حديث: تقسيم النبي للغنائم بين الفارس والراجل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب للفارس ثلاثة أسهم: سهمان لفرسه وسهم له، وللراجل سهم واحد

عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله ﷺ جعل للفرس سهمين، ولصاحبه سهما.
وفي لفظ: قسم رسول الله ﷺ يوم خيبر للفرس سهمين، وللراجل سهما. قال - أي عبيد الله بن عمر العمري -: فسّره نافع، فقال: إذا كان مع الرّجل فرس فله ثلاثة أسهم، فإن لم يكن له فرس فله سهم.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد (٢٨٦٣) عن عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر فذكره باللفظ الأوّل.

عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله ﷺ جعل للفرس سهمين، ولصاحبه سهما.
وفي لفظ: قسم رسول الله ﷺ يوم خيبر للفرس سهمين، وللراجل سهما. قال - أي عبيد الله بن عمر العمري -: فسّره نافع، فقال: إذا كان مع الرّجل فرس فله ثلاثة أسهم، فإن لم يكن له فرس فله سهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يتعلق بتفصيل قسمة الغنائم في الغزو، وبيان حكم الشرع في توزيع الأنصبة بين الفرس والفارس والراجل.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● جعل للفرس سهمين: أي خصص نصيبين من الغنيمة للفرس.
● ولصاحبه سهما: أي للفارس الذي يمتلك الفرس أو يركبه.
● يوم خيبر: إشارة إلى الغزوة التي وقعت فيها هذه القسمة، وهي غزوة خيبر في السنة السابعة للهجرة.
● فسّره نافع: أي فسّر هذا الكلام نافع مولى ابن عمر، وهو من كبار المحدثين الثقات.

ثانياً. شرح الحديث:


يبيّن الحديث الشريف كيف قسّم النبي ﷺ غنائم غزوة خيبر، حيث خصص للفرس سهمين من الغنيمة، وللفارس سهمًا واحدًا. وهذا التقسيم يدل على اعتبار الشرع للفرس كشريك في الجهاد، لما له من دور فعال في القتال وتحقيق النصر.
وقد فسّر نافع - وهو راوي الحديث عن ابن عمر - هذا التقسيم بقوله: "إذا كان مع الرجل فرس فله ثلاثة أسهم: سهمان للفرس وسهم للفارس، وإن لم يكن له فرس فله سهم واحد". وهذا يعني أن الفارس الذي يشارك بفرسه في القتال يأخذ ثلاثة أسهم من الغنيمة، بينما يأخذ الراجل (الذي لا فرس معه) سهماً واحداً فقط.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- العدل في التوزيع: يظهر من الحديث حرص الشريعة على العدل في توزيع الغنائم، ومراعاة الجهد والتكاليف التي يبذلها المجاهد.
2- تقدير دور الحيوان في الجهاد: اعتبار الفرس كشريك في الغزو يستحق نصيباً من الغنيمة؛ لما يبذله من جهد، ولما يتكبده صاحبه من نفقة في إعداده للقتال.
3- تشجيع الاستعداد للجهاد: هذا التقسيم يحفز المسلمين على الاستعداد للجهاد بما يستطيعون من عدة وعتاد، كالخيل والسلاح، مما يقوّي جيش المسلمين.
4- مراعاة الظروف والاختلاف: يبيّن الحديث أن الأنصبة تختلف باخت حال المجاهد، فمن كان له فرس يأخذ أكثر ممن ليس له، مراعاةً للفروق في الجهد والتكلفة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحكم خاص بالغنائم التي توزع بعد الخمس، حيث كان النبي ﷺ يأخذ الخمس أولاً ثم يقسم الباقي على المجاهدين.
- اختلف الفقهاء في حكم سهم الفرس: فمنهم من رأى أنه لصاحب الفرس كتعويض عن النفقة، ومنهم من رأى أنه حق للفرس نفسه، والأول أصح.
- هذا التقسيم كان في زمن النبي ﷺ، وقد يتغير بحسب ظروف المعارك وتقدير الإمام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجهاد (٢٨٦٣) عن عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر فذكره باللفظ الأوّل.
ورواه في المغازي (٤٢٢٨) من طريق زائدة، عن عبيد الله بن عمر به، باللفظ الثاني.
ورواه مسلم في الجهاد (١٧٦٢: ٥٧) من طريق سُليم بن الأخضر، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله ﷺ قسم في النفل: للفرس سهمين، وللرجل سهما.
ورواه أبو داود (٢٧٣٣) عن أحمد بن حنبل - وهو في مسنده (٤٤٤٨) - عن أبي معاوية، عن عبيد الله، به بلفظ: «إن رسول الله ﷺ جعل لرجل ولفرسه ثلاثة أسهم: سهما له، وسهمين لفرسه».
وخلاصة هذه الروايات أن الفارس له ثلاثة أسهم: سهم له، وسهمان لفرسه، والراجل له سهم واحد.
وأمّا ما روي بلفظ: «جعل للفارس سهمين، وللراجل سهما» فلا يصح.
رواه الدَّارقطنيّ (٤/ ١٠٦) عن أبي بكر النيسابوريّ، حَدَّثَنَا أحمد بن منصور (وهو الرمادي)، حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا أبو أسامة وابن نمير قالا: حَدَّثَنَا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر. فذكره.
قال الدَّارقطنيّ: «قال لنا النيسابوري: هذا عندي وهم من ابن أبي شيبة، أو من الرمادي؛ لأن أحمد بن حنبل وعبد الرحمن بن بشر وغيرهما رووه عن ابن نمير خلاف هذا. ورواه ابن كرامة وغيره عن أبي أسامة خلاف هذا أيضًا» اهـ.
قال الأعظمي: الظاهر أن الوهم من الرماديّ، وأمّا ابن أبي شيبة فبريء من عهدته فإنه رواه في مصنفه (٣٣٨٤١، ٣٧٢١٢)، وفي المسند كما أفاده الحافظ في الفتح (٦/ ٦٨) بهذا الإسناد، فقال: للفرس سهمين.
وكذلك رواه ابن أبي عاصم في كتاب الجهاد له عن ابن أبي شيبة - كما أفاد الحافظ أيضًا وليس في القسم المطبوع منه - وعلى هذا فابن أبي شيبة بريء من عهدة هذا الوهم.
ورواه الدَّارقطنيّ (٤/ ١٠٦) من طريق نعيم بن حمّاد، عن ابن المبارك، عن عبيد الله بن عمر به بلفظ: «أنه أسهم للفارس سهمين، وللراجل سهما».
قال النيسابوري شيخ الدَّارقطنيّ: لعل الوهم من نعيم؛ لأن ابن المبارك من أثبت الناس.
قال الأعظمي: يؤيد ذلك أن عليّ بن الحسن بن شقيق - وهو أثبت من نعيم - رواه عن ابن المبارك بلفظ: «أسهم للفرس سهمين» كما ذكره ابن حجر في الفتح (٦/ ٦٨).
ورواه الدَّارقطنيّ (٤/ ١٠٤، ١٠٧) من طريق حجَّاج بن منهال، عن حمّاد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر بلفظ: «أن النَّبِيّ ﷺ قسم للفارس سهمين، وللراجل سهما» ثمّ قال الدَّارقطنيّ: كذا قال! وخالفه النضر بن محمد عن حمّاد.
قال الأعظمي: رواية النضر بن محمد بن موسى اليمامي عن حمّاد عند الدَّارقطنيّ (٤/ ١٠٤) أيضًا بلفظ: أسهم للفارس سهما وللفَرَس سهمين».
ورواه عبد الرزّاق (٩٣٢٠)، وابن عدي (٤/ ١٤٦٠) من طريق عبد الله بن عمر، عن نافع به بلفظ: للفارس سهمين.
قال البيهقيّ في الكبرى (٦/ ٣٢٥) عبد الله العمري كثير الوهم، وقد روي ذلك من وجه آخر عن القعنبيّ، عن عبد الله العمري بالشك في الفارس أو الفرس.
قال الشافعي في القديم: كأنه سمع نافعا يقول: للفرس سهمين، وللرجل سهما فقال: للفارس سهمين، وللراجل سهما، وليس يشك أحد من أهل العلم في تقدمة عبيد الله بن عمر على أخيه في الحفظ».
وأمّا ما رواه الدَّارقطنيّ في المؤتلف والمختلف - كما في نصب الراية (٣/ ٤١٨) - من طريق أحمد بن عبد الجبار، حَدَّثَنَا يونس بن بكير، عن عبد الرحمن بن أمين، عن نافع، عن ابن عمر أن النَّبِيّ ﷺ كان يقسم للفارس سهمين، وللراجل سهما فلا يصح إسناده؛ فإن عبد الرحمن بن أمين منكر الحديث، كما قال أبو حاتم، وأحمد بن عبد الجبار ضعيف أيضًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 308 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تقسيم النبي للغنائم بين الفارس والراجل

  • 📜 حديث: تقسيم النبي للغنائم بين الفارس والراجل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تقسيم النبي للغنائم بين الفارس والراجل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تقسيم النبي للغنائم بين الفارس والراجل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تقسيم النبي للغنائم بين الفارس والراجل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب