حديث: من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عهدًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نبذ العهد إلى العدو إذا خيف منهم الخيانة

عن سليم بن عامر قال: كان بين معاوية وبين أهل الروم عهد، وكان يسير في
بلادهم حتَّى إذا انقضى العهد أغار عليهم، فإذا رجل على دابة أو على فرس وهو يقول: الله أكبر وفاء لا غدر، وإذا هو عمرو بن عبسة، فسأله معاوية عن ذلك، فقال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «من كان بينه وبين قوم عهد، فلا يحلن عهدًا، ولا يشدنه حتَّى يمضي أمدُه أو ينبذ إليهم على سواء»، قال: فرجع معاويةُ بالناس.

صحيح: رواه أبو داود (٢٧٥٩)، والتِّرمذيّ (١٥٨٠)، وأحمد (١٧٠١٥)، وابن حبَّان (٤٨١٧) كلّهم من طرق عن شعبة، أخبرني أبو الفيض (هو موسى بن أيوب الحمصي)، عن سليم بن عامر، فذكره.

عن سليم بن عامر قال: كان بين معاوية وبين أهل الروم عهد، وكان يسير في
بلادهم حتَّى إذا انقضى العهد أغار عليهم، فإذا رجل على دابة أو على فرس وهو يقول: الله أكبر وفاء لا غدر، وإذا هو عمرو بن عبسة، فسأله معاوية عن ذلك، فقال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «من كان بينه وبين قوم عهد، فلا يحلن عهدًا، ولا يشدنه حتَّى يمضي أمدُه أو ينبذ إليهم على سواء»، قال: فرجع معاويةُ بالناس.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن سليم بن عامر قال: كان بين معاوية وبين أهل الروم عهد، وكان يسير في بلادهم حتى إذا انقضى العهد أغار عليهم، فإذا رجل على دابة أو على فرس وهو يقول: الله أكبر وفاء لا غدر، وإذا هو عمرو بن عبسة، فسأله معاوية عن ذلك، فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من كان بينه وبين قوم عهد، فلا يحلن عهدًا، ولا يشدنه حتى يمضي أمدُه أو ينبذ إليهم على سواء»، قال: فرجع معاويةُ بالناس.


1. شرح المفردات:


● عهد: اتفاقية سلام أو مهادنة بين المسلمين وغيرهم.
● أغار عليهم: هاجمهم فجأة.
● وفاء لا غدر: إخلاص بالوعد وعدم خيانة.
● لا يحلن عهدًا: لا يحلّ العهد أو يفسخه قبل انتهاء مدته.
● ولا يشدنه: لا يشدّ العهد (أي لا يجعله مشدودًا ملزمًا بعد انتهائه، بل يلتزم به حتى نهايته).
● ينبذ إليهم على سواء: يعلن لهم إنهاء العهد بطريقة واضحة ومتساوية للطرفين.
● على سواء: أي بعد إعلامهم وإتاحة الفرصة لهم للاستعداد.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي سليم بن عامر أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان بينه وبين الروم (الإمبراطورية البيزنطية) عهد أو هدنة مؤقتة. خلال هذه الفترة، كان المسلمون يسيرون في أراضي الروم بأمان بسبب العهد. وعندما انتهت مدة العهد، أراد معاوية أن يهاجم الروم فجأة دون سابق إنذار، فتصدى له الصحابي الجليل عمرو بن عبسة رضي الله عنه وهو يركب دابته أو فرسه، مرددًا "الله أكبر، وفاء لا غدر"، أي أن الوفاء بالعهد هو الأصل وليس الغدر.
فسأله معاوية عن سبب قوله ذلك، فأخبره عمرو بن عبسة أنه سمع النبي ﷺ يقول: "من كان بينه وبين قوم عهد، فلا يحلن عهدًا، ولا يشدنه حتى يمضي أَمَده أو ينبذ إليهم على سواء". أي أن المسلم لا يجوز له أن ينقض العهد قبل انتهاء مدته، ولا أن يلتزم به بعد انتهاء مدته دون إعلان، بل يجب أن يبلغ الطرف الآخر بنهاية العهد حتى يكونوا على علم واستعداد.
فاستجاب معاوية رضي الله عنه لكلام النبي ﷺ، ورجع بجيشه ولم يهاجم الروم إلا بعد إنذارهم.


3. الدروس المستفادة:


1- الوفاء بالعهد: الإسلام يحث على الوفاء بالعهود والمواثيق، ويحرم الغدر، حتى مع غير المسلمين. قال تعالى: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [الإسراء: 34].
2- الأمانة في التعامل: المسلم مطالب بأن يكون أمينًا في تعاملاته كلها، حتى في الحرب، فلا يغدر ولا يخون.
3- الشرعية في إنهاء العهود: لا يجوز إنهاء العهد فجأة، بل يجب إعلام الطرف الآخر حتى يكون الإنهاء واضحًا وعادلًا.
4- قبول الحق: معاوية رضي الله عنه قبل النصيحة وتراجع عن خطته عندما علم بالحديث، وهذا دليل على تواضع الصحابة وقبولهم للحق.
5- الدعوة إلى الخير: عمرو بن عبسة لم يتردد في تذكير معاوية بالحق، وهذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وصححه الألباني.
- العمرو بن عبسة هو صحابي جليل، شهد بيعة العقبة، وكان من السابقين إلى الإسلام.
- الحديث يظهر رفعة الأخلاق الإسلامية في الحرب والسلم، وأن المسلمين لا يغدرون ولا يخونون، بل يلتزمون بالعهود حتى انتهاء مدتها.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للعمل بشرعه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٧٥٩)، والتِّرمذيّ (١٥٨٠)، وأحمد (١٧٠١٥)، وابن حبَّان (٤٨١٧) كلّهم من طرق عن شعبة، أخبرني أبو الفيض (هو موسى بن أيوب الحمصي)، عن سليم بن عامر، فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الترمذيّ: حديث حسن صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 275 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عهدًا

  • 📜 حديث: من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عهدًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عهدًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عهدًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلن عهدًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب