حديث: من قتل قتيلا فله كذا وكذا ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في حكم السلب

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ يوم بدر: «من فعل كذا وكذا فله من النفل كذا وكذا قال: فتقدم الفتيان ولزم المشيخة الرايات، فلم يبرحوها فلمّا فتح الله عليهم قال المشيخة: كنا ردءا لكم لو انهزمتم لفئتم إلينا فلا تذهبوا بالمغنم ونبقى، فأبى الفتيان وقالوا: جعله رسول الله ﷺ لنا فأنزل: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ يقول: فكان ذلك خيرًا لهم، فكذلك أيضًا فأطيعوني؟ فإني أعلم بعاقبة هذا منكم».
وفي لفظ: «من قتل قتيلا فله كذا وكذا، ومن أسر أسيرًا فله كذا وكذا». وزاد في رواية: فقسمها رسول الله ﷺ بالسواء.

صحيح: رواه أبو داود (٢٧٣٧)، والحاكم (٢/ ١٣١ - ١٣٢) - وعنه البيهقيّ (٦/ ٢٩١) - كلاهما من طريق خالد بن عبد الله الواسطيّ، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ يوم بدر: «من فعل كذا وكذا فله من النفل كذا وكذا قال: فتقدم الفتيان ولزم المشيخة الرايات، فلم يبرحوها فلمّا فتح الله عليهم قال المشيخة: كنا ردءا لكم لو انهزمتم لفئتم إلينا فلا تذهبوا بالمغنم ونبقى، فأبى الفتيان وقالوا: جعله رسول الله ﷺ لنا فأنزل: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ يقول: فكان ذلك خيرًا لهم، فكذلك أيضًا فأطيعوني؟ فإني أعلم بعاقبة هذا منكم».
وفي لفظ: «من قتل قتيلا فله كذا وكذا، ومن أسر أسيرًا فله كذا وكذا». وزاد في رواية: فقسمها رسول الله ﷺ بالسواء.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا وعليك أبواب فهم سنّة نبيه ﷺ.
هذا الحديث العظيم، الذي رواه الإمام أحمد وغيره عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يروي لنا قصةً من أحداث غزوة بدر الكبرى، وهي ليست مجرد حادثة تاريخية، بل تحوي دروساً عظيمة في الحكم الشرعي، وأدب التعامل مع النبي ﷺ، وتصرف الجماعة المسلمة.

أولاً. شرح المفردات:


● النَّفْل: هو العطية والهبة الزائدة عن الواجب، والمقصود هنا الغنائم التي وعد بها النبي ﷺ من يقوم بفعل معين.
● الفِتْيَان: جمع فتى، وهم الشبان الأحداث.
● المَشَايِخ: جمع شيخ، وهم كبار السن من الصحابة.
● رَدْءًا: عوناً وظهيراً ومعيناً، أي أنهم كانوا في المؤخرة يحمون ظهور المقاتلين ويؤمنونهم.
● لَزِمُوا الرَّايَات: ثبتوا عندها ولم يبرحوها، أي أنهم بقوا في مواقعهم الدفاعية يحمون العلم.
● فَئْتُمْ إِلَيْنَا: رجعتم واعتصمتم بنا.
● بالمَغْنَم: بحصة الغنيمة كاملة.
● فَأَبَى الفِتْيَان: رفض الشبان أن يعطوهم شيئاً من الغنائم.
● فَكَذَلِكَ أَيْضًا فَأَطِيعُونِي؟: هذا استفهام تقريري من ابن عباس وهو يشرح الحديث، يعني: فكما أطاعوا الرسول ﷺ في النهاية فانقادوا لأمر الله، فكذلك أنا (ك مفسر للقرآن) فأطيعوني في تفسيري.
● أَعْلَمُ بِعَاقِبَةِ هَذَا مِنْكُمْ: أي أعلم بما تؤول إليه عواقب الأمور.

ثانياً. شرح الحديث:


1- الوعد بالنفل: في يوم بدر، وقبل بدء القتال، وعد النبي ﷺ المقاتلين بغنائم (نفل) لمن يقوم بأعمال بطولية محددة، مثل قتل عدو أو أسره، لتحفيز هممهم على القتال. وهذا من الحكمة العسكرية.
2- تقسيم الأدوار: استجاب الشبان للوعد وتقدموا للقتال في المقدمة، بينما ثبت كبار السن (المشايخ) عند الرايات في المؤخرة، يؤمنون ظهور المقاتلين ويحمونهم من أي هجوم مفاجئ، فكانوا بمثابة القوة الاحتياطية والدرع الواقي.
3- النزاع بعد النصر: بعد أن منَّ الله تعالى على المسلمين بالنصر، طالب المشايخ بنصيب من الغنائم بحجة أنهم كانوا "ردءاً" وحماية للمقاتلين، وأنه لولا وجودهم لكان الهزيمة قد تحققت لو انهزم المقدمة. بينما أصر الشبان على أن الوعد كان خاصاً بمن قاتل فقط، وأن الغنيمة حق لهم وحدهم.
4- الحكم الإلهي: أنزل الله تعالى في هذا النزاع آية من سورة الأنفال تُحسم الأمر: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}. أي أن أمر الغنائم وتبييت حكمها ليس لأحد، بل هو حق خالص لله ولرسوله ﷺ، هو الذي يتصرف فيها بحكمته وتشريعه. ثم أمرهم تعالى بتقوى الله وإصلاح ذات بينهم وطاعته وطاعة رسوله.
5- القسمة العادلة: استجاب الجميع لأمر الله ورسوله، فقام النبي ﷺ بقسمة الغنائم بِالسَّوَاء، أي بعدل بين جميع المقاتلين، سواء من كان في المقدمة أو من كان في المؤخرة، مما أسكت النزاع وأرضى الجميع، وكان هذا القسم العادل خَيْرًا لَهُمْ من التخاصم والتنازع.
6- خاتمة ابن عباس: يختم ابن عباس رضي الله عنهما شرحه بقوله: "فَكَذَلِكَ أَيْضًا فَأَطِيعُونِي؟ فَإِنِّي أَعْلَمُ بِعَاقِبَةِ هَذَا مِنْكُمْ". وهذا ليس جزءاً من الحديث، بل هو كلام ابن عباس وهو يفسر القرآن ويشرح الحديث للناس، فهو يقول لهم: كما انقاد الصحابة لأمر الله ورسوله فحلّ المشكلة، فانقادوا أنتم لكلامي في التفسير والشرح، فإني أعلم بعواقب الأمور الشرعية منكم. وهذا من مكانته رضي الله عنه وحبر الأمة وترجمان القرآن.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- حكمة النبي ﷺ القيادية: في تحفيز الجنود بالوعد بالمكافأة، وتنظيم الصفوف وتقسيم الأدوار بين المقدمة والمؤخرة.
2- التحذير من التنازع: النزاع على الدنيا والغنائم بعد النصر يمكن أن يهدم ما بناه الجهاد، ولذلك جاء الأمر الإلهي بالإصلاح بين المؤمنين.
3- الردعية إلى الله ورسوله: عند حصول الخلاف بين المسلمين، يجب الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ للفصل فيه، فهو الضمانة الوحيدة للعدل ورفع الظلم. {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَسُولِ}.
4- طاعة ولي الأمر: وجوب طاعة الله وطاعة الرسول ﷺ في الصغير والكبير، وترك الهوى.
5
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٧٣٧)، والحاكم (٢/ ١٣١ - ١٣٢) - وعنه البيهقيّ (٦/ ٢٩١) - كلاهما من طريق خالد بن عبد الله الواسطيّ، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، فقد احتج البخاريّ بعكرمة، وقد احتج مسلم بداود بن أبي هند.
قال الذّهبيّ: هو على شرط البخاريّ.
والزيادة المذكورة بلفظين قد رواها أبو داود (٢٧٣٨، ٢٧٣٩)، والبيهقي (٦/ ٣١٥، ٦/ ٢٩٢) من طرق عن داود بن أبي هند به. وإسناده صحيح أيضًا.
وفي الباب عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله ﷺ: «من قتل فله السلب». رواه ابن ماجة (٢٨٣٨)، وأحمد (٢٠٤٤) من طريق أبي معاوية، حَدَّثَنَا أبو مالك الأشجعيّ، عن نعيم بن أبي هند، عن ابن سمرة بن جندب، عن أبيه فذكره.
وفي إسناده ابن سمرة بن جندب، وقد أسقطه بعض الرواة، والصواب إثباته كما نص عليه أبو حاتم الرازي فيما نقل عنه ابنه في العلل (٩٢٨).
وابن سمرة هذا قيل: هو سليمان، وقد أخرجه الطبرانيّ في الكبير (٧/ ٢٩٥) تحت ترجمته: «سليمان بن سمرة عن أبيه» وذكر له عدة طرق جاء في بعضها أنه سليمان، وهذه الطرق لا تخلو
من مقال.
وسليمان بن سمرة لم يوثقه غير ابن حبَّان فذكره في الثّقات، ولذا قال ابن حجر في التقريب: «مقبول» أي عند المتابعة ولم أجد له متابعا فهو لين الحديث. والله أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 298 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من قتل قتيلا فله كذا وكذا ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا

  • 📜 حديث: من قتل قتيلا فله كذا وكذا ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من قتل قتيلا فله كذا وكذا ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من قتل قتيلا فله كذا وكذا ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من قتل قتيلا فله كذا وكذا ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب