حديث: قسم النبي ﷺ لمائتي فرس يوم خيبر سهمين سهمين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب للفارس ثلاثة أسهم: سهمان لفرسه وسهم له، وللراجل سهم واحد

عن عبد الله بن عباس: أن النَّبِيّ ﷺ قسم لمائتي فرس يوم خيبر سهمين سهمين.

حسن: رواه البخاريّ في التاريخ الكبير (٧/ ٢١٥)، والدارقطني (٤/ ١٠٣)، والحاكم (٢/ ١٣٨)، والبيهقي (٦/ ٣٢٦) كلّهم من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن كثير مولى بني مخزوم، عن عطاء، عن ابن عباس فذكره.

عن عبد الله بن عباس: أن النَّبِيّ ﷺ قسم لمائتي فرس يوم خيبر سهمين سهمين.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● قَسَمَ: وزَّع وأعطى.
● لِمِائَتَيْ فَرَسٍ: لمائتي فارس (أي: راكب على فرس).
● سَهْمَيْنِ سَهْمَيْنِ: السهم هو النصيب من الغنيمة. ومعنى "سهمين سهمين" أي أعطى لكل فارس نصيبين من الغنيمة.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر، والتي كانت فيها غنائم كثيرة، قد أعطى كل فارس شارك في القتال بفرسه نصيبين من الغنيمة، بينما أعطى للراجل (المشاة الذي لا فرس له) نصيباً واحداً.
وهذا التقسيم ليس من عند النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو من عند الله تعالى، حيث قال في كتابه: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنفال: 41]. فبعد أخذ الخمس، يقسم الباقي على المقاتلين، وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم تفضيل الفارس على الراجل في السهم تكريماً له ولإنفاقه على فرسه الذي هو آلة الجهاد في ذلك الوقت.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مشروعية تفضيل بعض المجاهدين على بعض في العطاء: وذلك حسب الجهد والتكاليف التي يبذلها، فالفارس أنفق على فرسه وأعدّه للجهاد، فكان له أجران: أجر النفقة، وأجر الجهاد.
2- الحكمة في التشريع الإسلامي: فالتشريع يراعي المصالح ويدرأ المفاسد، وإعطاء الفارس سهمين يحفز المسلمين على الإعداد للجهاد وشراء السلاح والخيل.
3- إثبات قسمة الغنائم: وأنها كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بتفصيل وإجراء عملي، مما يرد على منكري السنة.
4- العدل ليس المساواة: فالمساواة المطلقة في كل شيء قد تكون ظلماً. العدل هو وضع كل شيء في موضعه، وإعطاء كل ذي حق حقه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- غزوة خيبر كانت في السنة السابعة للهجرة، وكانت من الغزوات العظيمة التي فتح الله فيها على المسلمين وغنموا غنائم كثيرة.
- هذا الحكم (أعطاء الفارس سهمين والراجل سهماً واحداً) هو حكم ثابت في الشريعة لأهل العلم في تقسيم غنائم الحرب.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التاريخ الكبير (٧/ ٢١٥)، والدارقطني (٤/ ١٠٣)، والحاكم (٢/ ١٣٨)، والبيهقي (٦/ ٣٢٦) كلّهم من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن كثير مولى بني مخزوم، عن عطاء، عن ابن عباس فذكره.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط البخاريّ ولم يخرجاه بهذا اللّفظ، وقد احتج البخاريّ بيحيى بن أيوب وكثير المخزومي».
قال الأعظمي: كذا قال! ولم يبين من هو كثير المخزومي الذي أخرج له البخاريّ؟ وقد أخرج البخاريّ هذا الحديث في ترجمة كثير مولى بني مخزوم من التاريخ الكبير (٧/ ٢١٥) ولم يذكر له راويا غير إبراهيم بن سعد. وكذا ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٧/ ١٦٠) ولم يذكر له راويا غير إبراهيم، ولم أجد من وثَّقه فهو في عداد المجهولين.
وله طريق آخر: رواه إسحاق بن راهويه في مسنده كما في نصب الراية (٣/ ٤١٤)، وابن أبي شيبة (٣٣٨٤٢)، وعنه أبو يعلى (٢٥٢٨) من طريق حجَّاج، عن أبي صالح، عن ابن عباس: أن رسول الله ﷺ جعل للفارس ثلاثة أسهم: سهما له واثنين لفرسه. واللّفظ لابن أبي شيبة.
وفي سنده حجَّاج وهو ابن أرطاة وهو مدلِّس وقد عنعن.
فالحديث بمجموع الطريقين يرتقي إلى درجة الحسن.
تنبيه: في مطبوعة الدَّارقطنيّ القديمة «بحنين» بدل «بخيبر» وفي طبعة الرسالة (٤١٧٤) «بخيبر» كما في أكثر المصادر.
وعند الطبرانيّ في الكبير (١١/ ١٩٢) من هذا الطريق: «قسم لثمانين فرسا يوم حنين سهمين
سهمين» وهو خطأ.
وأمّا ما رُوي عن مجمع بن جارية الأنصاري - وكان أحد القراء الذين قرؤوا القرآن قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله ﷺ فلمّا انصرفنا عنها إذا الناس يهزون الأباعر فقال بعض الناس لبعض: ما للناس؟ قالوا: أوحي إلى رسول الله ﷺ فخرجنا مع الناس نوجف فوجدنا النبي ﷺ واقفا على راحلته عند كُراع الغميم فلمّا اجتمع عليه الناس قرأ عليهم: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ فقال رجل: يا رسول الله أفتح هو؟ قال: «نعم، والذى نفس محمد بيده إنه لفتح». فقسمت خيبر على أهل الحديبية فقسمها رسول الله ﷺ على ثمانية عشر سهما، وكان الجيش ألفا وخمسمائة فيهم ثلاثمائة فارس فأعطى الفارس سهمين، وأعطى الراجل سهما.
رواه أبو داود (٢٧٣٦)، وأحمد (١٥٤٧٠)، والحاكم (٢/ ١٣١)، والبيهقي (٦/ ٣٢٥) من طريق مجمع بن يعقوب بن مجمع بن يزيد الأنصاري قال: سمعت أبي يعقوب بن «المجمع» يذكر عن عمه عبد الرحمن بن يزيد الأنصاريّ، عن عمه مجمع بن جارية الأنصاري قال فذكره.
وقال الحاكم: «هذا حديث كبير صحيح الإسناد ولم يخرجاه».
قال الأعظمي: بل إسناده ضعيف وفي متنه نكارة.
أما الضعف في الإسناد فقد قال ابن القطان في بيان الوهم (٤/ ٤١٩): «وعلة هذا الخبر إنّما هي الجهل بحال يعقوب بن مجمع بن يزيد الأنصاري». اهـ
ويعقوب هذا لم يوثقه أحد إِلَّا أن ابن حبَّان ذكره في ثقاته، ولذا قال الحافظ في التقريب: «مقبول» أي عند المتابعة، ولم أجد له متابعا فهو لين الحديث وقد اختلف في إسناده وليس هذا موضع بسطه.
وأمّا النكارة في المتن فقال أبو داود عقب الحديث: وحديث أبي معاوية أصح والعمل عليه وأرى الوهم في حديث مجمع أنه قال: ثلاث مائة فارس وكانوا مائتي فارس.
قال الأعظمي: يشير أبو داود بحديث أبي معاوية إلى حديث ابن عمر الذي رواه هو (٢٧٣٣) عن أحمد بن حنبل، عن أبي معاوية، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ أسهم لرجل ولفرسه ثلاثة أسهم: سهما له وسهمين لفرسه.
وينظر للمزيد: معرفة السنن والآثار (٩/ ٢٤٨)، وزاد المعاد (٣/ ٣٣١)، وفتح الباري (٦/ ٦٨)، والمنة الكبرى (٨/ ٦ - ٧).
تنبيه: في مطبوعة المستدرك وقع سقط في إسناد الحديث وجاء على الصواب في تلخيص الذّهبيّ المطبوع بهامش المستدرك.
وقوله: «الأباعر» جمع بعير والمعنى يحركون ويُسرعون رواحلهم.
وأمّا ما رُوي عن أبي عمرة، عن أبيه قال: «أتينا رسول الله ﷺ أربعة نفر، ومعنا فرس، فأعطى
كل إنسان منا سهما، وأعطى الفرس سهمين» فإسناده ضعيف.
رواه أحمد (١٧٢٣٩) - وعنه أبو داود (٢٧٣٤) - عن عبد الله بن يزيد، حَدَّثَنِي المسعوديّ، حَدَّثَنِي أبو عمرة، عن أبيه، فذكره.
وهذا إسناد ضعيف فإن المسعودي - وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة - كان قد اختلط، واختلف عليه في إسناده، فمرة صرّح بسماعه من أبي عمرة، ومرة أدخل بينه وبينه رجلًا لم يسمه. وليس فيه: «عن أبيه» وقد قال ابن حجر في ترجمة أبي عمرة من التهذيب بعد ما ساق بعض الاختلاف: «والظاهر من مجموع ذلك أن الحديث لأبي عمرة الأنصاري لا لغيره». والله أعلم.
وأبو عمرة هذا لا يعرف له راو غير عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعوديّ، ولم يوثقه أحد إِلَّا أن ابن حبَّان ذكره في ثقاته.
وأمّا ما رُوي عن عبد الله بن الزُّبير أنه كان يقول: «ضرب رسول الله ﷺ عام خيبر للزبير بن العوام أربعة أسهم سهما للزبير، وسهما لذي القربى لصفية بنت عبد المطلب أم الزُّبير، وسهمين للفرس». فالصحيح أنه مرسل.
رواه النسائيّ (٣٥٩٣)، والطحاوي في شرح المعاني (٣/ ٢٨٢) من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي - والدارقطني (٤/ ١١١)، والبيهقي (٦/ ٣٢٦) من طريق محاضر بن المورع - كلاهما عن هشام بن عروة، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزُّبير، عن جده .. فذكره.
ومداره على هشام بن عروة واختلف عليه وعلى الرواة عنه على ألوان شتى، وقد ساق الدَّارقطنيّ هذا الاختلاف في سننه (٤/ ١١٠ - ١١١)، وعلله (٤/ ٢٣٠ - ٢٣١) ثمّ قال في العلل: «وأصحاب هشام الحفاظ عنه يروونه عن هشام، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزُّبير مرسلًا وهو الصَّحيح».
كذا نقل العراقي في ترجمة إسحاق بن إدريس الخولاني من ذيل الميزان قول الدَّارقطنيّ. وأمّا في المطبوعة فأثبت المحقق «إسماعيل» بدل «هشام» اجتهادًا منه.
فقه الباب: قال الترمذيّ: «والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النَّبِيّ ﷺ وغيرهم، وهو قول سفيان الثوري والأوزاعي ومالك بن أنس، وابن المبارك، والشافعي وأحمد وإسحق قالوا: للفارس ثلاثة أسهم: سهم له، وسهمان لفرسه، وللراجل سهم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 309 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قسم النبي ﷺ لمائتي فرس يوم خيبر سهمين سهمين

  • 📜 حديث: قسم النبي ﷺ لمائتي فرس يوم خيبر سهمين سهمين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قسم النبي ﷺ لمائتي فرس يوم خيبر سهمين سهمين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قسم النبي ﷺ لمائتي فرس يوم خيبر سهمين سهمين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قسم النبي ﷺ لمائتي فرس يوم خيبر سهمين سهمين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب