حديث: تظهرون عليهم فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أنه لا يجوز أن يؤخذ من غير المسلمين أكثر مما صولحوا عليه

روي عن رجل من جهينة قال: قال رسول الله ﷺ: «لعلكم تقاتلون قوما فتظهرون عليهم فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم وأبنائهم، فيصالحونكم على صلح، فلا تصيبوا منهم شيئا فوق ذلك فإنه لا يصلح لكم». ففي إسناده ضعف.

ضعيف: رواه أبو داود (٣٠٥١)، وأبو عبيد في الأموال (٤٠٩، ٤١٠)، وابن زنجويه في الأموال (٤٨٤، ٤٨٥) كلهم من حديث منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن رجل من ثقيف، عن رجل من جهينة من أصحاب النبي ﷺ .

روي عن رجل من جهينة قال: قال رسول الله ﷺ: «لعلكم تقاتلون قوما فتظهرون عليهم فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم وأبنائهم، فيصالحونكم على صلح، فلا تصيبوا منهم شيئا فوق ذلك فإنه لا يصلح لكم». ففي إسناده ضعف.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر: روي عن رجل من جهينة أن رسول الله ﷺ قال: «لعلكم تقاتلون قوما فتظهرون عليهم فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم وأبنائهم، فيصالحونكم على صلح، فلا تصيبوا منهم شيئا فوق ذلك فإنه لا يصلح لكم».
وقد أشارت إلى أن في إسناده ضعفاً، وهذا صحيح. فالحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، ولكن في سنده رجل من جهينة لم يُسَمَّ، وهو مجهول، مما يضعف الحديث. ومع ذلك، فإن معناه صحيح ومتفق مع أصول الشريعة الإسلامية في التعامل مع الموادعين والمعاهدين، كما سيأتي في الشرح.


1. شرح المفردات:


● تقاتلون قوماً: تخوضون حرباً ضد مجموعة من الناس (الكفار المحاربين).
● فتظهرون عليهم: تنتصرون عليهم وتغلبونهم.
● فيتقونكم بأموالهم: يحاولون حماية أنفسهم وعيالهم بتقديم أموالهم لكم كفدية أو عوض.
● دون أنفسهم وأبنائهم: يعني أنهم يقدمون المال للحفاظ على سلامتهم وسلامة أسرهم من القتل أو الأسر.
● فيصالحونكم على صلح: يعقدون معكم معاهدة أو اتفاقية صلح (هدنة) مقابل المال.
● فلا تصيبوا منهم شيئاً فوق ذلك: فلا تأخذوا منهم أكثر مما تم الاتفاق عليه في الصلح.
● فإنه لا يصلح لكم: لأن أخذ ما زاد على الاتفاق غدر وخيانة، وهو أمر محرم.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي ﷺ أصحابه -وبالتالي الأمة من بعدهم- عن حالة محتملة في الجهاد، حيث يقاتل المسلمون قوماً من الكفار فينتصرون عليهم، فيلجأ هؤلاء إلى مفاوضة المسلمين وعقد صلح معهم، حيث يدفعون مالاً للمسلمين مقابل الحفاظ على أمنهم وأمن أسرهم وأولادهم، وعدم التعرض لهم بسوء.
ثم ينهى النبي ﷺ المسلمين بعد ذلك عن أن يأخذوا من هؤلاء المعاهدين أي شيء超出 ما تم الاتفاق عليه في عقد الصلح. فالمتفق عليه هو الحد الأقصى الذي يجب الالتزام به، وأخذ أي شيء زيادة عليه يعتبر غدراً ونقضاً للعهد.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الوفاء بالعهود والعقود: يوضح الحديث أهمية الوفاء بالاتفاقيات والعهود التي يعقدها المسلمون مع غيرهم، سواء في حالات الحرب أو السلم. فالغدر من صفات المنافقين، والمسلم مأمور بالوفاء بعهده.
2- تحريم الغدر والخيانة: النهي الصريح عن أخذ أي شيء超出 حدود الصلح هو تأكيد على تحريم الغدر، وهو من الكبائر. قال تعالى: *{وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}* [الإسراء: 34].
3- الرحمة والعدل في الحرب: حتى في ساحة الحرب وانتصار المسلمين، فإن الشريعة تأمر بالعدل وعدم الظلم، وتمنع الاعتداء على من ألقى السلاح وطلب الصلح.
4- الحكمة في السياسة الشرعية: الصلح الذي يحقق مصلحة للمسلمين (كالحصول على مال دون خسائر) ويوقف إراقة الدماء هو أمر مشروع، ولكن شريطة الالتزام بكل بنوده.
5- التنبيه على آداب الجهاد: الجهاد في الإسلام ليس همجياً ولا هدفه الإبادة أو السلب والنهب، بل له أخلاقيات وآداب عظيمة تحكمه، ومنها الصدق والوفاء.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل تحت القاعدة الشرعية العظيمة: "المسلمون عند شروطهم"، أي أنهم ملتزمون بالشروط التي يعقدونها مع الآخرين ما لم تحل حراماً أو تحرم حلالاً.
- لو أن الطرف الآخر نقض العهد، فحينها يحق للمسلمين نقضه والقتال، ولكن طالما هم ملتزمون، فيجب الوفاء لهم.
- هذا المبدأ (الوفاء بالعهد) هو من الأسباب التي جعلت الكثير من غير المسلمين يدخلون في دين الله أفواجاً، لأنهم رأوا أخلاق الإسلام العظيمة وعدله حتى مع أعدائه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٠٥١)، وأبو عبيد في الأموال (٤٠٩، ٤١٠)، وابن زنجويه في الأموال (٤٨٤، ٤٨٥) كلهم من حديث منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن رجل من ثقيف، عن رجل من جهينة من أصحاب النبي ﷺ .. فذكره.
وفيه رجل من ثقيف لم يسم، وبه أعله المنذري في مختصر سنن أبي داود (٤/ ٢٥٥). وأما الرجل الذي من جهينة فهو صحابي ولا يضر جهالته.
وأما ما رواه عبد الرزاق (١٠١٠٥، ١٩٢٧٢) عن الثوري، عن معمر، عن هلال بن يساف، عن رجل من جهينة .. فذكره. وليس فيه: «عن رجل من ثقيف» بين هلال والرجل الجهني.
والذي يظهر أن هذا السقط وقع ممن دون الثوري، فقد رواه أبو نعيم وقبيصة عن سفيان، به بذكر الرجل الثقفي كما في جزء من حديث الثوري (١١٣) وهذا موافق لما رواه الجماعة عن منصور.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب

معلومات عن حديث: تظهرون عليهم فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم

  • 📜 حديث: تظهرون عليهم فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تظهرون عليهم فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تظهرون عليهم فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تظهرون عليهم فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب