حديث: من علم الرمي ثم تركه فليس منا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذمّ من تعلّم الرمي ثمّ نسيه

عن عبد الرحمن بن شماسة أن فقيما اللخمي قال لعقبة بن عامر: تختلف بين هذين الغرضين، وأنت كبير يشق عليك؟ قال عقبة: لولا كلام سمعته من رسول الله ﷺ لم أعانيه، قال الحارث: فقلت لابن شُماسة: وما ذاك؟ قال: إنه قال: «من علم الرمي ثمّ تركه، فليس منا أو قد عصى».

صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٩١٩: ١٦٩) عن محمد بن رمح بن المهاجر، أخبرنا اللّيث، عن الحارث بن يعقوب، عن عبد الرحمن بن شماسة فذكره.

عن عبد الرحمن بن شماسة أن فقيما اللخمي قال لعقبة بن عامر: تختلف بين هذين الغرضين، وأنت كبير يشق عليك؟ قال عقبة: لولا كلام سمعته من رسول الله ﷺ لم أعانيه، قال الحارث: فقلت لابن شُماسة: وما ذاك؟ قال: إنه قال: «من علم الرمي ثمّ تركه، فليس منا أو قد عصى».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:


عن عبد الرحمن بن شماسة أن فُقَيْماً اللخمي قال لِعُقْبَةَ بن عامر: "تختلف بين هذين الغرضين، وأنت كبير يشق عليك؟" فقال عقبة: "لولا كلام سمعته من رسول الله ﷺ لم أعانيه". فقال الحارث: فقلت لابن شُماسة: وما ذاك؟ قال: إنه قال: «من علم الرمي ثمّ تركه، فليس منا أو قد عصى».


1. شرح المفردات:


● تختلف: تتردد وتذهب وتجيء.
● الغرضين: الهدفين أو المكانين المُعَدَّيْن للرماية (جمع غَرَض، وهو الهدف الذي يُرْمى إليه بالسهم).
● كبير: متقدم في السن.
● يشق عليك: يتعبك ويصعب عليك.
● لم أعانيه: لم أتحمله أو لم أفعله.
● الرمي: إطلاق السهام أو الرماية بالقوس والنبل.
● تركه: امتنع عنه بعد تعلمه.
● فليس منا: ليس على طريقتنا وسنتنا، أو بريء منا.
● أو قد عصى: أو أنه قد ارتكب معصية.


2. شرح الحديث:


يُخبرنا الصحابي الجليل عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أنه كان يتردد بين مكانين للرماية (أي يمارس الرماية ويتدرب عليها) وهو كبير في السن، مما كان يسبب له مشقة وتعبًا. فلما سأله فقيم اللخمي عن سبب تحمله هذه المشقة رغم كبر سنه، أجابه عقبة بأنه يفعله بسبب حديث سمعه من رسول الله ﷺ. وعندما سُئل عبد الرحمن بن شماسة عن هذا الحديث، أخبر أن النبي ﷺ قال: «من علم الرمي ثمّ تركه، فليس منا أو قد عصى».
المعنى الإجمالي:
يحث النبي ﷺ على تعلم الرماية والمحافظة عليها، ويشدد على أن تركها بعد تعلمها يُعد تقصيرًا كبيرًا أو معصية، حتى إنه نفى عن تاركها الانتساب الكامل إلى السنة النبوية (بقوله "فليس منا")، أو وصف ذلك بالمعصية.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحث على تعلم الرماية والتدرب عليها: الرماية من الرياضات النبيلة التي كانت جزءًا من الاستعداد للجهاد في سبيل الله، وهي تدرب على الدقة والقوة والصبر.
2- المحافظة على المهارات النافعة: لا يكفي تعلم المهارات النافعة (كالعلم العسكري أو غيره)، بل يجب المداومة عليها وعدم إهمالها.
3- التضحية والاجتهاد في الطاعة: كان عقبة بن عامر -رضي الله عنه- كبيرًا في السن، ومع ذلك كان يتحمل المشقة لأجل امتثال أمر النبي ﷺ، مما يدل على أهمية الاجتهاد في فعل الخير حتى مع الصعوبات.
4- التحذير من ترك الواجبات أو المستحبات بعد التعلم: الحديث يشير إلى أن ترك ما هو مطلوب شرعًا بعد العلم به يُعد تقصيرًا يستحق اللوم.
5- الترغيب في التقوي البدني والاستعداد: الإسلام يحث على القوة البدنية والاستعداد لمواجهة الأعداء، والرماية من أهم وسائل ذلك.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● الرمي في الإسلام: كان الرمي من أهم فنون القتال في عصر النبي ﷺ، وحث عليه في عدة أحاديث، مثل قوله: «ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميًا» (رواه البخاري).
● معنى "فليس منا": هذه العبارة لا تعني الكفر، ولكنها تفيد عدم الموافقة الكاملة لسنة النبي ﷺ، أو أنها تعبير عن الزجر والتحذير الشديد.
● التطبيق المعاصر: يمكن تطبيق هذا الحديث على كل مهارة نافعة للأمة الإسلامية، كالعلم الشرعي، والعلوم الحديثة، والتدريب العسكري، فيجب المحافظة عليها وتطويرها.
● الرماية اليوم: لا تزال الرمية (بمعنى التدريب على الأسلحة والاستعداد) من الأمور المهمة للأمة، وينبغي الاهتمام بها في برامج التدريب والتعليم.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته وطاعة رسوله، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإمارة (١٩١٩: ١٦٩) عن محمد بن رمح بن المهاجر، أخبرنا اللّيث، عن الحارث بن يعقوب، عن عبد الرحمن بن شماسة فذكره.
وأمّا ما رُوي عن عقبة بن عامر بلفظ: «إن الله عز وجل يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنّة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله. وارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إليّ من أن تركبوا، ليس من اللَّهو إِلَّا ثلاث: تأديب الرّجل فرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوسه ونبله، ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنها نعمة تركها أو كفرها». ففي بعضها نكارة.
رواه أبو داود (٢٥١٣)، والنسائي (٣١٤٦، ٣٥٧٨)، وأحمد (١٧٣٢١، ١٧٣٣٥، ١٧٣٣٦)، وصحّحه الحاكم (٢/ ٩٥) كلّهم من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدنني أبو سلّام (اسمه ممطور الحبشي) عن خالد بن زيد، عن عقبة بن عامر فذكره. وعند النسائيّ: خالد بن يزيد بدل خالد بن زيد.
قال الحاكم: صحيح الإسناد.
قال الأعظمي: فيه خالد بن زيد تفرّد بالرواية عنه أبو سلّام - وهو ممطور الحبشي - ولم يوثقه أحد غير ابن حبَّان ولذا قال الحافظ: «مقبول» أي عند المتابعة ولم أجد له المتابعة، وقد سُمّي عبد الله بن زيد عند الترمذيّ (١٦٣٧ م)، وابن ماجة (٢٨١١)، وأحمد (١٧٣٠٠) وقال الترمذيّ: حسن.
فظنّ البعض أنه شخص آخر، والصحيح أنه خالد بن زيد كما قال البخاريّ في التاريخ الكبير (٥/ ٩٣) وللحديث أسانيد أخرى مدارها على عبد الله بن زيد الأزرق.
ذكر الاهتمام بالخيل والرمي في الجهاد يقصد به إعداد العدّة اللازمة للدفاع والقتال حسب الزمان والمكان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 263 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من علم الرمي ثم تركه فليس منا

  • 📜 حديث: من علم الرمي ثم تركه فليس منا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من علم الرمي ثم تركه فليس منا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من علم الرمي ثم تركه فليس منا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من علم الرمي ثم تركه فليس منا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب