حديث: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب أخذ الجزية من أهل الذمة
الرجلان والرأس، وإن شدخ الرأس ذهبت الرجلان والجناحان والرأس، فالرأس كسرى، والجناح قيصر، والجناح الآخر فارس، فمر المسلمين فلينفروا إلى كسرى.
وقال بكر وزياد جميعا عن جبير بن حية قال: فندبنا عمر، واستعمل علينا النعمان بن مقرن حتى إذا كنا بأرض العدو، وخرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفا، فقام ترجمان فقال: ليكلمني رجل منكم فقال المغيرة: سَلْ عما شئت؟ قال: ما أنتم؟ قال: نحن أناس من العرب، كنا في شقاء شديد وبلاء شديد، نمص الجلد والنوى من الجوع، ونلبس الوبر والشعر، ونعبد الشجر والحجر فبينا نحن كذلك، إذ بعث رب السموات ورب الأرضين تعالى ذكره وجلت عظمته، إلينا نبيا من أنفسنا، نعرف أباه وأمه، فأمرنا نبينا رسول ربنا ﷺ أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده، أو تؤدوا الجزية، وأخبرنا نبينا ﷺ عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى الجنة في نعيم لم ير مثلها قط، ومن بقي منا ملك رقابكم».
صحيح: رواه البخاري في الجزية والموادعة (٣١٥٩) عن الفضل بن يعقوب: حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا المعتمر بن سليمان، حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي، حدثنا بكر بن عبد الله المزني، وزياد بن جبير، عن جبير بن حية، قال .

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:
أولاً. شرح المفردات:
● أفناء الأمصار: نواحي البلدان وأطرافها.
● الهرمزان: قائد فارسي كان من أكابرهم، ثم أسلم وحسن إسلامه.
● مستشيرك: طالبًا مشورتك ورأيك.
● مغازي هذه: حروب هذه البلاد ووجهة القتال فيها.
● شدخ الرأس: كسره وتحطيمه.
● كسرى: لقب ملوك الفرس.
● قيصر: لقب ملوك الروم.
● فندبنا عمر: حثنا عمر وجمعنا للجهاد.
● نمص الجلد: نُمصّ الشحم الملتصق بالجلد من شدة الجوع.
● نلبس الوبر والشعر: نرتدي الملابس المصنوعة من وبر الإبل وشعر الغنم.
ثانيًا. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي جبير بن حية أن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعث الجيوش إلى مناطق مختلفة لمقاتلة المشركين، فأسلم القائد الفارسي الهرمزان وأصبح من المسلمين، فطلب من عمر أن يشرح له خطة الحرب ضد أعداء المسلمين.
ضرب عمر مثلاً لبيان حالة الأعداء، فقال: إن حالهم كطائر له رأس وجناحان ورجلان:
● الرأس: هو كسرى (ملك الفرس) لأنه قائدهم ومصدر توجيههم.
● الجناح الأول: هو قيصر (ملك الروم) لأنه قوة أخرى تدعمهم.
● الجناح الثاني: هو فارس (يقصد جيوش الفرس نفسهم).
وشرح أن:
- إذا كسر أحد الجناحين (أي هزمت إحدى القوتين) بقي الرأس والرجلان والجناح الآخر.
- إذا كسر الجناح الآخر (أي هزمت القوة الثانية) بقي الرأس والرجلان.
- إذا شدخ الرأس (أي قُتل أو هُزم الملك القائد) سقط الجميع وانهارت الدولة.
ثم أمر عمر المسلمين بالتوجه لقتال كسرى مباشرة لأنه الرأس الذي إذا سقط سقطت بقية القوى.
ثم يتابع جبير بن حية أن عمر جمع الجيش وأمّر عليهم النعمان بن مقرن، فلما التقوا بجيش كسرى الذي كان عدده أربعين ألفاً، طلب عامل كسرى محادثة أحد المسلمين، فتقدم المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه-.
فقال عامل كسرى: "ما أنتم؟" فأجابه المغيرة ببيان حال العرب قبل الإسلام، وأنهم كانوا في فقر وجهل وعبادة للأوثان، ثم بعث الله تعالى نبياً منهم يعرفون نسبه (وهو محمد ﷺ)، فأمرهم بقتال المشركين حتى يُعبد الله وحده أو يؤدوا الجزية، وبشرهم بأن الشهيد يدخل الجنة والباقي ينتصر عليهم.
ثالثًا. الدروس المستفادة:
1- حكمة القيادة الإسلامية: يظهر من كلام عمر -رضي عنه- depth الفهم الاستراتيجي وتحليل مواطن القوة والضعف في العدو.
2- أهمية استهداف القيادة: في الحروب، من الحكمة استهداف قادة العدو لأن سقوطهم يؤدي لانهيار معنويات الجيش.
3- قوة الإيمان: بيان المغيرة لحال العرب قبل الإسلام وبعده يدل على كيف غير الإيمان حالهم من الضعف إلى القوة.
4- الشفافية في الحوار: المغيرة لم يخف حقيقة حالهم بل صرح بها، وهذا يدل على ثقة المسلم بحقيقة دينه.
5- الهدف من الجهاد: هو دعوة الناس إلى عبادة الله وحده أو قبولهم بالجزية، وليس الإكراه على الدين.
6- البشارة للمجاهدين: تذكير المسلمين بثواب الجنة للشهداء والنصر للأحياء.
رابعًا. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدل على جانباً من عبقرية عمر العسكرية والسياسية.
- الهرمزان أصبح بعد إسلامه من المقربين لعمر واستفاد منه المسلمون في فهم استراتيجيات الفرس.
- القصة حدثت في فترة حروب المسلمين مع الفرس والروم.
- المغيرة بن شعبة معروف بفصاحته وحكمته، لذلك اختاره المسلمين للمفاوضة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب
- 1 من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة
- 2 من قتل نفسا معاهدة بغير حلّها حرّم الله عليه الجنّة
- 3 كنا لا نقتل تجار المشركين على عهد رسول الله
- 4 أوصيكم بذمة الله فإنه ذمة نبيكم ورزق عيالكم
- 5 تنتهك ذمة الله وذمة رسوله فيمنعون ما في أيديهم
- 6 منعت العراق درهمها وقفيزها
- 7 إن الله يعذب الذين يعذبون في الدنيا
- 8 من قتل معاهدًا له ذمة الله ورسوله حرم الله عليه...
- 9 ألا إن الجنة لا تحل إلا لمؤمن
- 10 النبي ﷺ يعود الغلام اليهودي ويقول له أسلم
- 11 اركب دابتك وسر أمامها فإنك إذا كنت أمامها لم تكن...
- 12 من أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
- 13 ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم
- 14 المرأة تأخذ للقوم تجير على المسلمين
- 15 من أجرت فقد أجرناها
- 16 ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا...
- 17 اغزوا باسم الله في سبيل الله ولا تغلوا ولا تغدروا.
- 18 بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين
- 19 أخذ رسول الله الجزية من مجوس هجر
- 20 بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة فأخذوه
- 21 تظهرون عليهم فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم
- 22 لو جاءنا مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا
- 23 أكثر مال أتي به رسول الله ﷺ من البحرين
- 24 من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تبيعة
- 25 صلح النبي مع اهل نجران على الفي حلة وعتاد
- 26 نزول آية فاحكم بينهم بما أنزل الله
- 27 ليس على المسلمين عشور
- 28 لا تصلح قبلتان في أرض
- 29 من عقد الجزية في عنقه فقد برئ مما عليه رسول...
- 30 إذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه
- 31 قالوا: السام عليك يا أبا القاسم فقال: «وعليكم»
- 32 مهلا يا عائشة، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله
- 33 إذا سلم عليكم اليهود فقالوا السام عليكم فقولوا عليك
- 34 قولوا: وعليكم
- 35 من سلم عليكم فقولوا وعليكم
- 36 التبليغ عن رسول الله ولو بآية واحدة
- 37 لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوا
- 38 ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا
- 39 انطلقوا إلى يهود أسلموا تسلموا
- 40 لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب
- 41 اعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
- 42 لا يترك بجزيرة العرب دينان
- 43 أخرجوا اليهود من جزيرة العرب
- 44 أخرج عمر يهود خيبر وأعطاهم قيمة أموالهم
- 45 من عدى على عبد الله بن عمر ففدع يديه
- 46 نزول عيسى ابن مريم حكماً عادلاً في آخر الزمان
معلومات عن حديث: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين
📜 حديث: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








