حديث: منع خالد سلب قاتل العدو فقال النبي: لا تعطه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في حكم السلب

عن عوف بن مالك قال: قتل رجل من حمير رجلًا من العدو، فأراد سلبه، فمنعه خالد بن الوليد، وكان واليا عليهم، فأتى رسول ﷺ عوف بن مالك فأخبره فقال لخالد: ما منعك أن تعطيه سلبه؟ قال: استكثرته يا رسول الله! قال: ادفعه إليه فمر خالد بعوف، فجر بردائه، ثمّ قال: هل أنجزتُ لك ما ذكرتُ لك من رسول الله ﷺ فسمعه رسول الله ﷺ، فاستغضب فقال: «لا تعطه يا خالد! لا تعطه يا خالد! هل أنتم تاركون لي أمرائي؟ إنّما مثلكم ومثلهم كمثل رجل استرعي إبلا أو غنما فرعاها ثمّ تحين سقيها، فأوردها حوضا فشرعت فيه، فشربت صفوه وتركت كدره، فصفوه لكم، وكدره عليهم».

صحيح: رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٥٣: ٤٣) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن عوف بن مالك قال فذكره.

عن عوف بن مالك قال: قتل رجل من حمير رجلًا من العدو، فأراد سلبه، فمنعه خالد بن الوليد، وكان واليا عليهم، فأتى رسول ﷺ عوف بن مالك فأخبره فقال لخالد: ما منعك أن تعطيه سلبه؟ قال: استكثرته يا رسول الله! قال: ادفعه إليه فمر خالد بعوف، فجر بردائه، ثمّ قال: هل أنجزتُ لك ما ذكرتُ لك من رسول الله ﷺ فسمعه رسول الله ﷺ، فاستغضب فقال: «لا تعطه يا خالد! لا تعطه يا خالد! هل أنتم تاركون لي أمرائي؟ إنّما مثلكم ومثلهم كمثل رجل استرعي إبلا أو غنما فرعاها ثمّ تحين سقيها، فأوردها حوضا فشرعت فيه، فشربت صفوه وتركت كدره، فصفوه لكم، وكدره عليهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

الحديث:


عن عوف بن مالك قال: قتل رجل من حمير رجلًا من العدو، فأراد سلبه، فمنعه خالد بن الوليد، وكان واليا عليهم، فأتى رسول ﷺ عوف بن مالك فأخبره فقال لخالد: ما منعك أن تعطيه سلبه؟ قال: استكثرته يا رسول الله! قال: ادفعه إليه فمر خالد بعوف، فجر بردائه، ثمّ قال: هل أنجزتُ لك ما ذكرتُ لك من رسول الله ﷺ فسمعه رسول الله ﷺ، فاستغضب فقال: «لا تعطه يا خالد! لا تعطه يا خالد! هل أنتم تاركون لي أمرائي؟ إنّما مثلكم ومثلهم كمثل رجل استرعي إبلا أو غنما فرعاها ثمّ تحين سقيها، فأوردها حوضا فشرعت فيه، فشربت صفوه وتركت كدره، فصفوه لكم، وكدره عليهم».

شرح المفردات:


● حمير: قبيلة معروفة من قبائل اليمن.
● العدو: المقصود به أحد المشركين في الحرب.
● سلبه: ما يأخذه الغالب من المغلوب من سلاح وثياب وغيرها.
● استكثرته: رأيته كثيرًا فاستعظمت إعطاءه له.
● جر بردائه: جذبه من ردائه (لباسه).
● تاركون لي أمرائي: تتركون ولاة الأمر الذين ولّيتهم عليكم دون احترام وتقدير.
● استرعي إبلاً أو غنماً: وكل إليه رعاية الإبل أو الغنم.
● تحين سقيها: ينتظر وقت شربها.
● أوردها حوضا: جاء بها إلى مكان الماء.
● شرعت فيه: دخلت في الماء لشربه.
● صفوه: الماء الصافي الذي في أعلى الحوض.
● كدره: الماء الذي في أسفله والذي اختلط بالطين وغيره.

شرح الحديث:


1- القصة الأولى: قام رجل من قبيلة حمير بقتل رجل من الأعداء في المعركة، وأراد أن يأخذ سلبيه (ممتلكاته من سلاح ودرع وغيرها)، لكن خالد بن الوليد -رضي الله عنه- الذي كان واليًا على تلك المنطقة منعه من ذلك، ربما لاعتقاده أن هذا السلب كثير ولا يستحقه ذلك المقاتل وحده، أو لأي سبب آخر.
2- شكوى الرجل: ذهب الرجل إلى النبي ﷺ يشكو له ما حدث، فسأل النبي ﷺ خالدًا: "ما منعك أن تعطيه سلبه؟" فأجاب خالد: "استكثرته يا رسول الله"، أي رأيته كثيرًا فشككت في أحقيته له أو استعظمت الأمر.
3- حكم النبي ﷺ: أمر النبي ﷺ خالدًا بأن يعطي الرجل سلبيه، تطبيقًا للقاعدة الشرعية التي أنزل الله فيها: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الأنفال: 41]. والسلب في الأصل من حق القاتل إلا إذا قام الإمام بتوزيعه ل مصلحة.
4- موقف خالد المتسرع: بعد أن نفذ خالد أمر النبي ﷺ وأعطى الرجل سلبيه، مر به وجذب رداءه وقال له بعبارة قد تحمل معنى التعيير أو التبجح: "هل أنجزت لك ما ذكرت لك من رسول الله؟"، كأنه يقول: هل أعطيتك ما طلبته كما وعدتك؟
5- غضب النبي ﷺ: سمع النبي ﷺ كلام خالد، فغضب غضبًا شديدًا، وقال: "لا تعطه يا خالد! لا تعطه يا خالد!" أي امنعه من السلب الذي أعطيته إياه. ثم وجه كلامه للصحابة saying: "هل أنتم تاركون لي أمرائي؟"، يعني: أتتركون ولاة الأمر الذين ولّيتهم عليكم دون احترام وتقدير؟
6- المثل النبوي: ضرب النبي ﷺ مثلاً رائعًا يوضح فيه العلاقة بين الرعية والولاة، فقال: "إنما مثلكم ومثلهم كمثل رجل استرعي إبلاً أو غنماً فرعاها ثم تحين سقيها، فأوردها حوضاً فشرعت فيه، فشربت صفوه وتركت كدره، فصفوه لكم، وكدره عليهم".
تفسير المثل:
- الراعي (الوالي) يأخذ المسؤولية ويرعى مصالح الرعية.
- عندما يحين وقت الشرب (أي الحاجة إلى تنفيذ الأحكام وإدارة الشؤون) يأتي بالرعية إلى الحوض (الموارد والقرارات).
- الرعية تشرب الصفوة (تستفيد من القرارات السهلة والمفيدة).
- وتترك الكدر (المشاكل والصعوبات) للراعي (الوالي) يتحملها.
- فالصفوة (المنافع والسهولة) للرعية.
- والكدر (المشاق والمسؤوليات) على الولاة.

الدروس المستفادة:


1- وجوب طاعة ولي الأمر في غير معصية: يجب على الرعية احترام ولاة الأمر وطاعتهم في المعروف، وعدم إهانتهم أو التطاول عليهم.
2- حرمة انتقاص الولاة أو الاستهزاء بهم: حتى لو أخطأ الوالي، فلا يجوز للراعي أن يهينه أو يقلل من شأنه، بل ينصحه بالحكمة واللطف.
3- تحمل المسؤولية: الولاة يتحملون أعباء كبيرة ومشاق إدارة شؤون الناس، ويجب تقدير ذلك.
4. **عد
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجهاد والسير (١٧٥٣: ٤٣) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن عوف بن مالك قال فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 295 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: منع خالد سلب قاتل العدو فقال النبي: لا تعطه

  • 📜 حديث: منع خالد سلب قاتل العدو فقال النبي: لا تعطه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: منع خالد سلب قاتل العدو فقال النبي: لا تعطه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: منع خالد سلب قاتل العدو فقال النبي: لا تعطه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: منع خالد سلب قاتل العدو فقال النبي: لا تعطه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب