حديث: أطلقوا ثمامة فأسلم وقال: أصبح وجهك أحب الوجوه إلي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في المنّ على الأسرى

عن أبي هريرة قال: بعث النَّبِيّ ﷺ خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له: ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النَّبِيّ ﷺ، فقال: «ما عندك يا ثمامة؟» فقال: عندي خير يا محمد، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت، فترك حتَّى كان الغد، ثمّ قال له: «ما عندك يا ثمامة؟» قال: ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر، فتركه حتَّى كان بعد الغد، فقال: «ما عندك يا ثمامة؟» فقال: عندي ما قلت لك. فقال: «أطلقوا ثمامة»، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل، ثمّ دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إِلَّا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله يا محمد، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليّ، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين إليّ، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إليّ، وإن خيلك أخذتني، وأنا أريد
العمرة، فماذا ترى؟ فبشّره رسول الله ﷺ، وأمره أن يعتمر، فلمّا قدم مكة، قال له قائل: صبوتَ؟ قال: لا، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله ﷺ، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتَّى يأذن فيها النَّبِيّ ﷺ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٧٢)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٦٤) كلاهما من طريق اللّيث، حَدَّثَنِي سعيد بن أبي سعيد، أنه سمع أبا هريرة يقول.

عن أبي هريرة قال: بعث النَّبِيّ ﷺ خيلا قبل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له: ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النَّبِيّ ﷺ، فقال: «ما عندك يا ثمامة؟» فقال: عندي خير يا محمد، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت، فترك حتَّى كان الغد، ثمّ قال له: «ما عندك يا ثمامة؟» قال: ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر، فتركه حتَّى كان بعد الغد، فقال: «ما عندك يا ثمامة؟» فقال: عندي ما قلت لك. فقال: «أطلقوا ثمامة»، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل، ثمّ دخل المسجد، فقال: أشهد أن لا إله إِلَّا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله يا محمد، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليّ، والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين إليّ، والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إليّ، وإن خيلك أخذتني، وأنا أريد
العمرة، فماذا ترى؟ فبشّره رسول الله ﷺ، وأمره أن يعتمر، فلمّا قدم مكة، قال له قائل: صبوتَ؟ قال: لا، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله ﷺ، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتَّى يأذن فيها النَّبِيّ ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي ذكرتَه من الأحاديث العظيمة التي تحكي قصة إسلام ثمامة بن أثال الحنفي رضي الله عنه، وهي قصة مليئة بالعبر والدروس، وسأشرحها لك جزءًا جزءًا معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● بعث النبي ﷺ خيلاً قبل نجد: أرسل النبي ﷺ سرية من الفرسان إلى جهة نجد.
● برجل من بني حنيفة: بنو حنيفة قبيلة من قبائل اليمامة في نجد.
● فسارية من سواري المسجد: عمود من أعمدة المسجد النبوي.
● إن تقتلني تقتل ذا دم: أي تقتل رجلاً له دمٌ يُطلب به (أي له ثأر أو عشيرة).
● وإن تنعم تنعم على شاكر: إن تحسن إليَّ وتطلق سراحي ستنعم على شخص يشكر النعمة.
● فانطلق إلى نخل قريب من المسجد: ذهب إلى بستان نخيل قريب من المسجد.
● صبوتَ: أي تركت دين آبائك واتبعتَ دينًا جديدًا (كلمة كانت تقال لمن يغير دينه).

ثانيًا. شرح الحديث:


1- خلفية القصة:
كان ثمامة بن أثال سيدًا من سادات بني حنيفة في اليمامة، وكان مشركًا معاديًا للإسلام، وقد أرسل النبي ﷺ سرية إلى نجد فأسرته.
2- ربطه في المسجد والحوار مع النبي ﷺ:
ربط الصحابة ثمامة في عمود من أعمدة المسجد، وجاءه النبي ﷺ يسأله ثلاث مرات على أيام متتالية: "ما عندك يا ثمامة؟"، وكان رد ثمامة متكررًا: "عندي خير... إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت". هذا الرد يدل على فصاحته وحكمته، حيث جمع بين التهديد الخفي (بذكر الثأر) والوعد بالشكر والعطاء.
3- إطلاق سراحه وإسلامه:
في المرة الثالثة، عندما رأى النبي ﷺ صلابته وكرره لنفس الكلام، أمر بإطلاق سراحه دون شرط. هنا تأثر ثمامة بهذا التسامح والعفو، فذهب فاغتسل ثم دخل المسجد وأعلن إسلامه قائلاً: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله". ثم قال كلمته المشهورة التي تبين مدى التحول في نفسه: "والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليّ..." إلى آخر كلامه.
4- ذهابه للعمرة وتأثيره في مكة:
بعد إسلامه، طلب من النبي ﷺ أن يعتمر، فأذن له وبشره. وعندما ذهب إلى مكة، واجهه المشركون بسؤال استنكاري: "صبوت؟" (أي تركت ديننا)، فرد عليهم بكل ثقة: "لا، ولكن أسلمت مع محمد رسول الله ﷺ"، ثم أعلن مقاطعته الاقتصادية لهم: "لا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي ﷺ". وكانت اليمامة مصدرًا مهمًا للطعام لمكة، فاضطر المشركون إلى الكتابة للنبي ﷺ يطلبون منه أن يأمر ثمامة بإرسال الطعام.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- فضل العفو والحلم: النبي ﷺ لم ينتقم من ثمامة رغم كونه عدواً، بل عامله بالحسنى وأطلق سراحه، فكان ذلك سببًا في إسلامه.
2- التدرج في الدعوة: النبي ﷺ لم يجبره على الإسلام، بل ترك له الوقت ليفكر، مما يدل على حكمة الدعوة بالرفق والصبر.
3- قوة تأثير الإسلام في النفوس: تحول ثمامة من عدو لدود إلى محب مخلص للإسلام والمسلمين.
4- الإيمان يغير القلوب: كيف أصبح ما كان مبغضًا إليه (وجه النبي ﷺ، دين الإسلام، بلد المدينة) أحب الأشياء إليه.
5- الاقتصاد وسيلة للقوة: استخدم ثمامة مقاطعة الطعام كوسيلة للضغط على المشركين في مكة، مما يدل على أهمية القوة الاقتصادية في نصرة الدين.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذه القصة وردت في صحيح البخاري (كتاب الجهاد والسير، باب من احتبس بالمشركين عند الإسلام) وصحيح مسلم (كتاب الجهاد والسير، باب ربط الأسير وحبسه وجواز المن عليه).
- ثمامة بن أثال رضي الله عنه أصبح بعد إسلامه من خيار الصحابة، وكان له دور في فتح اليمامة لاحقاً.
- القصة show أيضًا كيف أن النبي ﷺ كان يستفيد من الشخصيات المؤثرة في نشر الدعوة، كما حدث عندما استمال ثمامة فأنقذ المسلمين من مجاعة محتملة في مكة.
أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث، وأن يجعلنا من الشاكرين للنعم، المحبين لرسوله ﷺ، المتبعين لسنته. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٧٢)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٦٤) كلاهما من طريق اللّيث، حَدَّثَنِي سعيد بن أبي سعيد، أنه سمع أبا هريرة يقول. فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 282 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أطلقوا ثمامة فأسلم وقال: أصبح وجهك أحب الوجوه إلي

  • 📜 حديث: أطلقوا ثمامة فأسلم وقال: أصبح وجهك أحب الوجوه إلي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أطلقوا ثمامة فأسلم وقال: أصبح وجهك أحب الوجوه إلي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أطلقوا ثمامة فأسلم وقال: أصبح وجهك أحب الوجوه إلي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أطلقوا ثمامة فأسلم وقال: أصبح وجهك أحب الوجوه إلي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب