حديث: العبد يبق ويلحق بالروم فيرده خالد بن الوليد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب مال المسلم إذا أصابه العدو ثمّ غنمه المسلمون فصاحبُه أحقُّ به

عن نافع أن عبدًا لابن عمر أبق، فلحق بالروم، فظهر عليه خالد بن الوليد، فردّه على عبد الله، وأن فرسا لابن عمر عارٍ، فلحق بالروم، فظهر عليه، فردوه على عبد الله.

صحيح: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٣٠٦٨) عن محمد بن بشار، حَدَّثَنَا يحيى، عن عبيد الله قال: أخبرني نافع .

عن نافع أن عبدًا لابن عمر أبق، فلحق بالروم، فظهر عليه خالد بن الوليد، فردّه على عبد الله، وأن فرسا لابن عمر عارٍ، فلحق بالروم، فظهر عليه، فردوه على عبد الله.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في "كتاب الجهاد والسير"، وهو حديث له قصة وله معانٍ جليلة.
أولاً: شرح مفردات الحديث:
● عَبْدًا لابْنِ عُمَرَ: أي مملوكًا كان ملكًا لعبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
● أَبَقَ: هرب من سيده. والأَبَقُ هو العبد الآبق، أي الهارب.
● لَحِقَ بِالرُّومِ: فرَّ إلى أرض الروم، وهم دولة غير إسلامية كانت في حالة حرب مع المسلمين آنذاك.
● فَظَهَرَ عَلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: أي غلبهم خالد بن الوليد رضي الله عنه في المعركة واستولى على الغنائم، فوجد هذا العبد ضمن الأسرى أو المغانم.
● فَرَدَّهُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ: أعاده ورده إلى مالكه الشرعي، عبد الله بن عمر، ولم يأخذه كغنيمة له.
● وأن فَرَسًا لابْنِ عُمَرَ عَارٍ: أي فرسٌ كان لابن عمر هرب (والعارِي من الخيل: الهارب).
● فَلَحِقَ بِالرُّومِ: أي دخل في أرضهم.
● فَظَهَرُوا عَلَيْهِ: أي غلب المسلمون الروم في تلك الوقعة.
● فَرَدُّوهُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ: فرده القادة والجنود على ابن عمر recognizing أنه ملكه الخاص.
ثانيًا: شرح الحديث ومعناه:
يخبرنا الصحابي الجليل نافع -مولى عبد الله بن عمر- بهاتين القصتين العظيمتين:
1- قصة العبد الآبق: هرب عبد مملوك لابن عمر إلى أرض العدو (الروم). وعندما انتصر المسلمون بقيادة البطل خالد بن الوليد رضي الله عنه في إحدى المعارك، ووقع هذا العبد في الأسر بين الغنائم، لم يعتبره خالد -مع كونه في أرض الحرب- غنيمةً تُقسّم على الجنود، بل عرف أنه مال خاص لمسلم (عبد الله بن عمر) هرب إلى هنا، فأمر بإعادته إلى صاحبه. هذا مع أن العبد قد خان بأبقه وخروجه إلى دار الكفر.
2- قصة الفرس العاري:同样的 الموقف تكرر مع فرس (حصان) لابن عمر هرب ودخل أرض الروم. وعندما انتصر المسلمون في معركة أخرى ووجدوا هذا الفرس،认出وه أنه ملك لابن عمر، فردوه عليه دون أدنى تردد.
ثالثًا: الدروس المستفادة والفَوائد:
1- العدل وأداء الأمانة: الموقف يظهر أعلى درجات العدل والأمانة عند قادة المسلمين وعامتهم. فمع أن العبد والفرس وُجدا في معسكر العدو وأصبحا تحت سلطة المسلمين المنتصرين، إلا أنهم لم يستولوا عليهما بحجة أنهما من غنائم الحرب، بل احترموا حق الملكية الفردية وردوهما لصاحبهما.
2- قدوة القادة: خالد بن الوليد رضي الله عنه، وهو قائد عسكري كبير وأمير الجيش، يقدم قدوة رائعة في التمسك بالشرع والعدل وعدم الاستئثار بشيء ليس من حقه، حتى لو كان الأمر يبدو صغيرًا.
3- احترام الملكية الخاصة في الإسلام: الإسلام يحفظ حقوق الناس وأموالهم، حتى في أحلك ظروف الحرب، فلا يُغتصب مال مسلم بحال من الأحوال.
4- الشجاعة الأدبية والنزاهة: جيش المسلمين لم ينظر إلى هذا المال (الفرس) كفرصة للاغتناء، بل كان نزيهًا أمينًا، مما يعكس التربية الإيمانية الراقية التي كان عليها الصحابة رضي الله عنهم.
5- التعامل مع الآبق (العبد الهارب): رغم أن هروب العبد ذنب كبير، إلا أن الإسلام لا يسقط حق الملكية بهروبه، ويجب رده إلى سيده ليقوم بحقه.
6- سمو الأخلاق في الحرب: الإسلام ينظم حتى أمور الحرب، فلا فوضى ولا نهب ولا سلب، بل عدل وأخلاق حتى مع العدو.
رابعًا: معلومات إضافية:
- هذا الحديث من أمارات نبل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وورعهم وتقواهم.
- وهو نموذج عملي لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58].
- القصة تدل على شجاعة خالد بن الوليد العسكرية من جهة، وشجاعته الأخلاقية في تطبيق الحق من جهة أخرى.
- فيها بيان أن الغنيمة هي ما كان أصله ملكًا للكفار، أما ما كان أصله ملكًا للمسلمين فلا يدخل في الغنائم ويجب رده.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجهاد والسير (٣٠٦٨) عن محمد بن بشار، حَدَّثَنَا يحيى، عن عبيد الله قال: أخبرني نافع .. فذكره.
وأمّا ما رُوي عن عثمان بن أبي حازم، عن أبيه، عن جده صخر أن رسول الله ﷺ غزا ثقيفا،
فلمّا أن سمع ذلك صخر ركب في خيل يمد النبي ﷺ فوجد نبي الله ﷺ قد انصرف، ولم يفتح، فجعل صخر يومئذ عهد الله وذمته أن لا يفارق هذا القصر حتَّى ينزلوا على حكم رسول الله ﷺ، فلم يفارقهم حتَّى نزلوا على حكم رسول الله ﷺ، فكتب إليه صخر:
أما بعد: فإن ثقيفا قد نزلت على حكمك يا رسول الله وأنا مقبل إليهم وهم في خيل. فأمر رسول الله ﷺ بالصلاة جامعة، فدعا لأحمس عشر دعوات: «اللهم بارك لأحمس في خيلها ورجالها».
وأتاه القوم فتكلم المغيرة بن شعبة فقال: يا نبي الله إن صخرًا أخذ عمتي ودخلت فيما دخل فيه المسلمون. فدعاه فقال: «يا صخر إن القوم إذا أسلموا أحرزوا دماءهم وأموالهم فادفع إلى المغيرة عمته». فدفعها إليه. وسأل نبي الله ﷺ ماء لبني سليم قد هربوا عن الإسلام وتركوا ذلك الماء. فقال: يا نبي الله أنزلنيه أنا وقومي. قال «نعم». فأنزله وأسلم - يعني السلميين - فأتوا صخرًا فسألوه أن يدفع إليهم الماء فأبى فأتوا النَّبِيّ ﷺ فقالوا: يا نبي الله أسلمنا وأتينا صخرًا ليدفع إلينا ماءنا فأبى علينا. فأتاه فقال: «يا صخر إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم فادفع إلى القوم ماءهم». قال: نعم يا نبي الله. فرأيت وجه رسول الله ﷺ يتغير عند ذلك حمرةً حياءً من أخذه الجارية وأخذه الماء. فلا يصح.
رواه أبو داود (٣٠٦٧) - ومن طريقه البيهقيّ (٩/ ١١٤) - من رواية الفريابي (وهو محمد بن يوسف) حَدَّثَنَا أبان بن عبد الله بن أبي حازم، حَدَّثَنِي عثمان بن أبي حازم، عن أبيه، عن جده صخر فذكره.
وصخر هو: ابن العيلة.
وقال المزي في التحفة (٤/ ١٦٠): وهكذا رواه أبو نعيم عن أبان.
وفي إسناده عثمان بن أبي حازم روى عنه أبان، ولم يوثقه أحد إِلَّا أن ابن حبَّان ذكره في ثقاته.
ولذا قال ابن حجر: «مقبول» أي عند المتابعة ولم أجد له متابعا.
وأبوه أبو حازم بن صخر روى عنه ابنه عثمان، ولم يوثقه أحد فلا يعرف حاله ولذا قال ابن حجر: مستور.
وأبان بن عبد الله بن أبي حازم صدوق في حفظه لين، وقد اختلف عليه في إسناده، ساقه أبو نعيم في ترجمة صخر بن العبلة من معرفة الصّحابة، وابن حجر في الإصابة، والمزي في تحفة الأشراف (٤/ ١٦٠) وقال المزي: حديث الفريابي وأبي نعيم أصح.
وقد ضعف هذا الحديث غير واحد من أهل العلم منهم البيهقيّ في الكبرى (٩/ ١١٥)، والإشبيلي في أحكامه الوسطى (٣/ ٧٤) ووافقه ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (٣/ ٢٦٠).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 302 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: العبد يبق ويلحق بالروم فيرده خالد بن الوليد

  • 📜 حديث: العبد يبق ويلحق بالروم فيرده خالد بن الوليد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: العبد يبق ويلحق بالروم فيرده خالد بن الوليد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: العبد يبق ويلحق بالروم فيرده خالد بن الوليد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: العبد يبق ويلحق بالروم فيرده خالد بن الوليد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب