حديث: جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في المنّ على الأسرى

عن مروان بن الحكم ومسور بن مخرمة أخبراه: أن رسول الله ﷺ قال حين جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم، فقال لهم رسول الله ﷺ: «أحب الحديث إلي أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين: إما السبي، وإما المال، وقد كنت استأنيت بهم»، وقد كان رسول الله ﷺ انتظر آخرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف، فلمّا تبين لهم أن رسول الله ﷺ غير راد إليهم إِلَّا إحدى الطائفتين، قالوا: فإنا نختار سبينا، فقام رسول الله ﷺ في المسلمين، فأثنى على الله بما هو أهله، ثمّ قال: «أما بعد، فإن إخوانكم هؤلاء قد جاءونا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم، من أحب أن يطيب فليفعل»، ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتَّى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل، فقال الناس: قد طيبنا ذلك يا رسول الله لهم، فقال لهم رسول الله ﷺ: «إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن، فارجعوا حتَّى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم»، فرجع الناس، فكلّمهم عرفاؤهم، ثمّ رجعوا إلى رسول الله ﷺ فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا، فهذا الذي بلغنا عن سبي هوازن.

صحيح: رواه البخاريّ في فرض الخمس (٣١٣١، ٣١٣٢) عن سعيد بن عُفير، حَدَّثَنِي اللّيث، حَدَّثَنِي عُقيل، عن ابن شهاب قال: وزعم أن مروان بن الحكم ومسور بن مخرمة أخبراه فذكراه.

عن مروان بن الحكم ومسور بن مخرمة أخبراه: أن رسول الله ﷺ قال حين جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم، فقال لهم رسول الله ﷺ: «أحب الحديث إلي أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين: إما السبي، وإما المال، وقد كنت استأنيت بهم»، وقد كان رسول الله ﷺ انتظر آخرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف، فلمّا تبين لهم أن رسول الله ﷺ غير راد إليهم إِلَّا إحدى الطائفتين، قالوا: فإنا نختار سبينا، فقام رسول الله ﷺ في المسلمين، فأثنى على الله بما هو أهله، ثمّ قال: «أما بعد، فإن إخوانكم هؤلاء قد جاءونا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم، من أحب أن يطيب فليفعل»، ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتَّى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل، فقال الناس: قد طيبنا ذلك يا رسول الله لهم، فقال لهم رسول الله ﷺ: «إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن، فارجعوا حتَّى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم»، فرجع الناس، فكلّمهم عرفاؤهم، ثمّ رجعوا إلى رسول الله ﷺ فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا، فهذا الذي بلغنا عن سبي هوازن.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإن الحديث الذي ذكر حديث عظيم، ورد في صحيح البخاري ومسلم، وفيه دروس وعبر جليلة في التعامل مع المسلمين الجدد، وفي أخلاق النبي ﷺ العظيمة في العفو والحلم، وفي احترام رأي الأمة ومشورتها.

أولاً. شرح المفردات:


● وفد هوازن: جماعة جاءت من قبيلة هوازن التي حاربت المسلمين في غزوة حنين، ثم أسلموا.
● السبي: الأسرى من النساء والأطفال.
● استأنيت بهم: انتظرت قدومهم وتريثت.
● قفل من الطائف: رجع منها.
● عرفاؤهم: زعماؤهم ووجهاؤهم.
● يُفيء الله علينا: يعطينا من الغنائم.

ثانياً. شرح الحديث:


لما انتصر المسلمون في غزوة حنين على قبيلة هوازن، أخذوا منهم غنائم وسبياً كثيراً. ثم جاء وفد من هوازن إلى النبي ﷺ وأعلنوا إسلامهم، وطلبوا منه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم. فلم يرد النبي ﷺ أن يرد إليهم كل شيء، بل أعطاهم خياراً بين المال أو السبي، وقال لهم: «أحب الحديث إلي أصدقه» أي أن أصدق الكلام هو ما أقول لكم، وهو أن تختاروا واحدة من هاتين الطائفتين: إما السبي أو المال.
ولما رأوا أنه لن يعطيهم إلا واحدة، اختاروا السبي. فقام النبي ﷺ في المسلمين وخطبهم، وحمد الله وأثنى عليه، ثم أخبرهم أن هؤلاء القوم قد جاءوا تائبين مسلمين، ورأى أن يرد إليهم سبيهم. ثم خيّر الصحابة بين أن يتطوعوا برد السبي طيبة به أنفسهم، أو أن يبقوا على حقهم حتى يعوضهم النبي ﷺ من الغنائم المستقبلية. فاستجاب الصحابة كرماً منهم وطيب نفس، وقالوا: "قد طيبنا ذلك يا رسول الله".
ولكن النبي ﷺ أراد أن يتأكد من رضى الجميع، لا أن يكتفى بكلام البعض، فقال: «إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن»، فأمرهم أن يرجعوا ويرفع إليه عرفاؤهم (زعماؤهم) الأمر. فرجعوا وتشاوروا، ثم أتوا إليه وأخبروه بأنهم جميعاً قد طيبوا وأذنوا.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- فضل الصدق في القول والعمل: قوله ﷺ: «أحب الحديث إلي أصدقه» يدل على أهمية الصدق في كل شيء.
2- الحكمة في التعامل مع المسلمين الجدد: حيث عاملهم النبي ﷺ برفق وحكمة، فلم يرد لهم كل شيء، لكنه أعطاهم خياراً.
3- مشورة الأمة واحترام رأيها: لم يرد النبي ﷺ أن يفرض على الصحابة رد السبي، بل خيرهم وترك لهم حرية الاختيار.
4- الحرص على طيب النفس ورضا الناس: حيث أمرهم أن يرجعوا ويتشاوروا حتى لا يبقى أحد كارهًا.
5- الرفق بالأسرى والمسلمين الجدد: حيث ردَّ عليهم سبيهم بعد إسلامهم.
6- فضل الكرم والعفو: حيث تطوع الصحابة برد السبي طيبةً به أنفسهم.

رابعاً. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على أن الإسلام يراعي الظروف النفسية والاجتماعية للمسلمين الجدد، ويحث على كسب قلوبهم.
- وفيه دليل على أن القائد الحكيم هو الذي يحترم آراء أتباعه ولا يستبد بالأمر.
- وفيه بيان لكرم الصحابة واستجابتهم لأمر النبي ﷺ.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فرض الخمس (٣١٣١، ٣١٣٢) عن سعيد بن عُفير، حَدَّثَنِي اللّيث، حَدَّثَنِي عُقيل، عن ابن شهاب قال: وزعم أن مروان بن الحكم ومسور بن مخرمة أخبراه فذكراه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 284 من أصل 424 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم

  • 📜 حديث: جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: جاءه وفد هوازن مسلمين، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب