، فقالوا: لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك ولبايعناك، ولكن اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، فقال: «أنا والله محمد بن عبد الله، وأنا والله رسول الله»، قال: وكان لا يكتب، قال: فقال لعلي: «امحُ رسول الله». فقال عليّ: والله لا أمحاه أبدًا، قال: «فأرنيه»، قال: فأراه إياه، فمحاه النَّبِيّ ﷺ بيده، فلمّا دخل، ومضت الأيام أتوا عليًّا، فقالوا: مر صاحبك فليرتحل، فذكر ذلك عليّ رضي الله عنه لرسول الله ﷺ فقال: «نعم»، ثمّ ارتحل.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجزية والموادعة (٣١٨٤)، ومسلم في الجهاد والسير (١٨٧٣: ٩٢) كلاهما من حديث أبي إسحاق (هو السبيعي)، عن البراء فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف:
روى الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يعتمر (أي عمرة الحديبية سنة 6 هـ) أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة، فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إلا ثلاث ليال، ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح (أي بأسلحة المسافر الخفيفة مثل السيف دون الدروع وغيرها)، ولا يدعو منهم أحدًا (أي لا يدعو أحدًا من أهل مكة إلى الإسلام). فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم" (قبل شروطهم رغم قسوتها). فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فكتب: "هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله"، فقال المشركون: لو علمنا أنك رسول الله لم نمنعك ولبايعناك، ولكن اكتب: "هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا والله محمد بن عبد الله، وأنا والله رسول الله". وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يكتب (أي لا يجيد الكتابة). فقال لعلي: "امحُ رسول الله". فقال علي: والله لا أمحاه أبدًا. فقال: "فأرنيه". فأراه إياه، فمحاه النبي صلى الله عليه وسلم بيده. فلما دخل مكة، ومضت الأيام الثلاثة، أتوا عليًا فقالوا: مر صاحبك فليرتحل (أي ليخرج من مكة). فذكر ذلك علي للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "نعم". ثم ارتحل.
الشرح المفصل:
# 1. شرح المفردات:
● يعتمر: يؤدي العمرة.
● جلبان السلاح: الأسلحة الخفيفة التي يحملها المسافر (كالسيوف دون الدروع أو العدد الثقيلة).
● قاضى: اصطلح واتفق.
● أرنيه: أظهره لي.
● ارتحل: غادر وخرج.
# 2. شرح الحديث:
هذا الحديث العظيم يروي حدثًا من أحداث صلح الحديبية، حيث خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لأداء العمرة، ولكن قريشًا منعوهم من دخول مكة، فتحاوروا حتى اتفقوا على شروط قاسية منها:
- ألا يقيم النبي صلى الله عليه وسلم في مكة أكثر من ثلاثة أيام.
- ألا يدخلوا إلا بسلاح خفيف (جلبان السلاح).
- ألا يدعو أحدًا من أهل مكة إلى الإسلام.
وعند كتابة الوثيقة، كتب علي رضي الله عنه "محمد رسول الله" كعادته في إظهار صدق نبوة النبي، لكن المشركين اعترضوا لأنهم لا يعترفون برسالته، وطلبوا أن يكتب "محمد بن عبد الله". هنا ظهرت عظمة النبي صلى الله عليه وسلم في التواضع والحكمة؛ حيث وافق على محو كلمة "رسول الله" رغم أنها حق، لتتحقق المصالح العظيمة من الصلح، ومنها:
- دخول المسلمين مكة آمنين.
- فتح باب الدعوة بشكل غير مباشر.
- تمهيد الطريق لفتح مكة لاحقًا.
وقول النبي: "أنا والله محمد بن عبد الله، وأنا والله رسول الله" توكيد على حقيقة نبوته، ولكن مع المرونة في التطبيق لأجل المصلحة الشرعية.
# 3. الدروس المستفادة:
● الحكمة في الدعوة: النبي صلى الله عليه وسلم قدم التنازل الشكلي (محو كلمة "رسول الله") لتحقيق مصلحة أعظم (الدخول إلى مكة ونشر الدعوة).
● التواضع: النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعصب للفظ رغم أنه حق، بل قدم المصلحة العامة.
● الصبر على الشدائد: تقبل النبي شروطًا مجحفة لأجل تحقيق الأهداف الكبرى.
● أهمية الكتابة في الاتفاقيات: إثبات الحقوق والعهود بالكتابة كما في قوله تعالى: (وَلاَ تَسْأَمُوْا أَنْ تَكْتُبُوْهُ صَغِيْرًا أَوْ كَبِيْرًا إِلَى أَجَلِهِ) [البقرة: 282].
● ثبات علي رضي الله عنه في الحق: امتناعه عن محو كلمة "رسول الله" يدل على غيرته على مكانة النبي، لكن طاعة النبي مقدمة.
# 4. معلومات إضافية:
- هذا الصلح كان نصرًا مبينًا للمسلمين، كما سماه الله تعالى في القرآن: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا) [الفتح: 1].
- من نتائجه: دخول الناس في الإسلام أفواجًا، وانتشار الأمن.
- النبي صلى الله عليه وسلم كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب، مما يؤكد معجزة القرآن.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 266 من أصل 424 حديثاً له شرح
- 241 من أطرق فعقب له الفرس كان له كأجر سبعين فرسا
- 242 يُمنُ الخيل في الشقر
- 243 خير الخيل الأدهم الأقرح المحجل الأرثم طلق اليد اليمنى
- 244 رسول الله يكره الشكال من الخيل
- 245 لا تقصوا نواصي الخيل ولا تجزوا أعرافها ولا تقصوا أذنابها
- 246 الأنثى من الخيل تسمى فرسا
- 247 سابق رسول الله ﷺ بين الخيل التي قد أضمرت
- 248 أكان رسول الله يراهن على الخيل؟
- 249 لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر
- 250 يضمِّر الخيل ويسابق بها
- 251 فضل القرح في الغاية
- 252 العضباء لا تسبق حق على الله أن لا يرتفع شيء...
- 253 سابقت النبي فسبقته، فلما حملت اللحم سبقني
- 254 ألا إن القوة الرمي
- 255 يَلهُو بِأَسْهُمِهِ
- 256 ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا
- 257 رميًا بني إسماعيل؛ فإن أباكم كان راميا
- 258 ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا
- 259 إذا أكثبوكم فعليكم بالنبل واستبقوا نبلكم
- 260 من رمى بسهم في سبيل الله فهو عدل محرر
- 261 أوجب هذا - حديث رسول الله ﷺ عن القتال
- 262 مشي الرجل بين الغرضين وتأديبه فرسه وملاعبته أهله وتعلم السباحة
- 263 من علم الرمي ثم تركه فليس منا
- 264 أيها الناس اتهموا أنفسكم، لقد كنا مع رسول الله ﷺ...
- 265 ما منعني أن أشهد بدرًا إلا أني خرفت أنا وأبي...
- 266 محمد رسول الله أمح رسول الله
- 267 إني لا أخيس بالعهد ولا أحبس البرد
- 268 يُرفع لكل غادر لواء يوم القيامة
- 269 لكل غادر لواء يوم القيامة
- 270 لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان
- 271 لكل غادر لواء يوم القيامة، يرفع له بقدر غدره
- 272 من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف
- 273 رماه في الأكحل يوم الخندق
- 274 قنت رسول الله شهرًا بعد الركوع يدعو على أحياء من...
- 275 من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عهدًا
- 276 والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة
- 277 فكوا العاني وأطعموا الجائع وعودوا المريض
- 278 بعث رسول الله ﷺ عشرة رهط سرية عينا
- 279 النبي ﷺ يكسو العباس يوم بدر قميص عبد الله بن...
- 280 اقتلوه متعلق بأستار الكعبة
- 281 رفض النبي ترك فداء العباس
- 282 أطلقوا ثمامة فأسلم وقال: أصبح وجهك أحب الوجوه إلي
- 283 لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء...
- 284 جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم
- 285 يا سلمة هب لي المرأة
- 286 أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف
- 287 أيما رجل أدركته الصلاة صلى حيث كان
- 288 أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم
- 289 بعثت إلى الأحمر والأسود وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدًا
- 290 فضل الله نبيه على الانبياء باربع خصال
معلومات عن حديث: محمد رسول الله أمح رسول الله
📜 حديث: محمد رسول الله أمح رسول الله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: محمد رسول الله أمح رسول الله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: محمد رسول الله أمح رسول الله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: محمد رسول الله أمح رسول الله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








