حديث: من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تبيعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يؤخذ في الجزية

عن معاذ بن جبل قال: بعثني النبي ﷺ إلى اليمن، فأمرني أن آخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة، ومن كل حالم دينارًا أو عدله معافر.

صحيح: رواه أبو داود (١٥٧٦)، والترمذي (٦٢٣) - واللفظ له - والنسائي (٢٤٥٥)، وابن ماجه (١٨٠٣)، وأحمد (٢٢٠١٣)، وابن خزيمة (٢٢٦٧)، وابن حبان (٤٨٨٦)، والحاكم (١/ ٣٩٨) كلهم من طريق الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن معاذ بن جبل .

عن معاذ بن جبل قال: بعثني النبي ﷺ إلى اليمن، فأمرني أن آخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة، ومن كل حالم دينارًا أو عدله معافر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث عظيم يتعلق بجانب مهم من جوانب التشريع الإسلامي، وهو فريضة الزكاة، والتي هي أحد أركان الإسلام الخمسة.

نص الحديث:


عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: بَعَثَنِي النَّبِيُّ ﷺ إِلَى الْيَمَنِ، فَأَمَرَنِي أَنْ آخُذَ مِنْ كُلِّ ثَلَاثِينَ بَقَرَةً تَبِيعًا أَوْ تَبِيعَةً، وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ مُسِنَّةً، وَمِنْ كُلِّ حَالِمٍ دِينَارًا أَوْ عَدْلَهُ مَعَافِرَ.
(رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني)


1. شرح المفردات:


* بَعَثَنِي: أرسلني واليًا وقاضيًا ومعلّمًا.
* تَبِيعًا أَوْ تَبِيعَةً: التَّبِيع هو ذكر البقر الذي أتم سنة واحدة ودخل في الثانية- والتَّبِيعَة هي أنثاه.
* مُسِنَّةً: هي الأنثى من البقر التي أتمت سنتين ودخلت في الثالثة. وسُميت مسنة لأن لها سنًّا ظاهرًا (أي ثنية).
* حَالِمٍ: هو الشخص البالغ العاقل. وسُمي حَالِمًا لأنه يرى في منامه ما يراه البالغون، أو لأنه مكلف يعقل الأحكام.
* دِينَارًا: عملة ذهبية معروفة في ذلك الوقت.
* عَدْلَهُ مَعَافِرَ: عِدْلُهُ يعني قيمته أو ما يعادله- والمُعَافِر (بضم الميم وفتح العين) هو نوع من الثياب كان يُصنع في منطقة مَعَافِر باليمن، وكانت ذات قيمة وجودة عالية. فالمعنى: نأخذ من غير أهل الذهب قيمته من هذه الثياب التي هي من إنتاج بلدهم وتُقوّم بقيمة الدينار.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث جزء من التوجيهات النبوية الشريفة التي أعطاها رسول الله ﷺ لمعاذ بن جبل رضي الله عنه عندما ولاه على اليمن ليعلم الناس دينهم ويقضي بينهم ويجبي منهم الزكاة.
يبيّن الحديث النصاب ومقدار الزكاة في صنفين من الأموال:
أولاً: زكاة البقر (الأنعام):
* النصاب: ثلاثون من البقر.
* المقدار الواجب: فيها تبيع (ذكر) أو تبيعة (أنثى) عمره سنة.
* إذا بلغ عدد البقر أربعين، فالمفروض هو مسنة (أنثى عمرها سنتان).
* هذه التفاصيل هي ما اجتمعت عليه الأدلة الشرعية، ففي الأعداد بين الثلاثين والأربعين لا زكاة، وكذلك بين الأربعين والستين، وهكذا حسب التفصيل المذكور في كتب الفقه.
ثانيًا: زكاة الأشخاص (الجزية):
* الأمر هنا ليس بزكاة المال، بل هو الجزية التي تؤخذ من أهل الذمة (غير المسلمين الذين يعيشون في دولة الإسلام).
* "مِن كُلِّ حَالِمٍ": أي من كل بالغ عاقل قادر من الرجال.
* "دِينَارًا أَوْ عَدْلَهُ مَعَافِرَ": المقدار المفروض هو دينار واحد من الذهب في السنة، أو ما يعادل قيمته من السلع أو العمل السائدة في بلدهم، والتي في حالة اليمن كانت ثياب "المعافر". وهذا يدل على مرونة الشريعة ويسرها، حيث تراعي حال المكلف وظروف بيئته.


3. الدروس المستفادة منه:


1- حكمة التشريع ومرونته: أمر النبي ﷺ بأخذ القيمة (ثياب المعافر) بدلاً من عين الذهب مراعاةً لحال أهل اليمن، مما يدل على أن الشريعة جاءت سهلة سمحة، تهدف إلى تحقيق المقصد الشرعي بأيسر الطرق على الناس.
2- العدل والمساواة في التشريع: فرض الجزية على القادرين فقط ("حالم")، وإعفاء النساء والصبيان والشيوخ والعجزة منها، كما هو مفصل في كتب الفقه.
3- تفويض الأمر لأهله: إرسال النبي ﷺ لمعاذ - وهو من كبار العلماء والفقهاء - يدل على أهمية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، خاصة في الأمور الحساسة مثل جباية الأموال.
4- بيان تفاصيل الزكاة: الحديث من الأدلة الأساسية التي يعتمد عليها الفقهاء في تحديد نصاب زكاة البقر ومقدارها.
5- الفقه في الدين: فهم الفروق بين أنواع الأموال والواجبات فيها، فزكاة البقر تخرج من عين المال (الحيوان نفسه)، بينما الجزية تؤخذ نقداً أو عيناً بقيمتها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث أصل من أصول باب زكاة الأنعام (الإبل والبقر والغنم).
* الجزية مقررة على الذمي القادر على العمل والكسب، وهي في مقابل حماية الدولة له ودفاعها عنه وإعفائه من الخدمة العسكرية.
* مقدار الدينار الشرعي يعادل (4.25 جرام) من الذهب تقريبًا، ويقدر قيمته اليوم بحسب سعر جرام الذهب في السوق.
* يستفاد من الحديث أيضًا مشروعية أخذ القيمة في الزكاة إذا كان ذلك أصلح للفقراء أو أيسر على المزكي، وهو رأي جمهور العلماء في بعض الحالات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٥٧٦)، والترمذي (٦٢٣) - واللفظ له - والنسائي (٢٤٥٥)، وابن ماجه (١٨٠٣)، وأحمد (٢٢٠١٣)، وابن خزيمة (٢٢٦٧)، وابن حبان (٤٨٨٦)، والحاكم (١/ ٣٩٨) كلهم من طريق الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن معاذ بن جبل .. فذكره.
وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
وقال الترمذي: «حديث حسن».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تبيعة

  • 📜 حديث: من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تبيعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تبيعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تبيعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تبيعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب