حديث: أكثر مال أتي به رسول الله ﷺ من البحرين
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قسمة مال الجزية على مصالح المسلمين
حسن: أورده البخاري في الجزية (٣١٦٥) فقال: قال إبراهيم يعني ابن طهمان - عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك - فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإني أقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أُتِيَ النبيُّ ﷺ بِمَالٍ مِنَ البَحْرَيْنِ، فَقَالَ: «انْثُرُوهُ فِي المَسْجِدِ»، وَكَانَ أَكْثَرَ مَالٍ أُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى الصَّلاَةِ وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةِ جَاءَ، فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَمَا كَانَ يَرَى أَحَدًا إِلَّا أَعْطَاهُ، إِذْ جَاءَهُ العَبَّاسُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي، فَإِنِّي فَادَيْتُ نَفْسِي، وَفَادَيْتُ عَقِيلًا. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «خُذْ». فَحَثَا فِي ثَوْبِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقْلُهُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اؤْمُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعُهُ إِلَيَّ. قَالَ: «لاَ». قَالَ: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ. قَالَ: «لاَ». فَنَثَرَ مِنْهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقْلُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اؤْمُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعُهُ عَلَيَّ. قَالَ: «لاَ». قَالَ: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ. قَالَ: «لاَ». فَنَثَرَ مِنْهُ، ثُمَّ احْتَمَلَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى كَاهِلِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ، فَمَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ حَتَّى خَفِيَ عَلَيْنَا، عَجَبًا مِنْ حِرْصِهِ، فَمَا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَثَمَّ مِنْهَا دِرْهَمٌ.
1. شرح المفردات:
● أُتِيَ: جيء به وأحضِرَ إليه.
● البَحْرَيْنِ: منطقة معروفة، وهي إقليم واسع يشمل جزءs من شرق الجزيرة العربية، كانت مصدرًا للثروة.
● انْثُرُوهُ: فرقوه ونشروه على الأرض ليراها الناس.
● حَثَا: ملأ بيديه واجتذب.
● يَقْلُهُ: يرفعه ويحمله من الأرض.
● كَاهِلِهِ: ما بين الكتفين، أي ظهره.
● خَفِيَ عَلَيْنَا: اختفى عن أعيننا.
● وَثَمَّ: وفي المكان (في المسجد).
2. شرح الحديث:
يصف أنس بن مالك رضي الله عنه واقعة عظيمة تدل على زهد النبي ﷺ وعدم تعلقه بالدنيا، وكرمه الشديد، وحكمته في التصرف.
● المال من البحرين: هذا المال كان من جزية أو غنائم أو صدقات أرسلت إلى النبي ﷺ من منطقة البحرين، وكان كثرته استثنائية حتى قال أنس: "كان أكثر مال أتي به رسول الله".
● انثروه في المسجد: أمر النبي ﷺ بنشر المال في المسجد ليكون مشهدًا مرئيًا للجميع، يعلّمهم أن المال مال الله، وأنه سيقسمه بالعدل، وليظهر عدم اهتمامه الشخصي به.
● إعراضه عنه للصلاة: خرج للصلاة ولم يلتفت إلى المال، يظهر أولوية العبادة والتوجه إلى الله over الدنيا وزينتها.
● عطاؤه بعد الصلاة: بعد انتهاء الصلاة، جلس وقسم المال على الناس بلا تمييز، يعطي كل من سأله، مما يدل على جوده وسخائه ﷺ.
● طلب العباس: العباس بن عبد المطلب، عم النبي ﷺ، طلب منه عطاءً أكثر، وذكر سببين:
● فديت نفسي: أي أنفقْت المال في فداء نفسه من الأسر في غزوة بدر (حيث كان قد أسر مع المشركين ثم افتدى نفسه).
● فديت عقيلاً: وهو عقيل بن أبي طالب، الذي كان أيضًا في الأسر وافتداه العباس.
- فذكّره بذلك ليكون له حقٌّ في العطاء.
● رد النبي ﷺ "خذ": أجازه أن يأخذ، لكن لم يأمر أحدًا بمساعدته، بل تركه يحمل بنفسه.
● حرص العباس ومحاولاته: حاول العباس أن يرفع المال فلم يستطع، فطلب من النبي أن يأمر أحدًا برفعه، أو أن يرفعه هو بنفسه، فرفض النبي ﷺ في كل مرة.
● الرفض المتكرر "لا": هذا الرفض من النبي ﷺ كان ليعلم العباس والعبرة للأمة: أن الإنسان يجب أن يعتمد على نفسه ولا يتكل على غيره في حمل أعباء مكاسبه، وأن الكسب يجب أن يكون بمشقة.
● تعجب النبي من حرصه: النبي ﷺ تابع العباس بعينيه وهو يحمل المال الثقيل متعجبًا من شدة حرصه على
تخريج الحديث
قال الحافظ في الفتح (١/ ٥١٦): وصله أبو نعيم في مستخرجه، والحاكم في مستدركه من طريق أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان.
ووصله الحافظ في تغليق التعليق (٢/ ٢٢٧) من هذا الطريق وعزاه أيضا للحافظ البُجيري في صحيحه.
وإسناده حسن؛ فإن أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري وأباه كلاهما صدوق كما في التقريب.
تنبيه: والحديث لم أقف عليه في مستدرك الحاكم المطبوع، ولم أجده في إتحاف المهرة لابن
حجر في مسند أنس، ورأيته فيه (٣/ ٣٢٩ - ٣٣٠) بنحوه من حديث أبي موسى الأشعري.
وهذا المال قدم به أبو عبيدة بن الجراح من البحرين وهم مجوس هجر، ولم يكن للنبي ﷺ بيت مال يضع فيه أموال الزكاة والفيء والجزية وغيرها، بل كان يقسمها في حينها في المسجد، والعباس وإن كان غنيا ولكنه كان مغرما؛ لأنه فدى نفسه وعقيلا بثمانين أوقية ذهب، وقيل: إن هذا المال بعثه العلاء بن الحضرمي من البحرين وكان ثمانين ألفا، وإن النبي ﷺ لم يخمسه لعدم حاجته إليه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب
- 1 من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة
- 2 من قتل نفسا معاهدة بغير حلّها حرّم الله عليه الجنّة
- 3 كنا لا نقتل تجار المشركين على عهد رسول الله
- 4 أوصيكم بذمة الله فإنه ذمة نبيكم ورزق عيالكم
- 5 تنتهك ذمة الله وذمة رسوله فيمنعون ما في أيديهم
- 6 منعت العراق درهمها وقفيزها
- 7 إن الله يعذب الذين يعذبون في الدنيا
- 8 من قتل معاهدًا له ذمة الله ورسوله حرم الله عليه...
- 9 ألا إن الجنة لا تحل إلا لمؤمن
- 10 النبي ﷺ يعود الغلام اليهودي ويقول له أسلم
- 11 اركب دابتك وسر أمامها فإنك إذا كنت أمامها لم تكن...
- 12 من أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
- 13 ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم
- 14 المرأة تأخذ للقوم تجير على المسلمين
- 15 من أجرت فقد أجرناها
- 16 ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا...
- 17 اغزوا باسم الله في سبيل الله ولا تغلوا ولا تغدروا.
- 18 بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين
- 19 أخذ رسول الله الجزية من مجوس هجر
- 20 بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة فأخذوه
- 21 تظهرون عليهم فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم
- 22 لو جاءنا مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا
- 23 أكثر مال أتي به رسول الله ﷺ من البحرين
- 24 من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تبيعة
- 25 صلح النبي مع اهل نجران على الفي حلة وعتاد
- 26 نزول آية فاحكم بينهم بما أنزل الله
- 27 ليس على المسلمين عشور
- 28 لا تصلح قبلتان في أرض
- 29 من عقد الجزية في عنقه فقد برئ مما عليه رسول...
- 30 إذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه
- 31 قالوا: السام عليك يا أبا القاسم فقال: «وعليكم»
- 32 مهلا يا عائشة، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله
- 33 إذا سلم عليكم اليهود فقالوا السام عليكم فقولوا عليك
- 34 قولوا: وعليكم
- 35 من سلم عليكم فقولوا وعليكم
- 36 التبليغ عن رسول الله ولو بآية واحدة
- 37 لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوا
- 38 ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا
- 39 انطلقوا إلى يهود أسلموا تسلموا
- 40 لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب
- 41 اعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
- 42 لا يترك بجزيرة العرب دينان
- 43 أخرجوا اليهود من جزيرة العرب
- 44 أخرج عمر يهود خيبر وأعطاهم قيمة أموالهم
- 45 من عدى على عبد الله بن عمر ففدع يديه
- 46 نزول عيسى ابن مريم حكماً عادلاً في آخر الزمان
معلومات عن حديث: أكثر مال أتي به رسول الله ﷺ من البحرين
📜 حديث: أكثر مال أتي به رسول الله ﷺ من البحرين
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أكثر مال أتي به رسول الله ﷺ من البحرين
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أكثر مال أتي به رسول الله ﷺ من البحرين
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أكثر مال أتي به رسول الله ﷺ من البحرين
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








