حديث: حمزة بن عبد المطلب يفعل بالنوق يوم عرس علي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قسمة الغنائم

عن عليّ قال: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان النَّبِيّ ﷺ
أعطاني شارفا من الخمس، فلمّا أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله ﷺ، واعدتُ رجلًا صواغا من بني قينقاع أن يرتحل معي، فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه الصواغين، وأستعين به في وليمة عرسي فبينا أنا أجمع لشارفي متاعا من الأقتاب والغرائر والحبال، وشارفاي مناختان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار، رجعت حين جمعت ما جمعت، فإذا شارفاي قد اجتب أسنمتهما، وبقرت خواصرهما، وأخذ من أكبادهما، فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما، فقلت: من فعل هذا؟ فقالوا: فعل حمزة بن عبد المطلب، وهو في هذا البيت في شربٍ من الأنصار، فانطلقت حتَّى أدخل على النَّبِيّ ﷺ، وعنده زيد بن حارثة فعرف النبي ﷺ في وجهي الذي لقيت، فقال النَّبِيّ ﷺ: «ما لك؟» فقلت: يا رسول الله، ما رأيت كاليوم قطّ عدَا حمزة على ناقتي فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شرب، فدعا النَّبِيّ ﷺ بردائه فارتدى، ثمّ انطلق يمشي، واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتَّى جاء البيت الذي فيه حمزة، فاستأذن فأذنوا لهم، فإذا هم شرب، فطفق رسول الله ﷺ يلوم حمزة فيما فعل، فإذا حمزة قد ثمل حمرة عيناه، فنظر حمزة إلى رسول الله ﷺ ثمّ صعد النظر، فنظر إلى ركبته، ثمّ صعد النظر فنظر إلى سرته، ثمّ صعد النظر فنظر إلى وجهه، ثمّ قال حمزة: هل أنتم إِلَّا عبيد لأبي، فعرف رسول الله ﷺ أنه قد ثمل، فنكص رسول الله ﷺ على عقبيه القهقرى وخرجنا معه.

متفق عليه: رواه البخاريّ في فرض الخمس (٣٠٩١)، ومسلم في الأشربة (١٩٧٩: ٢) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، أخبرنا يونس بن يزيد، عن الزّهريّ، أخبرني عليّ بن الحسين بن عليّ، أن حسين بن عليّ أخبره أن عليا قال فذكره.

عن عليّ قال: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان النَّبِيّ ﷺ
أعطاني شارفا من الخمس، فلمّا أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله ﷺ، واعدتُ رجلًا صواغا من بني قينقاع أن يرتحل معي، فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه الصواغين، وأستعين به في وليمة عرسي فبينا أنا أجمع لشارفي متاعا من الأقتاب والغرائر والحبال، وشارفاي مناختان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار، رجعت حين جمعت ما جمعت، فإذا شارفاي قد اجتب أسنمتهما، وبقرت خواصرهما، وأخذ من أكبادهما، فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر منهما، فقلت: من فعل هذا؟ فقالوا: فعل حمزة بن عبد المطلب، وهو في هذا البيت في شربٍ من الأنصار، فانطلقت حتَّى أدخل على النَّبِيّ ﷺ، وعنده زيد بن حارثة فعرف النبي ﷺ في وجهي الذي لقيت، فقال النَّبِيّ ﷺ: «ما لك؟» فقلت: يا رسول الله، ما رأيت كاليوم قطّ عدَا حمزة على ناقتي فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شرب، فدعا النَّبِيّ ﷺ بردائه فارتدى، ثمّ انطلق يمشي، واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتَّى جاء البيت الذي فيه حمزة، فاستأذن فأذنوا لهم، فإذا هم شرب، فطفق رسول الله ﷺ يلوم حمزة فيما فعل، فإذا حمزة قد ثمل حمرة عيناه، فنظر حمزة إلى رسول الله ﷺ ثمّ صعد النظر، فنظر إلى ركبته، ثمّ صعد النظر فنظر إلى سرته، ثمّ صعد النظر فنظر إلى وجهه، ثمّ قال حمزة: هل أنتم إِلَّا عبيد لأبي، فعرف رسول الله ﷺ أنه قد ثمل، فنكص رسول الله ﷺ على عقبيه القهقرى وخرجنا معه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإني سأشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كُتب أهل السنة والجماعة، مع بيان فوائده ودروسه.

الحديث ومصدره:


هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب "النكاح"، باب "الوليمة"، ورواه الإمام مسلم في صحيحه أيضًا. وهو حديث صحيح متفق عليه.

شرح المفردات:


● شارف: ناقة مسنّة كبيرة.
● من نصيبي من المغنم: من حصتي من غنائم معركة بدر.
● الخمس: الخمس من الغنائم الذي يُصرف في مصالح المسلمين.
● أبتني: أتزوج.
● صواغ: صائغ، يعمل في صياغة الذهب والفضة.
● إذخر: نبات عطري يُستخدم في الصناعة والطيب.
● الأقتاب: جمع قتب، وهو رحل البعير.
● الغرائر: جمع غرارة، وهي وعاء من الجلد.
● مناختان: باركتا، أي جلستا على الأرض.
● اجتب أسنمتهما: قطع سناميهما.
● بقرت خواصرهما: شُقّت بطونهما.
● أكبادهما: كبدهما.
● شرب: مجلس شرب الخمر.
● ثمل: سكران.
● نكص على عقبيه: تراجع إلى الوراء.

شرح الحديث:


يحكي سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قصة حدثت له قبل زواجه من السيدة فاطمة رضي الله عنها. فقد كانت لديه ناقتان (شارفان) إحداهما من غنائم بدر، والأخرى أعطاه إياها النبي صلى الله عليه وسلم من الخمس. ولما أراد أن يتزوج بالسيدة فاطمة، أراد أن يُجهز وليمة العرس، فاتفق مع رجل صائغ من يهود بني قينقاع أن يذهب معه ليحضرا نبات الإذخر؛ لبيعه للصائغين، فيستعين بثمنه على وليمة العرس.
وبينما كان سيدنا علي يجمع متاعه (الأقتاب والغرائر والحبال) استعدادًا للرحلة، كانت ناقتاه واقفتين بجوار حجرة رجل من الأنصار. فلما عاد بعد أن جمع متاعه، وجد الناقتين قد قُطعت أسنمتهما، وشُقّت بطونهما، وأُخذت أكبادهما. فسأل: من فعل هذا؟ فقيل له: حمزة بن عبد المطلب (عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخو سيدنا علي من الرضاعة) وهو في بيت ذلك الأنصاري في مجلس شرب خمر.
فذهب سيدنا علي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان معه زيد بن حارثة، فعرف النبي في وجهه الغضب والحزن، فسأله: ما لك؟ فأخبره بما حدث. فقام النبي صلى الله عليه وسلم وارتدى رداءه، وذهب إلى البيت الذي فيه حمزة، ومعه علي وزيد. فاستأذن، فأذنوا له، فوجدهم يشربون الخمر. فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يُلوم حمزة على ما فعل، ولكن حمزة كان سكرانًا، فبدلاً أن ينظر إلى وجه النبي الكريم نظر إليه نظرًا متقطعًا (إلى ركبته، ثم سرته، ثم وجهه) ثم قال له: "هل أنتم إلا عبيد لأبي"؛ أي أنتم عبيد لوالدي عبد المطلب. فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه سكران لا يعي ما يقول، تراجع وخرج من البيت هو ومن معه.

الدروس المستفادة:


1- تحريم الخمر: الحديث من أوضح الأدلة على تحريم الخمر، فإنها تُذهب العقل وتُوقع الإنسان في تصرفات مشينة، حتى إن سيدنا حمزة وهو من أكابر الصحابة وأشدهم إيمانًا، وقع في هذا الخطأ بسبب السكر.
2- عاقبة شرب الخمر: الخمر تؤدي إلى ارتكاب المحرمات، كالاعتداء على الممتلكات، والسبِّ، وعدم احترام الكبار، حتى لو كانوا رسل الله.
3- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم: لم يواجه النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بشدة؛ لأنه عرف أنه سكران لا يعقل، فخرج حتى يهدأ الموقف، وهذا من حكمته في التعامل مع الأمور.
4- التيسير على الشباب في الزواج: حرص سيدنا علي على توفير نفقة الزواج بالطرق المشروعة، وهذا قدوة للشباب في السعي للتكسب الحلال من أجل الزواج.
5- العدل والإنصاف: النبي صلى الله عليه وسلم لم يُخفِ الحق، بل ذهب إلى حمزة لينصف عليًا، لكنه اختار الوقت المناسب للموعظة.

فوائد إضافية:


- الحديث يدل على أن الخمر كانت معروفة في الجاهلية، ولم تُحرّم إلا تدريجيًا في الإسلام.
- فيه بيان لشجاعة سيدنا علي وحرصه على الحق، وأدبه في التبليغ إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
- النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على تطهير المجتمع من المفاسد، ومنها الخمر.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يبصرنا بحكمته، وأن يجنبنا مسالك الغواية. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فرض الخمس (٣٠٩١)، ومسلم في الأشربة (١٩٧٩: ٢) كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، أخبرنا يونس بن يزيد، عن الزّهريّ، أخبرني عليّ بن الحسين بن عليّ، أن حسين بن عليّ أخبره أن عليا قال فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 303 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حمزة بن عبد المطلب يفعل بالنوق يوم عرس علي

  • 📜 حديث: حمزة بن عبد المطلب يفعل بالنوق يوم عرس علي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حمزة بن عبد المطلب يفعل بالنوق يوم عرس علي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حمزة بن عبد المطلب يفعل بالنوق يوم عرس علي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حمزة بن عبد المطلب يفعل بالنوق يوم عرس علي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب